تحل الذكرى السنوية الأولى لرحيل عميد الإعلاميين الرياضيين العرب يوسف علي برجاوي، الذي لم يغب عن بال المُحبين، الذين يفتقدون أمثال "أبو فراس"، وما زالت بصماته واضحة، ويسير على خطاه عائلته: زوجته وداد ناصر وأبنائه: فراس، علي والزميلة زينة وأصدقائه ومحبيه.
في هذه المُناسبة، أستعيد ذكرى رحيل عزيزٍ، بإعادة نشر ما كتبته عنه لدى وفاته، بتاريخ 5 آب/أغسطس 2023، عن 75 عاماً، والذي جاء فيه:
"كانت دموع عميد الإعلاميين الرياضيين العرب يوسف علي برجاوي، التي لم يتمكن من حبسها في مُقلتيه، تُعبر عن شكره للأصدقاء والمُحبين الذين احتشدوا خلال حفل تكريمه بإطلاق وتوقيع كتاب "يوسف برجاوي - علمٌ وقلم" توثيقاً لسيرة حياته.
أيضاً توديع المُجتمعين، وشكره كلٌّ من موقعه، وهم من القلة الأوفياء الذين استمروا بالتواصل مع "أبو فراس" بعد إقفال جريدة "السفير" وخلال أزمته الصحية.
مهما قيل عن الراحل يوسف برجاوي لا يفيه حقه، نظراً إلى مآثره المُتعددة.
لكن أستعرض محطاتٍ كانت مع الراحل:
- تعود معرفتي الشخصية بـ"أبي فراس" إلى 38 عاماً، يوم ضمني في العام 1985 إلى قسم الرياضة في جريدة "السفير" الذي كان يرأسُه.
كان نِعم الأستاذ، والأخ، والصديق الصدوق، والمُوجه الذي استمرت العلاقة به بشكل مُتواصل حتى رحيله.
وكانت تجربة جديدة بأن يكون هناك إعلاميٌّ مُتخصص بشؤون الرياضة في جنوبي لبنان من خلال جريدة يومية، بعدما كنتُ قد بدأتُ العمل في "مجلة النجوم الرياضية" مع الأستاذ حسين حركة في العام 1983، والذي رحل قبل أشهرٍ، وكأن الصديقين اشتاقا إلى اللقاء في الأخرة، بعدما جسدا صداقتهما عبر عقودٍ من الزمن.
- عندما تشاركتُ و"أبو فراس" في أكثر من لقاءٍ تكريميٍ رياضي مُشترك لنا كإعلاميين، وصولاً إلى احتفال "ماراتون الغازية"، الذي أقامه "بيت الطلبة"، وتكريمنا مع الفنان دريد لحام، بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2018.
- يوم كنتُ مُشاركاً في أعمال دورة المجلس المركزي الفلسطيني الـ31، التي عُقدت في رام الله في الضفة الغربية، خلال شهر شباط/فبراير 2022، وكان "أبو فراس" قد أُصيب بمرضٍ عضال، وباحتكار مافيا وتجار الدواء للترياق وفقدانه من الأسواق، كان قد أمن له رئيس "اللجنة الأولمبية الفلسطينية" الفريق جبريل الرجوب، الدواء، الذي حملته معي من فلسطين، ولدى وصولي إلى لبنان أوصلت الأمانة إلى "أبو فراس" مع تذكارٍ من فلسطين، التي أحبَّ وعاش مع أهلها وناضل لأجلها، وهو المولود قبل نكبتها في العام 1948 بأسابيعٍ قليلة.
حسناً فعل "أبو فراس" بأن تمكن من سرد مسيرة حياته، التي تُوثق جزءاً هاماً من تاريخ الحركة الرياضية اللبنانية، التي واكبها على مدى 58 عاماً من سنوات عمره الـ75، وإصدار ذلك في كتاب، تولى الزميل إبراهيم موسى وزنه إعداده والإشراف على تنفيذه، وإطلاقه في الاحتفال الذي أُقيم في مبنى جريدة "السفير"، التي أمضى فيها الراحل حوالى 4 عقود من الزمن رئيساً لقسم الرياضة، فحوّلها إلى أحد أبرز المنابر الإعلامية الرياضية ليس فقط في لبنان، بل على المُستويين العربي والدولي، ورعاه ناشر "السفير" الأستاذ طلال سلمان مُمثلاً بنجله أحمد، بمُشاركة رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المُهندس هاشم حيدر ورئيس "جمعية الإعلاميين الرياضيين اللبنانيين" الزميل رشيد نصار والزميل حسن شرارة.
مسيرة الراحل مُتعددة المحطات، لاعباً رياضياً لكرة القدم وكرة الطائرة، وصحافياً رياضياً، ومُؤسساً ورئيساً لقسم الرياضة في جريدة "السفير" مُنذ انطلاقتها في العام 1974، وحتى إقفالها نهاية العام 2016، وفي عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي كان شريكاً في "الحركة التصحيحية" للاتحاد في أيار/مايو 1985، مع الدكتور نبيل الراعي، رهيف علامة، زيد خيامي، محمود الربعة وآخرين. كذلك رئيساً وعضواً في لجانٍ فنية للاتحاد اللبناني والاتحاد الآسيوي للعبة، وعضوية ورئاسة "جمعية المحررين الرياضيين اللبنانيين" قبل رئاستها الفخرية، كذلك مُشاركته في تغطية 10 دورات أولمبية، ومثلها لنهائيات كأس العالم، بدءاً من العام 1982 في إسبانيا وصولاً إلى "مونديال قطر" 2022، وما تخللهم من تكريم له.
أيضاً، حصوله على وسام "الاستحقاق اللبناني الفضي" من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في العام 2022، تقديراً لخدماته الجُلّة في الإعلام الرياضي.
رحل "أبو فراس"، المُتواضع المُهذب، الذي جهد على نفسه، فأصبح في مصاف الإعلاميين الرياضيين المُميزين عالمياً، ومُؤثراً لدى الرياضيين والأندية والألعاب والاتحادات، كما الجمهور.
في توثيقه لمسيرة حياته، ترك علماً يُنتفع به، ووصايا تستحق السير على خطاها، وقدوة مع عائلته: زوجته وداد ناصر وأبنائه: فراس، علي والزميلة زينة.
رحم الله "أبو فراس" وأسكنه فسيح جنانه وألهم عائلته وأهله ومُحبيه الصبر والسلوان".