الجمعة 26 تموز 2024 18:55 م

برعاية وحضور وزير البيئة وبالشراكة مع الوكالة الإسبانية... مؤسسة الحريري وبلدية صيدا تطلقان المشروع النموذجي "الحلول القائمة على الطبيعة من خلال المساحات الخضراء ومعالجة وإعادة استخدام المياه المبتذلة"


* جنوبيات

برعاية وحضور وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين، نظمت "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" بالشراكة مع بلدية صيدا والوكالة الإسبانية للتعاون والتنمية الدولية (AECID) إجتماعاً في البلدية خصص للبحث في "التكيّف مع المناخ من خلال الحلول القائمة على الطبيعة (NBS- Nature-based Solutions) وإطلاق مشروع نموذجي في المدينة لتعزيز المساحات الخضراء ومعالجة وإعادة استخدام المياه المبتذلة في الممرات المائية.
وهدف الإجتماع الذي يأتى في إطار خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئيا،ً لمناقشة الواقع الوطني والمحلي للممرات المائية وإعادة استعمال المياه المبتذلة (Water Circularity) ومقاربة هذا الواقع من خلال تفعيل إعتماد الحلول القائمة على الطبيعة عبر مشروع نموذجي متكامل، والذي بدوره يسلط الضوء على إمكانيات هذه الحلول في تفعيل التكامل بين العمل من أجل المناخ والتنمية الحضرية وبناء القدرات المجتمعية.

شارك في الإجتماع: رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع،  وحضره: مدير عام الطرق والمباني في وزارة الأشغال المهندس علي حب الله  ورئيس مصلحة المنشآت والصيانة في الوزارة المهندس حسن بزي، رئيس مصلحة استثمار مرفأ صيدا المهندس عماد الحاج شحادة، ورئيسة المرفأ السيدة ميريام سليمان، ومستشار الوزير ياسين الدكتور حسن دهيني، وحضر عن وزارة الطاقة رئيس مصلحة الإدارة المركزية في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي المهندس حسين الغول ورئيس دائرة مراقبة التنفيذ في مؤسسة مياه الجنوب المهندس قاسم خليفة، رئيسة دائرة الترخيص والمراقبة في مصلحة الصناعة في لبنان الجنوبي المهندسة هانية الزعتري.. كما حضر عضوا المجلس البلدي المهندسان محمد البابا ومصطفى حجازي ورئيس المصلحة الهندسية في البلدية الدكتور زياد حكواتي ورئيسة المصلحة المالية السيدة زهرة درزي، وأمين سر تجمع المؤسسات الأهلية ماجد حمتو والمهندسة سهاد عفارة والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري الدكتورة روبينا أبو زينب وفريق عمل المؤسسة.

استهل الإجتماع بكلمة ترحيب من رئيس البلدية الدكتور حازم بديع استعرض فيها واقع بحر وشاطئ صيدا  وما عاناه ويعانيه من تلوث جراء مشكلتي الصرف الصحي والنفايات، وما قامت وتقوم به بلدية صيدا هذا العام بالتعاون مع مؤسسة مياه الجنوبي ووزارة الأشغال على 3 مسارات: موضوع الصرف الصحي لجهة استبدال المضختين الرئيستين على الشاطئ وتأمين استمرار تشغيلهما. واستحداث ريغارين على الخط الأساسي يسمحان دائما بتنظيفه دون تعريض عمال البلدية للخطر وبوقت اقل، وبما يساهم بتخفيف التلوث عن الشاطئ. والمسار الثالث موضوع معمل النفايات لجهة متابعة علمية مراقبته من قبل البلدي واللجنة التشاركية  من اجل أن يشتغل بطريقة بيئية صحيحة. ورأى بديع أن "فكرة المشروع النموذجي السباق الذي نحن بصدده اليوم أيضا هي خطوة الى الأمام للحد من تلوث شاطئ صيدا ".

