السبت 3 آب 2024 22:48 م

مقدمات نشرات الأخبار مساء السبت 03-08-2024


* جنوبيات

هل التهويل وقرع طبول الحرب يعنيان حكمًا أن الحرب واقعةٌ لا محالة ؟ تهديدات تخطت كل السقوف بحيث أن منطق التطورات يمكن أن يرجِّح التصعيد، على فرضية سحب فتيل الإنفجار. من الجانب الإسرائيلي تهويل بلغ حد القول: ” مَن يصل إلى فؤاد شكر، يصل إلى نصرالله ”
من الجانب الإيراني، يقول الحرس الثوري: ” إغتيال هنية ستكون تداعياته مدمرة على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الداعمة له “.
وردًا على إغتيال شكر، تقول إيران ،في ما يشبه تحديد الاهداف: “نتوقع أن يختار حزب الله المزيد من الأهداف” وأن يضرب في عمق إسرائيل، لا أن يقتصر في رده على الأهداف العسكرية” ، فهل هذا الكلام هو أبعد من توقّع ؟

صحيفة ” كيهان ” الإيرانية كشفت أن “مناطق مثل تل أبيب وحيفا والمراكز الاستراتيجية وخاصة مقرات  إقامة بعض المسؤولين، هي من بين أهداف هذا الرد، بالإضافة إلى إلحاق أضرار بالمواقع الاستراتيجية.

واليوم كشف الحرس الثوري كيفية إغتيال هنية، فقال إن العملية تمت بمقذوف قصير المدى برأس حربي يزن حوالي سبعة كيلوغرامات. تأتي هذه المعطيات ردًا على ما نُشِر من أن الاغتيال تم بواسطة عبوة مزروعة في الشقة التي كان ينزل فيها هنية.
في لبنان، مزيد من الإجراءات؛ إير فرانس أعلنت أنها ستمدد تعليق رحلاتها بين باريس وبيروت، كذلك أعلنت الخطوط الجوية الكويتية عن تعليق رحلاتها إعتباراً من بعد غد الاثنين . السفارة الأميركية حضت  الراغبين بمغادرة لبنان على حجز أي بطاقة سفر متاحة لهم، حتى ولو كانت الرحلة لا تغادر على الفور. بريطانيا حثت رعاياها على مغادرة لبنان فوراً. سفارة السويد أعلنت أنها ستغلق مقرها. أما إسرائيل فتعيش حال طوارىء على كافة المستويات.

لبنان موزّع بين ترانيم التطويب وطبول الحرب. عرسُ السماء على الارض اللبنانية انتهى، والبطريرك اسطفان الدويهي صار طوباوياً على مذبح الكنيسة. فمن بكركي الى اهدن، مرورا بكل المناطق الاخرى، أثبت لبنان، مرة جديدة، انه اقوى من كل المحن التي تعصف به. المشهدية في الصرح البطريركي ليل امس كانت استثنائية، فهي بعظمتها وروحانيتها وحماسة الناس المؤمنين، اثبتت ان رهان الدويهي العظيم على شعبه في محله، وان لبنان بلد يستحق أن يبقى في ذاته، لا ان يتحول ملحقا لهذا البلد او ذاك. ومع انتهاء العرس السماوي عاد الاهتمام قويا بشؤون الارض. فاللبنانيون يعيشون حال ترقب، وهم ينتظرون رد حزب الله وايران وفريق الممانعة على اسرائيل. وفيما  يؤكد فريق الممانعة ان الرد آت حتما على اغتيال هنية وشُكُر، فان اسرائيل تتأهب وتستعد، وقد قررت وقف الاجازات لكل الوحدات المقاتلة وتشكيلات التدريب. كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في البنتاغون ان وزير الدفاع الاميركي امر القوات العسكرية الاميركية  بالدفاع عن اسرائيل اذا تعرضت لهجوم. وهذا يعني ان الوضع في المنطقة وصل الى حافة الهاوية، وان احتمالات الحرب المفتوحة والشاملة، وحتى الاقليمية، لم تعد مستبعدة.
البداية من حديث خاص ادلى به البطريرك الراعي للـ “ام تي في”  وفيه تحدث عن احتمالات الحرب والسلم، معتبرا ان رئيس الجمهورية هو المخول الوحيد التفاوض باسم لبنان، وليس رئيس البرلمان او الحكومة

لا شيء يتقدم حال الغليان على مستوى الإقليم نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي كان أخطرُ فصوله في ضاحية بيروت الجنوبية والعاصمة الإيرانية. ولأنه على نفسه جنى يعيش كيان الإحتلال لحظات ثقيلة فيها مستوى مرتفع من الشلل والرعب والتوتر والتأهب ترقباً للرد الحتمي والمدروس على اغتيال القيادييْن فؤاد شكر وإسماعيل هنية.

