الثلاثاء 30 تموز 2024 18:31 م |
هل تنتشل الجبهة الفرنسية اليسار العالمي من مآزقه؟ |
* جنوبيات بدت فرحة اليساريين العرب، وكذلك من غير اليساريين، موازية لفرحة اليساريين الفرنسيين، أصحاب الفوز، مع نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي أسفرت عن تصدر تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" على "حزب التجمع الوطني اليميني" المتطرف بقيادة مارين لوبن، إذ حل في المرتبة الثالثة بعدما كان متقدماً في الجولة الأولى من التصويت. وعبر هؤلاء اليساريون العرب عن ذلك من خلال تهليلهم وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي حفلت بالكلمات المنمقة حول هذا التقدم الذي دفع باليسار الفرنسي من جديد إلى سدة الحكم، وحد من تقدم حزب التجمع الوطني اليميني بعدما تصدر الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في الـ30 من يونيو (حزيران) الماضي. ومرد ذلك بحسب المتابعين إلى مخاوف منتشرة بين المهاجرين العرب، وبخاصة المسلمين، بعد تصريحات صدرت عن لوبن ومواقفها المثيرة للجدل في ما يتعلق بالهجرة والمهاجرين والمسلمين ودعوتها إلى الترحيل الفوري لمن يقيمون في فرنسا بصفة غير قانونية. وتعهدت لوبن في حال وصولها إلى السلطة العمل على تجميد مشاريع بناء المساجد في فرنسا قبل التحقق من مصادر التمويل، فضلاً عن توسيع قانون منع ارتداء كل ما يرمز إلى الدين والتدين في المدارس، وصولاً إلى الأماكن العامة. ارتياح شعبي لفوز اليسار قوبل فوز اليسار كذلك بارتياح بين شريحة من رواد التواصل الاجتماعي في العالم العربي، إضافة إلى الجهات والمنظمات والأحزاب والقوى اليسارية، خصوصاً في ما يتعلق بإعلان اليسار الفرنسي في السابق اعتزامه "الاعتراف بدولة فلسطينية". وكانت "الجبهة الوطنية الشعبية الجديدة" قبل انطلاق السباق الانتخابي دعت إلى "الاعتراف الفوري بدولة فلسطينية" ودفع إسرائيل و"حماس" إلى إبرام اتفاق هدنة في غزة. لكن، ومع الفرح العارم بهذا الفوز اليساري الفرنسي، برزت مخاوف عند المناصرين والمحللين وفي مختلف أنحاء العالم من ضعف كينونة الجبهة الوطنية الشعبية الجديدة التي تأسست من تحالف الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وحزب البيئة وحزب فرنسا الأبية المنتمي إلى أقصى اليسار على عجل، ومن دون مبادئ مترجمة وبرنامج معقود قبل الانتخابات المبكرة التي جرت على جولتين في الـ30 من يونيو والسابع من يوليو (تموز) الجاري وتصدرها الانتخابات بصورة غير متوقعة، إذ إنها لم تفز بالغالبية المطلقة، وظهور جملة من التوترات والخلافات بين أحزاب التحالف حول من يمكنه تولي رئاسة حكومة يسار محتملة. يسار غير موحد بعد التقدم اليساري الفرنسي غير المتوقع، لا سيما في ظل بروز اليمين واليمين المتطرف في عدد من دول أوروبا ودول العالم، تعقد آمال عند كثيرين من المحللين السياسيين والمتابعين عن مواجهات محتملة بين اليسار المعتدل والوسطي وبين اليمين البرجوازي والمتطرف الذي بدأت تمظهراته تتبدى جلية بعنصرية وفوقية تجاه المهاجرين والمسلمين. لدى سؤال مسؤول الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (المستشار القانوني في المحكمة الجنائية الدولية) فؤاد بكر عن مدى أهمية تقدم اليسار في فرنسا في ولادة حالة يسارية عالمية، قال "حتى داخل فرنسا هذا التحالف ليس تحالفاً، هي مصلحة انتخابية تنتهي بعد انتهاء الانتخابات، هو تكتيك فقط أتى للحد من وصول اليمين، والدليل على ذلك أن برنامجاً موحداً لهذا التحالف غير موجود، في الوقت نفسه ربما يلعب (الرئيس) إيمانويل ماكرون على شق اليسار إلى يسارين ويكون قد ربح بحد اليمين من جهة وبشق اليسار من جهة ثانية، وتحديداً الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي