يشعر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسعادة بالغة لدى زيارة لبنان "العريق بتاريخه وحضارته وطبيعته، وشعبه الأبي، الذي نكنُّ له كل الحب والمودة، وسنبقى أوفياء للتضحيات التي قدّمها لبنان من أجل قضيتنا الفلسطينية، وممتنون لاستضافته المؤقتة لأبناء شعبنا، في أطول فترة لجوء قسري عرفها التاريخ إلى حين عودتهم لديارهم، وستبقى علاقات الإخوة الفلسطينية - اللبنانية، نابضة بالمحبة، والتقدير والتعاون والوفاء، لوطن الأرز الأخضر العريق بتاريخه وحضارته وطبيعته، وشعبه الأبي الراسخ شموخاً وتجذراً وإشعاعاً من أسطع منارات الشرق العربي".
هكذا يعبّر الرئيس الفلسطيني عن محبته للبنان، الذي يزوره اليوم (الخميس)، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس العماد ميشال عون، وتستمر لمدة 3 أيام.
وقد رُفِعَتْ الأعلام اللبنانية والفلسطينية ويافطات الترحيب بالرئيس عباس في شوارع بيروت وصولاً إلى قصر بعبدا.
زيارة الدولة، تكتسب أهمية كبرى في التوقيت والزمان والمدلولات، لما يجري في المنطقة من ضرب حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرّف بقيادة بنيامين نتنياهو بعرض الحائط كل القرارات والمواثيق والأعراف الدولية، وليس فقط عدم تنفيذ هذه القرارات، بل التنكّر لها، وإطلاق "رصاصة الرحمة" على حل الدولتين الذي نصّت عليه "مبادرة السلام العربية"، وكرّست الجمعية العامة لـ"الأمم المتحدة" في جلستها التي عقدت بتاريخ 29 تشرين الثاني 2012، حدود دولة فلسطين على الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، فضلاً عن مواصلة الاحتلال سياسة الاستيطان وإصدار قوانين تهدف إلى شرعنته.
الزيارة التي يرافق الرئيس الفلسطيني فيها وفد رفيع المستوى والسفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور، تتزامن مع "ضبابية" موقف الإدارة الأميركية في عهد دونالد ترامب، بشأن حل الدولتين والاستيطان الإسرائيلي، وأيضاً تسبق عقد "القمة العربية" في عمان، نهاية شهر آذار المقبل، فضلاً عمّا يجري في المنطقة من أحداث يتأثر بها لبنان وفلسطين.
وستكون مناسبة لتقديم الرئيس عباس التهاني إلى الرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، وتشكيل الرئيس سعد الحريري للحكومة، وأيضاً شكر رئيس المجلس النيابي نبيه بري على مواقفه تجاه القضية الفلسطينية ودوره في عقد اجتماعات اللجنة التحضيرية لـ"المجلس الوطني الفلسطيني" في بيروت.
وهي الزيارة الأولى لرئيس عربي بعد انطلاق العهد الجديد، وملء الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة، وستكون مناسبة للقاء الرؤساء اللبنانيين الثلاثة، الذين لم يلتقوا منذ أسابيع عدّة، في ظل التجاذب الحاصل بقانون الانتخابات النيابية.
وقد وزّعت رئاسة الجمهورية – المديرية العامة – مكتب الإعلام، بياناً حول الزيارة، مما جاء فيه: "من المقرر أن يصل الرئيس عباس إلى مطار رفيق الحريري الدولي بعد ظهر غد (اليوم)، على أن ينتقل مباشرة إلى قصر بعبدا، حيث يكون في استقباله عند المدخل الخارجي للقصر الرئيس عون وتقام المراسم الرسمية، وتعزف موسيقى الجيش النشيد الوطني الفلسطيني ثم النشيد الوطني اللبناني، يعرض بعد ذلك الرئيسان عون وعباس كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، ويصافح بعدها الرئيس الضيف الشخصيات اللبنانية المستقبلة، ويقدم للرئيس اللبناني أعضاء الوفد الرسمي المرافق. ويدخل الرئيسان وسط ثلة من رماحة لواء الحرس إلى صالون السفراء حيث تعقد خلوة بينهما ينضم على إثرها أعضاء الوفدين اللبناني والفلسطيني، ويلي ذلك مؤتمر صحافي مشترك، يغادر بعده الرئيس الفلسطيني قصر بعبدا إلى مقر الاقامة في فندق هيلتون – حبتور في سن الفيل.
وفي المساء يُقيم الرئيس عون مأدبة عشاء رسمية على شرف الرئيس الضيف في القصر الجمهوري.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الفلسطيني يوم الجمعة الرئيس بري الذي يُقيم له مأدبة غداء تكريمية، ويزور مساء الرئيس الحريري في السراي، حيث يُقيم له مأدبة عشاء على شرفه.
ويغادر الرئيس عباس بيروت بعد ظهر السبت.
يذكر أن الزيارة السابقة للرئيس عباس إلى لبنان، جرت بين 3-6 تموز 2013.