ومن تجليات هذه الحال قرارُ جيش الإحتلال وقفَ الإجازات في كل الوحدات المقاتلة وتشكيلات التدريب وتوسيعُ تقليصِ عمل المصانع في الشمال إلى عمق اربعين كيلومتراً من الحدود مع لبنان وسط مخاوف من تسلل مقاومين من الجنوب نحو مستوطنات مثل (ليمان).

وفي شأن متصل تعمل سلطات الإحتلال على تجهيز مرفأ اسدود ليكون بديلاً عن موانىء الشمال خوفاً من التصعيد على الجبهة اللبنانية. ويؤكد العدو الإسرائيلي أنه ينتظر رداً شديداً ويتخذ إجراءات على مستوى المستشفيات ويُبدي بشكل خاص مخاوف من استهداف الردود خطوط الكهرباء والإتصالات.

وفيما أكد الحرس الثوري الإيراني اليوم أن عملية اغتيال إسماعيل هنية هي من تخطيط وتنفيذ الكيان الصهيوني بدعم من الحكومة الأميركية تُجري تل أبيب اتصالات مع أصدقائها وحلفائها طالبةً مساعدتهم لمواجهة ما تصفه بهجومٍ متعدد الجبهات وقد هبّت الولايات المتحدة لدعمها فأمر وزير دفاعها القوات الأميركية بالتحرك لهذه الغاية بحسب ما أفادت نيويورك تايمز التي نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن سفناً حربية أميركية موجودة في البحر المتوسط ستقترب من سواحل فلسطين.

وتتناقض هذه الإجراءات العسكرية الأميركية مع ما سُرِّب عن تحذير الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي من أنه إذا أقدم على التصعيد فيجب ألاّ يعتمد على واشنطن لإنقاذه.

وفي انتظار الردود المرتقبة على الإغتيالات التي ارتكبها العدو الإسرائيلي أعادت المقاومة في لبنان تفعيل جبهة الإسناد والإشغال ونفذت اليوم عمليات عدة.

في المقابل ارتكبت قوات الإحتلال سلسلة اعتداءات سواء في بلدات لبنانية أمامية أو في عمق الجنوب أو عند الحدود اللبنانية – السورية.

من جانب آخر كان لافتاً تحذيرُ أعضاءٍ في كنيست العدو من أن خطة العمليات البرية التي أعدها جيشهم “يمكن أن تؤدي بإسرائيل إلى فشل ماساوي غير مسبوق”.

في المقابل كانت دعواتٌ من أعضاء آخرين في الكنيست لاجتياح بري في لبنان الأمر الذي علق عليه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل بالقول إن التجربة تُثبت أن العدو سيجد عند خرق حدودنا وسيادتنا كلَّ الجنوبيين ومعظم اللبنانيين منخرطين في مواجهة حقيقية لردع وإسقاط مشروعه. واضاف: بقدْر حرصنا على تأمين الإستقرار من خلال حل دبلوماسي وسياسي سنبقى متمسكين بحقنا في ردع هذا العدو والرد عليه لأن ما قام به في الضاحية الجنوبية وطهران تجاوز الكثيرَ من الخطوط الحمر ويشكل عدواناً صارخاً على السيادة.

اِنه طغى.. ولن يكونَ القولُ له ليّناً، وانما من بأسِ الشهداء. وعصا القِصاصِ ستأكلُ كلَّ عنجهيتِه وغدرِه، وتُغْرِقُ كلُّ حِيَلِه. فحالُ كيانِه المتوترِ على جمرِ انتظارِ الردِّ الآتي لا محالةَ هو ضياعٌ وتشكيكٌ بجدوى عملياتِ الاغتيال، والافقُ قاتمٌ كما نقلت الصحافةُ العبريةُ عن كبارِ الخبراء ..

