دعا رئيس "الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني" محمد صفا إلى "تشكيل لجنة قانونية داخل "هيئة شُؤون الأسرى"، تكون مُهمتها إعداد ملفات حول حالات الأسرى، مُوثقة بالدلائل والأدلة والبراهين، والمُطالبة بالإفراج عن المُعتقلين، وتجزئتهم إلى حالات مرضية وإنسانية، من أطفال ونساء حوامل، ورفض الاعتقال الإداري، وتقديم شهادات أمام المحافل الدُّولية، لتكون هذه اللجنة قُوة مُوازية لمُقاومة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر: ضمن التغطية المُتواصلة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة حول "دلالاتُ التضامنِ في اليومِ الوطني والعالمي لنُصرة غزة والأسرى": "نُثني على مواقف رئيس دولة فلسطين محمود عباس، باعتبار قضية الأسرى والمُعتقلين قضية أساسية، وعدم الرضوخ للاحتلال، ونُناشده بتشكيل لجنة قانونية تعمل على المُستوى العالمي".
وأشار إلى أن "إحياء اليوم العالمي للتضامن مع غزة والأسرى، هي خُطوة مُتقدمة، ومُبادرة نُثني عليها، ونُوجه التحية إلى رئيس "لجنة الأسرى والمُحررين" قدورة فارس، كونها خُطوة مُتقدمة بالقياس إلى التاريخ النضالي للحركة الأسيرة الفلسطينية، هذا النضال الذي سببه الواقع المأساوي لأوضاع الأسرى في سُجون الاحتلال"، مُوضحاً أن "ما يجري بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر من تعذيب واغتصاب أمر مهول، حيث أعلنت الأُمم المُتحدة عن قتل الاحتلال 53 أسيراً فلسطينياً تحت التعذيب".
وألمح إلى أن "الاحتلال يسعى لتحويل الأسرى إلى أرقام، لكنه لم يستطع كسر إرادة الأسرى بفعل صمودهم، حيث تحولت السُّجون إلى مراكز للمُقاومة والتعليم وتهريب النُطف للإنجاب، كما تحولت السُّجون إلى عبء على الاحتلال، وجاءت تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الداعية لإعدام المُعتقلين للتخفيف من الاكتظاظ في السُّجون، تؤكد الحقد الدفين بالتحريض على القتل".
وأكد صفا أن "مُبادرة 3 آب/أغسطس، خُطوة مُتقدمة، لكن لا نُريد أن يقتصر ذلك على يوم تضامني، ويجب أن تكون جزءاَ من خطة إعلامية قانونية مُستمرة، لتحويل قضية الأسرى إلى قضية عالمية، من خلال الدعوة لعقد مُؤتمر حُقوقي عالمي للأسرى، ومُطالبة "مُنظمة العفو الدولية"، التي رحبت بقرار "مُنظمة العدل الدولية" باعتبار الاحتلال والاستيطان غير شرعي، خُصوصاً أننا قادمون على الدورة الـ57 لمجلس حُقوق الإنسان في أيلول/سبتمبر 2024"، مُشيراً إلى أنه وجه "رسالة إلى قدورة فارس للمُشاركة في هذه الدورة بفاعلية، وتقديم شهادات من الأسرى والمُحامين لحالات التعذيب، لتكون هناك مُواجهة في المحافل العالمية، ووضع خطة استراتيجية، والاستفادة من الانتفاضات الطلابية وطاقات المُحامين، ودعم ملف الأسرى بالتقارير الطبية والشهادات، ورفع شكاوى من المُؤسسات الدولية والعربية والفلسطينية، لاعتبار بن غفير مُجرم حرب، حرض على القتل والتعذيب، كون التعذيب جريمة حرب وفق القوانين الدُّولية، فضلاً عن مُخاطبة الرأي العام بطريقة إنسانية".
ورأى أن "الاحتلال يهدف من خلال زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين، إلى الاستفادة من هذا العدد في أي عملية تبادل مُقبلة، وهو لا يزال يعتقل جثامين الشهداء ويأخذ أعضاءهم، وهذه القضية أثرناها على مُستويات عدة، لكن هذه القضية تخطت المُنظمات المحلية"، مُطالباً بـ" ضرورة دعوة الجامعة العربية ومجلس الأمن إلى اجتماع، وإثارة هذه القضية".
وأكد "العمل على مُناصرة الأسرى من خلال أنشطة عدة، مثل "يوم الأسير الفلسطيني" في 17 نيسان/إبريل، و"يوم الأسير العربي" في 22 نيسان/إبريل، و"يوم استرداد جثامين الشهداء" في 27 آب/أغسطس، وفق البرنامج الذي تضعه "اللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشُّهداء"، وإقامة أنشطة مُشتركة في لبنان ورام الله، وفق الظُّروف السياسية المُتاحة، لكن يجب تحريك البُعثات الفلسطينية في الخارج تزامناً مع التحرك الشعبي، فلا يُعقل أن يُصفق لمُجرم الحرب بنيامين نتنياهو في الكُونغرس الأميركي"، مُشيراً إلى أن "حرب الإبادة الإسرائيلية تهدف إلى تركيع الشعب الفلسطيني، وارتكاب مزيدٍ من القتل بحق الصُّمود الأسطوري لأبناء فلسطين، لكن المُتغير الحالي هو تواصل التحركات الطلابية الأميركية وتحرك الجاليات العربية والفلسطينية، لرفع معنويات الشعب الفلسطيني، وفرض المزيد من العُزلة على الاحتلال، وفضح مزاعمه وتزويره للحقائق، كما فعل باعتباره وكالة "الأونروا" مُنظمة إرهابية، وسابقاً منع " اللجنة الدولية للصليب الأحمر" من الدخول إلى سُجونه، فهو يستخدم كل أسلحة التضليل".
ورأى أن "الحرب الحالية ليست دينية، فالاحتلال دمر المساجد والكنائس، ولا يُميز بين مسلم ومسيحي، بل هي قضية الجميع، ونرى أن الأُمم المُتحدة وضعت الاحتلال على "قائمة العار"، الذي يُعد انتصاراً تاريخياً ومُميزاً للشعب الفلسطيني، وهذا الأمر يُعزز نضالنا، وكذلك ما جرى في "محكمة العدل الدُّولية"، التي مُهمتها مُراقبة مُمارسات الاحتلال، كذلك هو انتصار كبير للشعب الفلسطيني، فضلاً عن إصدار "المحكمة الجنائية الدولية" مُذكرة توقيف بحق نتنياهو، وهذه أسلحة كلها بيد المُنظمات الفلسطينية والعربية لمُواجهة الاحتلال ومُحاسبته على جرائمه"، مُوضحاً أن "نتنياهو يُمثل اليمين المُتطرف، ويضع مزيداً من العوائق أمام صفقة التبادل ووقف الحرب، حيث أقدم الاحتلال على ارتكاب المجازر واغتيال القيادات الفلسطينية واللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران، وهو أخذ الضوء الأخضر من الولايات المُتحدة الأميركية، التي هي تقود هذه الحرب، ولن يكون هناك فُروقات بين المُرشحين للانتخابات الأميركية في حال فوزهم".
وختم صفا بالقول: "نُعاهد أسرانا أن نستمد القوة من صُمودهم وصُمود عائلاتهم، وأن نُضاعف تحركاتنا واعتبار كل أيام السنة يوماً للتضامن مع المُعتقلين وعائلاتهم، والشكر لتلفزيون فلسطين على هذه التغطية".