الثلاثاء 23 تموز 2024 19:41 م

"هوّن عليك"


* جنوبيات

قال لي ودمعة اغرورقت بين جفنيه تعبّر عن تعب السّنين الممزوج بالحنين إلى ماضٍ ولّى: 

"لم أعرفْ عدوًّا مباغتًا كالعمر، يقتنص ساعاتنا على مرآى من عيوننا، ويهدينا ساعة متمرّدة على الوقت، ونهاية مؤجّلة كالموت. يبتسم في وجه خساراتنا، ويجعل كلماتنا تستسلم أمام الصّمت".
فقلت له وبعد تنهيدة تعبّر عن شعور دفين اختزلته الأيّام مع الآلام، والأحلام مع الأنسام:
"هوّن عليك.. فالذي خسرته هو ملك الله. 
والذي ظلمك هو عبد الله. 
والرّزق الذي تتمنّاه هو من خزائن الله. 
والهمّ الذي على عاتقك يعلمه الله. 
والمستقبل الذي تخاف منه علمه عند الله. 
والذي أوجع قلبك، قلبه بيد الله. 
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، مَن أمره بين الكاف والنون، وحاجاتنا كلّها عنده إلى يوم يبعثون". 
هذا والدّنيا ممرّات، فلنمشِ عليها تاركين خلفنا أثرًا جميلًا نُذكر به بعد رحيلنا ولو كانت ابتسامة لطيفة. 
اللهمّ يا من بيده تدبير الأمور، يا عالم ما تخفي الصدور، اغفر لي ولمن فيك نحبّهم، وبارك لي ولمن يدور في بالي ذكرهم، وتب عليّ وعلى من ترتاح روحي لوصلهم، وتقبّل صالح أعمالي وأعمالهم، ولا تردّ لنا دعاء ولا تخيّب لنا رجاء ولا تُسكن جسدنا داء، وادفع عنّا المحن والبلاء، ولا تشمّت بنا الأعداء، يا واسع المغفرة والرّجاء.
آمين يا ربّ العالمين.

 

المصدر :جنوبيات