وتحدثت السيدة الحريري فاعتبرت أن عنوان هذا اللقاء يبدأ بالتكيف وقالت: "نحن شعب معروف عنه سرعة التكيف مع كل الظروف. لكن في موضوع تغير المناخ الأمر يختلف لأن له معطيات علمية وبيئية ونمط محدد في كيفية مقاربته".
وأكدت الحريري أن صيدا استطاعت ان تقدم نموذجا بالعمل التعاوني والتشاركي انطلاقاً من بلديتها، وبالتعاون مع كل المجتمع المدني والأهلي في المدينة. متوجهة بالشكر لرئيس المجلس البلدي الدكتور حازم بديع على التعاون وشاكرة الرئيس السابق المهندس محمد السعودي الذي "اعطى من وقته وجهده 13 سنة استطاع خلالها ان يحول البلدية الى مكان يجمع كل الناس".
كما شكرت الحريري وزارة البيئة ممثلة بالدكتور ناصر ياسين وكل الوزارات التي تتداخل صلاحياتها في هذا المشروع على تعاونهم ولا سيما وزارتا الأشغال والطاقة ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي، وتوجهت بتحية خاصة الى رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي على " ما يتحمله بالتكيف حسب الظروف الموجودة.
وأملت الحريري أن نكون بهذا المشروع نقدم أيضاً نموذجا ربما يطبق لأول مرة على مستوى لبنان ويجب ان يكون الجميع على بينة وعلم به، وأن نصل الى حلول نتوافق عليها ان شاء الله ونتعاون سوياً لإزالة التلوث من بحر صيدا . وختمت :"ان شاء الله نلتقي في تدشين هذا المشروع.

والقى الوزير ياسين كلمة قال فيها أن هذا المشروع يتميز بثلاث خصائص مهمة تجعله فعلاً نموذجياً:
الأولى: أنه يقارب موضوع تلوث الموارد المائية. فمنذ عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الآن هناك استثمارات هائلة بموضوع الصرف الصحي بمئات ملايين الدولارات في المدن الساحلية، ولكن معظم هذه المنشآت لا تعمل بالطريقة المناسبة وهذا له علاقة بنظام الحكوكة والإدارة لهذه المنشآت وبالوزارات والبلديات، ولم ننجح بادارة هذا الملف بالشكل المناسب. وان شاء الله بالتعاون مع وزارة الطاقة ومؤسسات المياه وأيضا بالتعاون المقبل مع الاتحاد الأوروبي واليونيسف نستطيع أن نشغل عدداً مهماً من محطات تكرير المياه المبتذلة. وكل هذا يأخذنا الى الحل النموذجي الذي نناقشه اليوم في صيدا لمشكلة تلوث الموارد المائية وخاصة الأنهر في لبنان، لجهة تصميمه ومعالجته لتلوث المياه في نهر الأولي، وأيضاً كونه قليل الكلفة.
الثانية: انه يقارب موضوع التغيرات المناخية.. ونحن هذا العام ذاهبون الى رابع  قمة للمناخ، ونرى التغير المناخي الذي يحصل وكيفية مقاربته على مستوى لبنان وكيف تطور اهتمامنا به  الى الاندفاع الأكبر والذي نراه اكثر حضورا للبلديات والوزارات وخاصة المجتمع المدني والبيئي بموضوع التغير المناخي لأنه فعلاً تبين ان التغيرات المناخية ستكون مؤثرة الآن وبالمستقبل الآتي. والمشروع النموذجي الذي نناقشه اليوم يقارب تأثيرات التغيرات المناخية على المناطق الساحلية والتي ستكون مكلفة صحياً وبيئياً واقتصادياً، وبالتالي فإن مواجهتها منذ الآن عمل جداً مهم.
الثالثة: هذا العمل التشاركي من وزارات وبلدية ومؤسسة الحريري وهيئات أهلية وأكاديميين، يظهر ان الحلول التشاركية في صميم العمل البيئي جداً مهمة، وهذا يؤكد اننا قادرون عبر العمل معا في ظروف سياسية وظروف منطقة ليست ربما مؤاتية للعمل، ان نتعاون معاً وزارات وادارات محلية ومجتمعاً مدنياً واهلياً لوضع هذا الحل. ونحن كوزارة فخورون جداً بأننا جزء من العمل الذي تقومون به ونؤكد اننا سنكون جزءاً داعماً لهذا العمل وبعد ان ينجح في صيدا سنعممه ان شاء الله على مدن ومناطق أخرى.

