الخميس 8 آب 2024 23:06 م

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 08-08-2024


* جنوبيات

العالم بمعظمه يضبط أعصابه على ساعة الرد المرتقب على كيان العدو الاسرائيلي سواء من إيران التي تحيك ردها بتأن كما السجادة او الجبهة اللبنانية التي تعاقب العدو بسلاح الإنتظار أو سائر جبهات المقاومة.

وبإنتظار الساعة الصفر يستمر حبس الأنفاس وخصوصا في كيان الاحتلال الذي يضرب الشلل قطاعاته المختلفة ولاسيما الحيوية منها.

ولعل خير مثال هو خواء مطار بن غوريون الذي اظهرته فيديوهات منشورة على وسائل التواصل خاليا من المسافرين بعد الغاء معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها من وإلى تل أبيب.

أما الحل بالنسبة لنتنياهو فليس اكثر مما قاله للاسرائيليين “أعلم أنكم قلقون وفي حال تأهب وأطلب منكم شيئا واحدا: تحلوا بالصبر والهدوء”!.

وفيما يتابع أصحاب قرار الرد التحضير لما سيقومون به ويستثمرون الوقت في كل اتجاه كجزء من العقاب للعدو ثمة حمى دبلوماسية عابرة للحدود الإقليمية والدولية عنوانها لجم اندلاع حرب واسعة وجوهرها تخفيف القصاص الذي ينتظره كيان الاحتلال.

وضمن هذه الحمى الدبلوماسية اندرج إعلان البيت الأبيض ان اتفاق وقف اطلاق النار في غزة ممكن اكثر من أي وقت مضى وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إننا قطعنا شوطا طويلا في سد الفجوات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني مشيرا الى ان اقتراحا جيدا معروض وعليهما قبوله واضاف ان على رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس يحيى السنوار كصاحب قرار ان يقبل باتفاق وقف النار وإطلاق سراح الأسرى.

وإذا ما صح إعلان ادارة جو بايدن ان وقف النار ممكن قريبا فإن السؤال هو عن مصلحة بنيامين نتنياهو في إهداء حل إلى هذه الإدارة التي تلفظ انفاسها الأخيرة على اعتاب الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل.

 

تأخر الرد المنتظر لايران وحزب الله على اسرائيل؟

الجواب  الاول ان طهران والحزب لم يوفقا حتى الان في تحديد هدف يشكل رسالة قوية لاسرائيل من جهة، ولا يؤدي الى فتح حرب شاملة من جهة ثانية.

اما الجواب الثاني فهو ان هناك مفاوضات تجرى تحت الطاولة بين ايران واميركا ودول اخرى، وذلك لعقد تسويات، وربما صفقات، يتحدد على اساسها حجم الضربات ومداها.

في المنطق، الجوابان مشروعان، لكن الجواب الاول قد يكون اقرب الى الحقيقة والواقع.

فإيران والحزب اكدا اكثر من مرة، خلال الايام التسعة التي تلت اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر، ان الرد حتمي وانه آت لا محالة.

بالتالي فان الجميع في انتظار الرد المناسب، الذي قد يتأخر لاسباب ميدانية ليس الا.

علما ان المفاوضات التي اجراها قائد القيادة الوسطى الاميركية في اسرائيل افضت الى نتيجة تتمثل في إحجام اسرائيل عن توجيه ضربة استباقية ضد لبنان، التي تزايدت المطالبة بها اسرائيليا بعد الضربات التي وجهها حزب الله ضد نهاريا وعكا الثلاثاء الفائت.

توازيا، اعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي في حديث لمجلة “تايم” الاميركية ان خوض حرب اقليمية مخاطرة لاسرائيل.

البداية من اسباب تأخر رد ايران وحزب الله على اسرائيل. فهل من  صفقة تلوح في الافق؟.

 

صيحة متجددة على الاعداء، ذكرت من يتقلب منهم على صفيح الخوف أن الرد على العدوان الصهيوني الذي طال الحديدة اليمنية لا بد منه، وهو آت، وما يؤخره تكتيك الميدان ليس الا، كما أكد قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي..

ومع كل تكة يزداد الرعب الذي يصفر في اروقة الكيان العبري، يصفع السياسيين والعسكريين وعموم المستوطنين من كل الجهات، حتى بات الجميع على كل المستويات يقرون بصعوبة الانتظار. والانظار تترقب من الجنوب الى الشرق فالشمال، حيث الجبهة الاقرب والاوسع بحسب المؤسسة الامنية..

جبهة ستفاجئ الجميع بنوعية الاسلحة التي سيستخدمها حزب الله ودقة اهدافها وخطرها الذي سيضرب عمق الجبهة الداخلية، كما رأى المسؤول السابق في جهاز الشاباك “اريك بربينغ”..

