السبت 27 تموز 2024 20:21 م

"عاداتٌ وتقاليد"!


* جنوبيات

حدّثني جدّي لوالدي "رحمه الله" عن عاداتٍ وتقاليد قديمة رائعة بمعناها العميق ومدلولاتها الأعمق.

ومن هذه العادات الجميلة: 
"الماء والقهوة":
كان يُقدَّم فنجان القهوة للضيوف مع كأس ماء، وإذا قام الضّيف بشرب الماء قبل القهوة كان يُعرف بأنّه جائع وكان يتمّ إعداد وجبة طعام له. وإذا شرب القهوة قبل الماء فكان هذا يعني أنّه شبعان.
"الوردة الحمراء والوردة الصّفراء":
كانت توضع الوردة الصّفراء أمام البيت الذي فيه مريض لإعلام المارّة والجيران بضرورة التزام الهدوء وتجنّب إزعاج المريض. أمّا إذا وُضعت الوردة الحمراء فكان هذا يعني أنّ هناك شابّة قد وصلت إلى سنّ الزواج داخل البيت ويمكن التقدّم لخطبتها، ويُحذّر من النطق بالأقوال البذيئة بجانب البيت حرمة لعواطفها.
"مطرقة الباب":
كانت توضع قديمًا على أبواب المنازل مطرقتان، واحدة صغيرة، واﻷخرى كبيرة. فعندما يُطرق الباب بالصغيرة، يُفهم أنّ الذي يطرق الباب امرأة، فكانت تذهب سيّدة البيت وتفتح الباب.
وعندما يُطرق بالكبيرة، يُفهم أنّ على الباب رجلًا، فيذهب رجل البيت ويفتح الباب لاستقبال ضيفه.
"الصّدقة":
كانت فئة الأغنياء من الشّعب تحرص على تقديم الصّدقات من دون التسبّب بأي إحراج للفقراء، فتقوم بالذّهاب لمحلّات البقالة وبائعي الخضار وتطلب دفتر الدّين لحذف الدّيون بعد القيام بتسديدها، بدون ذكر اسمها. 
وكان الفقراء دومًا يجدون دَينهم قد حُذف من دون أن يعلموا من قام بذلك، بحيث لا يشعرون بمنّة الأغنياء.
"سنّ الثالثة والستّين":
‏عندما كان يُسأل كبار السنّ الذين هم فوق سنّ الثالثة والستّين عن أعمارهم في زمن القيم والأخلاق الحسنة، كانوا يجدون من العار أن يقولوا إنّ سنّهم فوق سنّ النبيّ محمّد (عليه أفضل الصلاة والسّلام) وذلك تأدّبًا منهم واحترامًا وتعظيمًا له، فكانوا يجيبون: "لقد تجاوزنا الحدّ يا بنيّ".
إنّها عادات وتقاليد قديمة رائعة بمعناها بحيث إنّ جوّ الألفة والمحبّة كان يسود بين معظم النّاس في ظلّ دولة تحترم كرامة الإنسان وتسعى جاهدة لبناء مجتمع على أسس متينة وصحيحة وعلى كلّ المستويات الأخلاقيّة والاجتماعيّة والتربويّة، فتجد المواطن فرِحًا وراضيًا ومتساويًا في حقوقه كإنسان، ومؤدّيًا واجباته تجاه بلده ومجتمعه على أفضل صورة، وأنقى ما يرام.
صفوة القول:
إن العادات هي عبارة عن أعراف متداولة بين الأجيال فتصبح مع الوقت جزءًا من معتقداتهم، وتستمرّ ما دامت تتعلق بقناعات على انها موروث ثقافيّ. فهي تعبير عن معتقد معين. 
اما التّقاليد فهي مجموعة من قواعد السّلوك التي تتظهّر من خلال اتفاق بين مجموعة من الأشخاص، وتستمد قوّتها من المجتمع، كما تدلّ على الأفعال القديمة والمتعاقبة والممتدة عبر الزّمن.  


 

المصدر :جنوبيات