والخبرُ الاوحدُ والسؤالُ الاصعبُ على امتدادِ الكيانِ وكلِّ ادواتِ دعمِه ورعاتِه: متى الضربةُ التي سنتلقاها – واين – وكيف؟

الجوابُ الايرانيُ جاء اليومَ من حرسِ الثورةِ الاسلاميةِ بانَ العقابَ سيكونُ شديداً وبالطريقةِ المناسبة، فعمليةُ اغتيالِ القائدِ الشهيد اسماعيل هنية خَطَّطَ لها ونفذَها العدوُ الصهيونيُ بدعمٍ من المجرمِ الاميركي بحسَبِ بيانِ الحرس، وتمت بمقذوفٍ قصيرِ المدى من خارجِ مكانِ سكنِ الشهيدِ في طهران ..
في لبنانَ الجوابُ عن السؤالِ الصهيوني في عهدةِ الميدان كما أكدَ الامينُ العامُّ لحزبِ الل سماحةُ السيد حسن نصر الله، والمزيدُ من التأكيدِ خلال كلمةِ سماحتِه في ذكرى القائدِ الجهاديِّ الكبيرِ الشهيد السيد فؤاد شكر الثلاثاءَ المقبل ..

في السبتِ الدامي مجزرةٌ صهيونيةٌ جديدةٌ في طولكرم بالضفةِ الغربيةِ ارتقى خلالَها عشَرَةُ شبانٍ فلسطينيينَ شهداء، ومسلسلُ حربِ الابادةِ في غزةَ حطَّ في حيِّ الشيخ رضوان حيثُ استهدف الصهاينةُ مدرسةً للنازحين ما ادى الى ارتقاءِ نحوِ عشرينَ شهيداً وعشراتِ الجرحى..

اما الجرحُ الصهيونيُ فما زال نازفاً جنوداً وآلياتٍ على ارضِ غزة، حيثُ استهدفَ المقاومون تجمعاتِ العدوِ وقنصُوا جنودَه على ارضِ القطاع، فيما كانت مواقعُ الجيشِ الصهيوني في الشمالِ تهتزُ بفعلِ صواريخِ المقاومةِ الاسلاميةِ التي لاحقت التجمعاتِ والمواقعَ المستحدثةَ للجنودِ الصهاينةِ بصلياتٍ صاروخيةٍ اسناداً لغزةَ ورداً على العدوانيةِ التي استهدفت عدةَ قرىً لبنانية..

وعلى الجبهةِ السياسيةِ الداخليةِ في تل ابيب انفجاراتٌ داخلَ البيتِ الواحد، لم يُعرف بعدُ ان كانت قنابلَ صوتيةً عبرَ حِيَلِ توزيعِ الادوار، او مؤشراتٍ حقيقيةً على احتدامِ الخلافات، فسريعاً عادَ الفريقُ الصهيونيُ المفاوضُ الذي ذهبَ الى القاهرة اليوم، والسببُ كما قالت صحيفةُ يدعوت احرونوت – الخلافاتُ الحادةُ بينَ الوفدِ وبنيامين نتنياهو..