اما ما يراه مستوطنو الشمال ، فحرب يومية منذ عشرة اشهر من اسناد حزب الله لغزة كما قال رئيس المجلس الاقليمي في الجليل الاعلى “غيورا زيلتس” الذي اضاف بالفم الملآن ان الحديث الرسمي عن الجهوزية لكل السيناريوهات في الشمال امر غير دقيق على الاطلاق.

ومن يطلق التهديدات من قادة سياسيين وامنيين يعرفون صعوبة الحال على طول مساحة كيانهم، ويعرفون الرسائل التي حملوها للاميركي ولحلفائهم في المنطقة والعالم لايصالها الى محور المقاومة أملا باحتواء الموقف وضمان رد مضبوط بعد احساسهم بخطر تهورهم واقدامهم على عمليات الاغتيال الاجرامية في بيروت وطهران..

وفي دلالة على كذبههم المعهود، وبدل مسارعتهم لوقف الحرب على غزة لاحتواء النار التي اشعلوها في المنطقة، اكملوا اليوم اجرامهم بمزيد من المجازر بحق المدنيين والاطفال الفلسطينيين، الذين بلغ عددهم اليوم أكثر من خمسين شهيدا وعشرات الجرح..

وردا على هذا الاجرام الصهيوني نفذ المقاومون عمليات نوعية على ارض القطاع اعترف اعلام العدو بحدث وصفه بالخطير، متحدثا عن اصابة مجموعة من الجنود بصاروخ موجه..

اما صواريخ المقاومة من لبنان فاسندت مظلومي غزة ككل يوم بمسيرات انقضاضية وصواريخ بركان، وردت على العدوانية الصهيونية بحق القرى والبلدات اللبنانية…

 

أميركا غارقة في انتخاباتها. اسرائيل تنتظر رد ايران. ايران تنتظر التوقيت المناسب. قطر وتركيا تدعوان المجتمع الدولي لمنع التصعيد. العراق يوقف المتورطين باستهداف قاعدة عين الاسد الاميركية. الحوثيون يكررون التهديد باسم المحور.

جبهة الإسناد اللبنانية تواصل تقديم التضحيات من أجل قضية لا يفهمها كثيرون من  اللبنانيين، ولو أنهم داعمون لمقاومة أي عدوان على  لبنان.

هذا في الشان الاقليمي. اما في الشان السياسي المحلي، فرئيس مجلس النواب ينتظر الإجماع على التشاور أو الحوار، قبل الدعوة الى أي جلسة رئاسية. رئيس حكومة تصريف الاعمال يجري اتصالات شكلية، لأن القرار في مكان آخر غير الحكومة، في الخارج والداخل. أما الوزراء والنواب، فغالبيتهم عمليا بلا عمل، وبعضهم يمارس هواية التنبؤ السياسي حول المواعيد والأحداث.

وعلى مستوى القوى السياسية، الثنائي على موقفه الرابط إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالتوافق على مرشح محدد. تيار المستقبل يعاود التحرك بحذر. ما القوات، فتلملم آثار التصريحات المستغربة لنائبتها الجزينية غادة ايوب، التي كادت تتسبب بفتنة طائفية، ولاسيما مع أبناء صيدا.

وفي الموازاة، يقارب التيار الوطني الحر استحقاقاته الداخلية بروية وتأن، متمسكا بمساعيه الانفتاحية لإنجاز الاستحقاقات الكبرى على مستوى الوطن.

 

هل هي مرحلة التقاط أنفاس؟ أم إمعان في الاستعداد للحرب؟ حتى اليوم، وفي ظل كل المؤشرات، فإن فرص الحرب أو الضربات الموضعية أو نجاح جهود تفادي الحرب، شبه متساوية، ولو لم يكن الامر كذلك، لما كنا دخلنا في الأسبوع الثاني على اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر، ولم تندلع الحرب او تنفذ الضربة.

هذا يعني ان جهود تفادي الحرب لم تستهلك بعد، وأن التركيز هو على ارجحية الضربة، وما هو حجمها؟ وكيف سيكون الرد عليها.

العنصر المستجد في هذه التطورات، انتخاب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لاسماعيل هنية، والسؤال هنا: ما هو تأثير وصول السنوار على رأس حماس، على مساري الحرب والمفاوضات؟ الجميع في انتظار القرار الاول الذي سيتخذه السنوار، سواء عسكريا أو على مستوى المفاوضات.

في هذا السياق، ومن ضمن المواقف، أكد القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري، ومن مدينة جدة السعودية، أن اغتيال هنية في طهران “خطأ استراتيجي” سيكون “مكلفا” لإسرائيل، ولكن في صالح “أمن المنطقة واستقرارها”. باقري تحدث غداة اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي.

وفي سياق “وحدة الضربات”، أعلن عبد الملك الحوثي أن الحركة ستنسق مع أعضاء آخرين في “محور المقاومة” في أي عملية مشتركة. وأضاف أن أي قرار للرد سيتخذه المحور بكامل أعضائه.

