الأربعاء 31 تموز 2024 09:39 ص

"صدقتِ يا بيروت"!


* جنوبيات

في وجوم الهمس تنطبق الشّفاه، وفي رحيل الصّمت تنطلق السّفاه، وفي صدى الأمس تفترق المياه، ويبقى شيء واحد على أصالته. 

تبقى الحرّيّة المألوفة في جذورها المتأصّلة.. تبقى الحقيقة الواحدة في عمقها المرتّلة.. تبقى الصّحبة.. تبقى القربى.. تبقى الضّيافة.. تبقى الصّحافة.. تبقى الطبيعة.. تبقى الوديعة.. تبقى الأمانة.. تبقى الضّمانة.. وتبقى بيروت...

إنّها حقًّا بيروت، أميرة العواصم، وسيّدة المآتم، قلب العروبة النّابض، وصوت الحقّ الفارض. 
إنّها شهيدة الحقّ المدفون.. وروح العطاء المخزون. 
لقد أعطت بيروت الكثير الكثير، فما هو ذنبها لتلقى ما تلقاه؟ 
هل نسيناها؟ أم تناسيناها؟ 
هل عقلناها؟ أم اعتقلناها؟ 
هل حاربنا من أجلها؟ أم من أجلنا حاربناها؟
ما هو ذنبك يا بيروت؟
وما هي جريمتك يا درّة الياقوت؟ هل ذنبك أنّك كنت الحضن الدّافئ لقاصدك؟ 
هل تهمتك أنّك كنت القلب الخافق لطالبك؟ 
والله... ما ذلّ ذو حقّ وإن أطبق العالم عليه، ولا عزّ ذو باطل ولو طلع القمر من بين جنبيه...
صدق من قالها.. "وصدقتِ يا بيروت".. صدقت بصمتك المعبّر، صدقت بجرحك المدمّر، صدقت وإن عزّ الكلام، صدقت وغدرتك الأيّام...
صدقت وهل في الحقّ من يُلام؟!

المواطن جمال الحلو

المصدر :جنوبيات