رأى محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة في حديث خاص لـ"جنوبيات" أنّ ما ينطبق على البقاع ينطبق على كل لبنان لناحية الوضع الإجتماعي والاقتصادي، فتدهور العملة المستمر واضمحلال جنى الناس في المصارف هما قاسمان مشتركان بين الأغلبية الساحقة من اللّبنانيين، الأمر الذي قلب الحياة برمّتها، فرواتب اللّبنانيين اليوم غير قادرة على تأمين أبسط مقوّمات العيش الكريم، وهناك قطاعات معينة عادت للتعافي تدريجيًّا، وهنا نتحدّث عن القطاع الخاص بالعموم، وهذا بالتأكيد ما لا ينطبق على القطاع العام الذي يشهد تدهورا كبيرا على شتى الصعد والذي يواجه تحدٍّ وجوديٍّ بكلّ معنى الكلمة، ولعلّ نظرةً مباشرةً على واقع  الموظّفين تخبر عن حقيقة المعاناة اليومية التي يعيشها هؤلاء بشتّى تفاصيل حياتهم.

فيما يتعلق بموضوع النزوح السوري يؤكد أبو جودة ان هذا الملف دقيق للغاية ويتطلب جلسات مستمرة وتواصل بين الدولة اللبنانية و الدولة السورية لانجاز هذا الملفّ الذي بات يضع لبنان أم تهديدٍ وجوديٍّ، فهذا الملف يعرقل الحياة من ناحية التغيير الديمغرافي والتّأثير الاجتماعي والاقتصادي والتأثير في البنى التّحتية، وقد أبلغنا كل زوّارنا من الجهات الدولية أن ما يحدث في لبنان هم لا يقبلونه في دولهم، وبالتّالي يجب أن لا يُقبل على أية دولة أخرى، فهناك شريحة من المجتمع السوري الموجود في لبنان، لا عذر البتة لبقائها ومنهم من يزور سوريا بشكل مستمر مع الأخذ بعين الاعتبار أن المجتمع الدولي غير متعاون في هذا الملفّ لعدّة اعتبارات، وهذا الأمر يجب أن يُبتّ بوقت سريع وبعمل متواصل من قبل الحكومة والقييمن على الملف، قبل الوصول للحظة ينفجر فيها المشهد برمته، وهنا ثمة دور على اللّبنانيين في وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية لناحية مقاربة هذا الملف من بوابة الاستفادة الماديّة لأن المال لا ينفع عند خسارة الوطن.

ينهي أبو جودة كلامه مؤكدا أن ثمة بصيص نور لا يخفت طالما أن الشباب اللبناني مؤمن بهذا الوطن، ونحن نقول للٱخرين ما نقوله في عائلاتنا أن الهجرة عند البقاعيين خصوصا واللبنانيين عموما هي استنزاف لمقدّرات وثروات هذا الوطن وعلى رأسها الثروة الإنسانية المتمثلة بهذا النّبض.