في تطور سعودي داخلي أصدر الملك سلمان مرسوما ملكيا يسمح لمجلس الوزراء بالانعقاد حتى لو لم يرأسه هو أو رئيس الوزراء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجاء في تفاصيل المرسوم: يكون انعقاد الاجتماع، إذا لم نحضره ولم يحضره رئيس المجلس أو أي من نوابه، برئاسة الأكبر سنا من أعضاء المجلس الحاضرين من أبناء أبناء الملك المؤسس.

اللافت أن المرسوم جاء بناء على ما عرضه ولي العهد الامير محمد بن سلمان.

 

تقع منطقة الشرق الاوسط تحت فرضيات الحرب وتقدير مخاطرها وانواع صواريخها، وباتت القبة السياسية تسابق تلك الحديدية وتجري استدراج عروض لدول خطوط التماس مع اسرائيل وايران.

ولم تعط طهران ايا من الإشارات التي تثنيها عن الرد لكن القائم بأعمال الخارجية علي باقري قال من السعودية إن هذا الرد سيكون “مكلفا” لإسرائيل، ولكن في صالح “أمن المنطقة واستقرارها وحصلت ايران في جدة على مواقف عربية واسلامية متقدمة في الإدانة من خلال اجتماع منظمة التعاون التي اعتبرت اغتيال إسماعيل هنية على الاراضي الايرانية انتهاكا صارخا لسيادة الدول ومع استنفار المنطقة قياما وقعودا صاروخيا تحمل واشنطن سلاحين اثنين: الاول لم يتخل عن دبلوماسية الهواتف الجوالة بين الدول لاقناع طهران بعدم التصعيد.

اما الثاني فهو حماية اسرائيل بحرا وجوا، إذ أعلنت القيادة الأميركية الوسطى أن طائرات “إف-22” وصلت إلى المنطقة كجزء من التعزيزات العسكرية الأميركية لمواجهة تهديدات إيران ووكلائها وإذ يجتمع الكابينت في تل ابيب الليلة أطلقت اسرائيل العنان لمخيلتها بالرد،

وقالت يديعوت أحرونوت إن السيناريو الأسوأ هو شن هجوم مزدوج من قبل إيران وحزب الله في آن واحد، وأوضحت أن تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى تضاؤل فرص الهجوم المزدوج، وأن رد إيران قد يتمثل في هجوم بمئات الصواريخ والمسيرات، في حين أن حزب الله قد يوجه ضربات رمزية ضد أهداف تقع إلى الجنوب من حيفا.

وقدرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الحزب سيكون البادئ في الهجوم الذي قد يستمر ساعات أو أياما، ويتوقع أن يكون هو الأوسع منذ انتهاء حرب عام 2006، وارتفع بنيامين نتنياهو فوق سطح الرد حتى وإن جاء مدمرا، وقال: “اتساع رقعة الحرب في غزة لتتحول إلى صراع إقليمي مخاطرة أدركها لكنني مستعد لخوضها”.

ولما كان نتنياهو يتطلع الى اليوم التالي في غزة بعد القضاء على حماس، اصبح على طاولة مجلسه العسكري بحث اليوم التالي ما بعد تسلم يحيى السنوار زعامة الحركة ويتوغل نتنياهو في الحرب على غزة من دون رادع ونفذ جيشه اليوم اربع مجازر بحق الفلسطينيين اذ سقط في الساعات الماضية ما يفوق  الخمسين شهيدا معظمهم في مدارس ومخيمات لجوء وايواء.

وما يمكن نتنياهو من استمراره في بحر الدم هو اضافة الى الدعم الاميركي.. الصمت الغربي عن تحويل المواقف الى آليات فاعلة ضد اسرائيل فالغرب الذي يحذر ايران اليوم من مهاجمة اسرائيل..

لا يلقي المحاضرة نفسها على قادة العدو واذا كان الغرب مشاركا بصمت، فإن الولايات المتحدة أصبحت شريكا فاعلا في موقع أمامي وليس خلف اسرائيل . فوزارة عدلها التي فرضت  اليوم عقوبات على ثلاثة اشخاص ايرانيين ضبطهم بدعم برنامج الاسلحة الايراني، لم ير عدلها أن اسرائيل  ضبطها الإعلام الاميركي نفسه وعلى الهواء مباشرة تغتصب معتقلين فلسطينيين على ايدي الجنود الاسرائيليين

والعدل الاميركي الذي اكتشف عن بعد آلاف الأميال ان ايرانيين يصنعون اسلحة، لم يتلق تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي دعا إلى تجويع مليوني فلسطيني من مواطني قطاع غزة حتى الموت وبينما اعتبر زعماء من العالم ان كلام الوزير الاسرائيلي يعد جريمة حرب آثرت الولايات المتحدة عدم التعليق حتى ولو عبر ادانة الجائعين الفلسطينيين انفسهم.

المصدر : جنوبيات