حضرت الطبول وغابت الحرب/ ولكن اطرافها “خرطشوا” اسلحتهم ووضعوا اليد على الزناد تأهبا واستنفارا واعلان جهوزية. ولم تفرج ايران عن ساعة صفرها على الرغم من حرب افتراضية والكترونية تم خوضها عن بعد في الساعات الماضية وكادت أن تطلق الصواريخ من منصات مواقع التواصل/ غير أن ايران لا تزال في مرحلة “حياكة” الرد على السجاد البالسيتي والذي قالت إنه سيكون سريعا وقويا. ويتوقف على نتائج تحقيقات اغتيال قيادي حماس اسماعيل هنية طريقة الرد وعمقه ومداه فيما خضع هذا التحقيق لفرضيات عدة كان اخرها ما توصل اليه الحرس الثوري من أن اغتيال هنية نفذ بواسطة مقذوف يزن رأسه سبعة كيلوغرامات ونصف كيلوغرام، وأن العملية تمت بتخطيط وتنفيذ من جانب إسرائيل ودعم أميركي/ وتناقض هذه النتائج التقنية رواية نيويورك تايمز الأمريكية والقائمة على الاغتيال بواسطة عبوة ناسفة هربت سرا إلى دار الضيافة التابع للحرس الثوري الإيراني في طهران منذ نحو شهرين / وخالفت التلغراف الروايتين بكشفها أن جهاز الموساد الإسرائيلي وظف عملاء أمن إيرانيين لزرع متفجرات في ثلاث غرف منفصلة في المبنى. وكانت الخطة الأصلية، وفقا للصحيفة البريطانية، هي اغتيال إسماعيل هنية، في أيار الماضي، خلال حضوره جنازة إبراهيم رئيسي/./ وسواء اختلفت طريقة الاغتيال ونيرانها، فإن ايران تضع اهدافها نصب صواريخها وتستدعي اسرائيل الى اعلى درجات الاستنفار وسط تقديرات في تل ابيب باستهداف خطوط الكهرباء والاتصالات/ ورفع بنيامين نتناهو حالة التأهب الى الدرجة القصوى، وقال إن اسرائيل في جهوزية عالية دفاعيا وهجوميا/ ففتحت الملاجئ وتم ايقاف الاجازات في الوحدات المقاتلة البرية والجوية والبحرية وتشكيلات التدريب وأقيم إجراء تمرين تدريبي في غرفة عمليات نجمة داوود الحمراء وجهز الجيش عشرات الطائرات على المدارج واستنفرت البوارج الحربية/ ومعها تطوعت اميركا لشن حرب الإسناد والمشاغلة الى جانب اسرائيل، فتحركت سفنها الى البحر الابيض المتوسط/ مع توصية خاصة من وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن بالتمركز في مياه المتوسط لدعم اسرائيل إذا لزم الأمر. ودخول اسرائيل في ثكنة عسكرية برا وبحرا وجوا يحاكي كلا من ايران ولبنان، الذي لن تحتاج مقاومته الى تحقيق تقني لتبيان تفاصيل الاعتداء على الضاحية الجنوبية وقتل مدنيين من اطفال ونساء وقائد ميداني في حزب الله/ لكن الحزب دخل في مرحلة التشخيص ومعاينة الهدف وقراءة الخرائط لتحديد ما وصفه الامين العام بالرد المدروس جدا ، وقد تتضح بعض ملامح هذا الرد في كلمة السيد حسن نصرالله بمناسبة اسبوع الشهيد فؤاد شكر الثلاثاء المقبل، ولحينه فإن معادلة “بيننا وبينكم الايام والليالي والميدان” لا تزال سارية المفعول/ تتخللها الحرب وفق قواعد الاشتباك المتبعة والتي خرجت اسرائيل عن أطرها باستهداف المدنيين اليوم في عدوان على بلدة دير سريان/ وفي لحظة مواجهة بين حياة وموت حبست الدمعة في مشهد أخوين في البازروية حيث مسعف تفاجأ بشقيقه شهيدا وردد: الدمعة ممنوعة// والميدان الاوسع عمقا لم يتقرر بعد, ومن حوله بدأت اتصالات دبلوماسية تترافق ومناورات جديدة على خطوط التفاوض يخوضها بنيامين نتنياهو/ وهو اوعز بإرسال وفد التفاوض الى القاهرة اليوم لكن يديعوت احرنوت كشفت ان الوفد عاد بسبب خلافات مع رئيس الوزراء/ وعودة الوفد السريعة قبل ان يشرع بالتفاوض تؤكد ان نتنياهو يبيع الاميركيين وعودا في الهواء ولاسيما بعد الاتصال الشهير الخميس الماضي مع الرئيس جو بايدن والذي انتهى الى توتر بين الطرفين بحسب موقع اكسيوس والاعلام الاسرائيلي/  التفاوض يغتاله نتنياهو بعد اغتيال احد ابرز اطرافه من حماس .. الجهوزية العسكرية تتأهب في اسرائيل .. اميركا تستعد لحرب المساندة .. وايران وحزب الله يمسكان بساعة الصفر ..وليس واضحا  اي من هذه الاحتمالات سوف يتقدم على الاخر.

المصدر :وكالات