لديه توجهات مغايرة تماماً عن جان لوك ميلونشون وحتى عن الحزب الشيوعي، إذ لا يتفق مع ميلونشون حول موضوع إسرائيل والاعتراف بالدولة الفلسطينية وغيرها". ويضيف "لم يستطع اليسار في فرنسا أن يلتقي على برنامج سياسي واحد، للأسف، وحتى لا نعطي كثيراً من الأمل حوله، والدليل على تشرذمه أن كل واحد فيه يريد أن يكون رئيس حكومة، وهذا ما قد يؤدي إلى حال إحباط عند الجماهير". ومع إشارة البعض إلى أن بروز اليمين المتطرف يجب أن يستدعي خلق دفع نحو تطور اليسار، يرد بكر "بلى، هذا ما حصل، الناس صوتت لليسار في فرنسا لأجل عدم وصول اليمين المتطرف. إن تنامي اليمين جعل الناس تسعى إلى التخلص منه، ويجب أن تكتشف الشعوب أهمية وجود اليسار". لا وجود ليسار عالمي إذاً هل ثمة يسار عالمي قد يبرز في مواجهة اليمين المتقدم والمتطرف في عديد من دول العالم؟ يقول مسؤول الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "لا وجود ليسار عالمي، لأن اليسار بكل دولة غير موحد، وحتى الحزب الشيوعي الأميركي انشق من يومين وبرز حزب جديد (American Communist Party) إثر خلاف حول موضوع القضية الفلسطينية وإدانة ’حماس’ وحل الدولتين، إذ إن نصف الحزب لم يقبل إدانة الحركة. هناك اختلاف في الرأي، هناك يسار عنده تطرف فكري ولا يقبل حتى التحالف التكتيكي حول مجموعات إسلامية مثل إيران وغيرها، وهناك يسار منفتح على نحو يسار كولومبيا، إذ يقول نحن غالبيتنا مسيحية ونصلي ونصوم إنما نحن يساريون بتوجهاتنا وأفكارنا، ونختلف بالموضوع الأيديولوجي، هناك توجهات فكرية كثيرة ومختلفة على الأرض". وحول أسباب تشتت قوى اليسار في العالم، يشير فؤاد بكر إلى أن "ضابط الإيقاع كان الاتحاد السوفياتي، وعندما انحل انفلتت الأمور وباتت قوى اليسار مشتتة، إذ لا قوة إقليمية قادرة على ضمها أو دمجها. وفي ظل غياب الدعم ستبقى متفرقة وغير قادرة على تجميع قواها إلا في بعض المطارح التي تستدعي تقارب اليسار. لو أخذنا مثلاً موضوع اليسار في لبنان، هل الحزب التقدمي الاشتراكي هو حزب يساري من حيث المبدأ؟ ولو أخذنا مثلاً الحزب الشيوعي في لبنان، هو يلتقي مع الحزب السوري القومي، لكن بالمبدأ ممنوع التقاء القومية والأممية، وكذلك في فلسطين، هناك أحزاب يسارية برجوازية قريبة من السلطة وأحزاب يسارية (إكستريم) تذهب بالأقصى نحو الخط الإيراني، وهناك أحزاب يسارية في الوسط تارة هنا وتارة هناك". اليسار في العالم العربي ويلفت المستشار القانوني في المحكمة الجنائية الدولية إلى أنه من الصعب تشكيل يسار عربي، قائلاً "لا يمكن أن تؤلف يساراً عربياً في دولة عربية محددة ولا تؤلفه في دولة عربية أخرى". برأي مسؤول الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية "ثمة تلاقٍ بين عدد من الجهات التي تحمل الهم اليساري، فنحن في الجبهة الديمقراطية على تنسيق مع جميع الأحزاب اليسارية الأوروبية، ونحن مع وحدة اليسار، لكن يجب أن يتوافق اليسار على برنامج محدد وفي الوقت عينه من الصعوبة أن نستطيع التوافق على ذلك، حتى في داخل البلد الواحد لا يوجد اتفاق على نقاط جوهرية وأساسية، فكيف إذا كنا نحكي عن يسار عالمي أو عربي؟ وليس معنى ذلك أنه يجب ألا يتم، بالعكس هذا مطلوب، يجب توحيد اليسار ونحن برنامجنا السياسي يتناول تلك العملية وهناك فقرة حول توحيد اليسار العربي وكذلك العالمي". أميركا اللاتينية يسارها وطني من جهته يؤيد نائب الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني سعدالله مزرعاني أن فكرة تنامي اليسار "ليست على الموضة حالياً في بلدان أوروبا الغربية وحتى في كل العالم، إذا ما استثنينا أميركا اللاتينية التي حافظ فيها اليسار على مواقع متقدمة في دول كبيرة على رغم محاولات الانقلاب، وكان