وجرى عرض عام من قبل منسق برنامج الاستدامة والعمل من أجل المناخ في مؤسسة الحريري المهندس كريم سلامة حول الاستراتيجية البيئية للمؤسسة فاشار الى أن هذا المشروع جزء من خارطة الطريق نحو صيدا مدينة مستدامة بيئيًا، التي أطلقتها مؤسسة الحريري ووزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وبلدية صيدا في 2022، والتي تتضمن إطاراً استراتيجياً يرتكز على 3 مسارات: مسار التدخلات للتخفيف والحماية والمنع والتكيف ضمن مجالات بيئية محددة، ومسار الحوكمة والتمويل المشترك، ومسار التعليم وتمكين المجتمعات حول المواضيع البيئية.
وقال ان "مجال الحلول القائمة على الطبيعة يقع ضمن منهجيات تعزيز البنية التحتية الخضراء، ويستهدف التكيف مع تغير المناخ من خلال مجالات استخدام الأراضي والتنوع البيولوجي والمياه، وبالتالي فإن هذا المشروع يمثل بطاقة مبادرة بحد ذاته، مما يؤكد أهميته في تحقيق أهداف خارطة الطريق".

 وقدم مدير المشروع والمنسق التقني لبرنامج الإستدامة والعمل من أجل المناخ المهندس جهاد عاكوم عرضاً حول عملية ونتائج الرصد البيئي بناءً على عدد من الدراسات الوطنية التي أجرتها منظمات وجامعات لبنانية ودولية. ومن بينها دراسة حول واقع الأنهار العشرة الأساسية على الساحل اللبناني، والتي أظهرت وفق احدى الدراسات تلوث حاد لـ 60% من الأنهار الساحلية من ضمنها نهر الأولي في صيدا، في حين أن 11 من أصل 78 محطة معالجة للمياه المبتذلة في لبنان تتخطى مرحلة المعالجة الأولية و 100% من حجم المياه المبتذلة في المحطات الأخرى مصرّف إلى المسطحات المائية.
وأشار الى أن "عملية الرصد البيئي هذه، تستدعي تعزيز الممارسات المستدامة وخاصةً البنى التحتية الخضراء التي تعزز بدورها المرونة الحضرية".
وقدم أهداف المشروع النموذجي في صيدا لمعالجة المياه المبتذلة وتعزيز المساحات الخضراء من خلال الحلول القائمة على الطبيعة، واستراتيجية المشروع من خلال الحوكمة وبناء الشراكات مع القطاع العام والقطاعات الأكاديمية والأهلية لبناء القدرات المجتمعية والتكامل مع الدراسات المنجزة والإجراءات القائمة على الدليل.

وعرض الخبير في التخطيط والتصميم البيئي ومستشار مؤسسة الحريري للحلول القائمة على الطبيعة الدكتور ياسر أبي النصر تفاصيل وآلية تنفيذ المشروع النموذجي "المساحات الخضراء ومعالجة وإعادة استخدام المياه المبتذلة في صيدا"، ومن ضمنها عملية اختيار الموقع والحصول على الموافقات الإدارية لإقامة المشروع ودخول مرحلة التصميم الهندسي بناءً على مقترح المشروع الذي قام بتصميمه ومن خلال آلية تشاركية وبالتنسيق مع وزارة البيئة. ثم أجاب أبي النصر على أسئلة واستفسارات الحضور حيث كان نقاش حول المشروع.
وفي ختام الاجتماع، أشار مدير البحث والتطوير في مؤسسة الحريري المهندس محمد الحريري الى أن "موقع المشروع في منطقة مصب الأولي شمالي صيدا سيكون مساحة مفتوحة للجميع على ملتقى النهر بالبحر للتعرف إلى الحلول القائمة على الطبيعة من خلال البرامج البيئية لـ" أكاديمية التواصل والقيادة - علا".

بعد ذلك، انتقل الوزير ياسين برفقة السيدة الحريري والدكتور بديع والحضور الى منطقة الأولي حيث عاينوا عن قرب الموقع المفترض للمشروع عند مصب نهر الأولي في البحر بحضور رئيس "جمعية أصدقاء زيرة وشاطىء صيدا" ربيع العوجي.

المصدر :جنوبيات