الخميس 1 آب 2024 12:35 م

هوكستين شريكاً في جريمة الضاحية!


* جنوبيات

خلال الأشهر العشرة الماضية، لم تتوقف الاتصالات الدبلوماسية الغربية مع لبنان. ولا يكاد يوجد مسؤول أو جهة لا تعرف أن الرسالة الوحيدة التي حملها كل الموفدين كانت: افصلوا جبهة لبنان عن غزة، واعقدوا صفقة مع "إسرائيل".

وإذا كان الأوروبيون "أكثر لباقة" في عرض الأمر، إلا أنهم لم يحيدوا عن جوهر المهمة التي قادتها الولايات المتحدة، وتولّاها بشكل رئيسي الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، الرجل الذي لم يتعب من جولاته بين لبنان وكيان العدو وعواصم في الإقليم وأوروبا، مكرّراً لازمة أن على لبنان تحييد نفسه عن الحرب الدائرة، ولم يكن يخجل في الحديث عن أن العدو يفكر بضربة كبيرة للحصول على ضمانات تسمح بوقف الحرب وعودة آمنة للمستوطنين إلى مستعمرات الشمال.

في آخر جولة من الاتصالات، لم يكن هوكستين متبنّياً لمطالب العدو فقط، بل كان شريكاً في أكبر عملية تضليل ساهمت بشكل فعّال في غارة العدو على حارة حريك. وربما صار مفيداً أن يتّعظ محاوروه، والمتصلون به، ومن ينقلون عنه الكلام والرسائل، وأن يتصرفوا ولو لمرة واحدة بمسؤولية عالية، من خلال وقف التواصل معه وتحميله المسؤولية الكاملة، بالتكافل والتضامن مع العدو، عن جريمة الضاحية.

ثمّة تفاصيل كثيرة، لكن عنوانها المركزي أن هوكستين الذي كان يريد الحصول على ضمانة لبنانية بأن لا يرد "حزب الله" على أي ضربة "إسرائيلية"، كان هو نفسه من أبلغ المسؤولين في بيروت بأن الضربة "الإسرائيلية" ستكون خارج بيروت والضاحية.

وأصرّ على تسريب هذه المعلومة، في سياق ما سمّاه "نجاح الدبلوماسية الأميركية في منع إسرائيل من القيام بعمل يقود إلى مواجهة شاملة مع حزب الله".

وقد يخرج هوكشتاين نفسه، أو من يتواصل معه، ليقول إن الرجل ليس على علم بما تفكر به "إسرائيل". وإن واشنطن لا يمكنها إلزام "إسرائيل" بشكل الرد وحجمه وطبيعته، لكن ما حصل، رسم خطاً فاصلاً بين ما قبل وما بعد. وما على المسؤولين في لبنان، رسميين أو سياسيين، إلا أن يتحلوا بقليل من شجاعة وليد جنبلاط في قول واضح بأن المعركة واضحة، وأن هوكشتاين كان شريكاً كاملاً في الجريمة، مهما حاول هو، أو إدارته، أو محبوه في لبنان، التحايل على الوقائع.

وبالعودة إلى الاتصالات التي قادها هوكشتاين إثر حادثة مجدل شمس، فكانَ هو أول من تولّى الاتصالات على أكثر من خط في لبنان، منطلقاً من "أن مسؤولية حزب الله عن الحادثة غير قابلة للنقاش".

المصدر :جريدة الأخبار