آخرها البرازيل وإفشال آخر محاولة انقلاب - الثامن من يناير (كانون الثاني) 2023 - وفي بوليفيا ومحاولة الانقلاب التي نفذها قائد الجيش البوليفي خوان خوسيه زونيغا ضد الرئيس لويس آرسي في الـ26 من يونيو الماضي". ويعزو مزرعاني صمود يسار أميركا اللاتينية إلى أنه "لم يكن يرتبط عضوياً بالاتحاد السوفياتي، بل كان عبارة عن يسار وطني، ومجموعات متجانسة ومتعاونة تحت ما يسمى لاهوت التحرير (هو مزيج من اللاهوت المسيحي والتحليلات الاجتماعية - الاقتصادية الماركسية التي تشدد على الاهتمام الاجتماعي بالفقراء والتحرر السياسي للشعوب) بمواجهة طغمة عسكرية عموماً مرتبطة بالولايات المتحدة وتسخر لها مصالح الدول من خلال النهب ومصادرة مواردها الطبيعية وتحكمها بالحديد والنار". ويتابع "المهم أنه حتى اللحظة في أميركا اللاتينية الوضع مستمر على الوتيرة السابقة التي كان فيها دور للحركة اليسارية، وهي حركة متنوعة فيها أحزاب شيوعية، لكنها ليست الأكثر تأثيراً، مثلاً في البرازيل ربح الرئيس لويس إيناسيو لولا داسيلفا في انتخابات صعبة بمواجهة خصمه اليميني المتطرف جايير بولسونارو المدعوم من الولايات المتحدة إلى الحد الأقصى وبالأكثرية". "فرنسا حالة ليست موجة" في خضم هذه التحولات، ظهرت لمعة في فرنسا تمثلت في بروز لافت لليسار. فحزب فرنسا الأبية (تسمية أطلقت في 10 فبراير (شباط) 2016) تعني بالأساس فرنسا المستقلة المتمردة. يقول مزرعاني "جان لوك ميلونشون ترأس جبهة في أعقاب الدورة الأولى مع تقدم اليمين بحزب التجمع الوطني، مما قرع جرس إنذار للمجتمع الفرنسي فاتجه نحو مناخ اليسار على تنوعه، ومنه يسار الحزب الاشتراكي الذي لم يكن قد بقي منه في اليسار أكثر من خمسة في المئة، لكنه صنف كحزب تغيير ليس مرتبطاً بكبريات الاحتكارات الفرنسية والرأسمالية، فكان هذا الفوز وكان ميلانشون كأبرز شخصية إلى يسار اليسار ويسار الحزب الشيوعي الفرنسي ولجهة موقفه من القضية الفلسطينية، إذ اتخذ مواقف جريئة واتهم مع اليساريين بمعاداتهم للسامية بعدما كانوا يدعون إلى سحب الاعتراف بإسرائيل". ويشير إلى أن ما حصل في فرنسا "هي رد فعل، إذ إن لفرنسا ثقافتها العامة وموقعها كبلد يتغنى بحقوق الإنسان، وبلد الثورة الفرنسية وشعاراتها الثلاثة المعروفة (حرية، مساواة، أخوة) طرحت مبادئ كانت الناس تتناولها وتتغنى بها، وهي أول بلد أقام دولة علمانية كاملة سنة 1905. فرنسا نوع من استثناء أكثر مما هي موجة. حالة حصلت في فرنسا فيما البلدان الأخرى مرشحة نحو تعزيز المواقع اليمينية والأحزاب الوطنية العنصرية الموجهة ضد الأجانب بصورة خاصة، والإسلاموفوبيا وتنشط فيها التيارات الصهيونية ولها تأثير بارز". موجة تطرف يميني نائب الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني سعدالله مزرعاني يرى أيضاً أن "الموجة الطاغية في العالم هي التطرف اليميني والعنصريات والأحزاب الفاشية والفاشية الجديدة أو المعادية للمهاجرين. الموجة في أوروبا الغربية هي موجة يمين من إيطاليا إلى ألمانيا إلى السويد، إلى جميع البلدان الإسكندنافية بعدما كانت بلداناً محايدة، إن سلطاتها كلها تتحول نحو الحلف الأطلسي أخيراً، وصارت أطرافاً أعضاء ونشيطة والانتخابات فيها توصل اليمين المتطرف عموماً، إنه يمين وطني نشاطه الأساس موجه ضد المهاجرين والآسيويين والأفارقة والعرب والشرق أوسطيين". ويؤكد مزرعاني أن حالة نجاح اليسار في فرنسا ليست موجة، ويعطي مثلاً "ما حصل في بريطانيا، إذ إن حزب العمل (هو حزب سياسي يحسب على يسار الوسط في بريطانيا) كان شريكاً في السلطة، بل كان حزباً يمينياً بتوجهاته يصادر مواقع العمال ويشوه موقعهم الطبيعي والطبقي والاجتماعي والنموذج الأبرز فيه توني بلير (رئيس وزراء المملكة المتحدة من عام 