يُحكى أنّ قبيلة من الهنود الحمر سألوا زعيمهم: هل سيكون الشتاء القادم باردًا أم معتدلًا؟
وكي يثبت الزعيم الجديد رصانة توقّعاته رغم جهله بتوقّعات الطقس أجاب بحذر: نعم سيكون باردًا، ومن أجل ذلك ابدأوا بجمع الحطب للتدفئة!
بعد فترة وجيزة، أراد الزعيم التيقّن من صحة توقّعاته، فاتّصل بأحد المسؤولين في هيئة الأرصاد الجوّيّة وسأله: هل سيكون الشتاء القادم باردًا؟
أجابه المسؤول: نعم سيكون باردًا جدًّا!
فجمع الزعيم رجال عشيرته من جديد  وقال لهم بنبرة الواثق من كلامه:
الشتاء القادم سيكون أكثر من بارد، اجمعوا كلّ ما تصل إليه أيديكم من الحطب.
بعد فترة أراد الزعيم التأكّد من أنّ التوقّعات لم تتغيّر، فعاد واتّصل بموظّف الأرصاد الجوّيّة المسؤول عن نشرة الطقس ليطرح عليه السؤال نفسه.
فأجابه الموظّف: سيكون مرعبًا في برودته، برودة لم تعرف البلاد مثيلًا لها في تاريخها!
فسأله الزعيم: وكيف تعرف ذلك؟!
أجابه الموظّف: لأنّ الهنود الحمر يجمعون الحطب بجنون منذ أكثر من شهر.
وهكذا هم الجميع على وسائل التواصل الاجتماعيّ، بكلّ تلاوينها وتقاطع أخبارها، يأخذون الأخبار من تصريح هنا أو تصريح هناك، ثمّ يطرحونه كخبر موثوق ومن مصادر موثوقة!
وعليه، إنّها السياسة الدهماء بأطيافها المتنوّعة، حيث لا تتّفق إلّا على الأخبار المقلقة والمحزنة، والتي من شأنها التأثير على المواطن المسكين فتجعله أسير الهواجس والوساوس وسوء المصير.
وصدق من قال: لعن الله السياسة ما دخلت أمرًا إلّا أفسدته!