1997 إلى عام 2007) الذي كان أقرب حلفاء أميركا وأسهم في حرب العراق مع بوش الابن، وكان أسوأ أنواع اليمين". ضعف الأحزاب الشيوعية يعود سعدالله مزرعاني للحديث عن الأحزاب الشيوعية فيؤكد أنها "لم تستطع في الأمكنة التي كانت لها مواقع متقدمة فيها أن تستعيد دورها أو بعض دورها أو تستنهض بنيتها وتجدد نشاطها. فموجة الأحزاب الشيوعية التقليدية التي تنطلق من المركز السوفياتي لم تستطع تجاوز أزمة انهيار الاتحاد السوفياتي، بل راوحت مكانها وهي تخسر باستمرار". وتابع "مثلاً في بلد مثل إيطاليا الأكثرية الحاكمة اليوم يمينية متطرفة فاشية، وبعد قليل ربما ترفع تمثالاً لموسوليني، لكن الحزب الشيوعي الإيطالي الذي كان يملك نحو 36 في المئة من الأصوات لم يعد له أي دور ولم يستطع أن يقف على قدميه حتى بصيغة التجديد العملي، والحزب الشيوعي اليوناني ضاع ولا دور له". ويخلص إلى أن اليسار الفرنسي "صنع إنجازاً في أنه آخر تقدم موجة الاجتياح اليميني، بل أوقفها، واستطاع أن يستجمع نفسه ضمن جبهة، طبعاً ليست متجانسة، لكن السؤال: هل يراهن عليها بموجة عالمية؟ طبعاً لا، هي خطوة جيدة ولا نريد أن نتوهم، هي خطوة تمهد لضرورة العمل الجبهوي واتحاد القوى المعادية للتيارات الفاشية والعنصرية والمتعصبة والمتطرفة. في هذا المعنى فإن النموذج الفرنسي جيد في استنهاض الجوانب المضيئة في تاريخ الصراع في فرنسا من كوبونة باريس (1871) إلى المقاومة الفرنسية التي شارك فيها الشيوعيون ولعبوا دوراً (1944) إلى جانب ديغول وكانوا حلفاءه". ويضيف "ثمة تاريخ في فرنسا ليس بسيطاً للحركة اليسارية والحزب الشيوعي الفرنسي الذي ما زال معتمداً على المواقع النقابية أكثر من السياسية وفي الكونفيدرالية العامة للعمل CGT وفي البلديات، وأسهم الشيوعيون بإخلاص في متابعة شؤون الناس وحصدوا نجاحات، لكنها لم تصل إلى مستوى أن يفرضوا أنفسهم سياسياً". الاستفادة من التجربة الفرنسية يعد نائب الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني سعدالله مزرعاني أنه من الجيد أن يستفيد اليسار من تجربة فرنسا وفي تجديد مسؤولياته ومواقفه وأن يؤسس لجبهة تحالف ويضع لها أهدافاً، هذا مطلوب في جميع البلدان، خصوصاً من الأحزاب التي لم تعد قادرة على أن تشتغل وحدها، ويجب الاستناد إلى مصالح واسعة من المجتمع من خلال صيغة جبهوية هي في حاجة إلى مقاربات جديدة كي تستند إليها وكي تستمر، ومن دون ابتكار ومحاولة تغيير لا مكان لهذه الأحزاب. ويقول "وسط هذا التطرف الكبير يجب على اليسار أن يضطلع بدور استثنائي، وأن يكون فاعلاً وموجوداً في هذا الصراع بمواجهة الإجرام الذي يرتكب في فلسطين. إن الموجة العالمية الحقيقية المستنكرة لم تر أميركا مثيلاً لها منذ حرب فيتنام، ثمة تمرد على الموقف الرسمي الأميركي في مقابل المجازر التي ترتكب ودعم الكيان الصهيوني وحكومته المتطرفة، هذه الموجة من ردود الفعل على المجازر التي تحصل في غزة لا يجوز الاستخفاف بها، لكن كيف تتبلور بحركات سياسية؟ يجب أن تكون لليسار مبادرة ومشاركة وأن يكون جزءاً من هذه الحركة وداخلاً فيها ويعيد تطويرها وتوجيهها كي تأخذ بعداً وطنياً وتتحول إلى مشروع سياسي وبرنامج وخطة وتنظيم، وكل هذا يجب أن تكون له علاقة بالحاضر والمستقبل أكثر من علاقته بالماضي". ويختم مزرعاني أن روسيا في الموقع الذي باتت فيها كدولة رأسمالية لم يعد عندها مشروع يساري جامع، والحزب الشيوعي الروسي دوره مهمش وغير فاعل، لكن يمكن أو يعول على التجربة الصينية، إذ لا يزال الحزب الشيوعي حاكماً فيها ويخوض تجربة جديدة في التاريخ، إذ يجمع بين المركزية الشديدة والسوق، مركزية السياسة وانفتاح السوق الاقتصادية، وهي لم تكن موجودة في النموذج السوفياتي السابق. المصدر :اندبندت عربية |