الأحد 11 آب 2024 14:00 م |
عماد الأشقر يرعى تخريج دفعة الأمل رغم الألم في المدرسة العمانية النموذجية الرسمية في صيدا: سيكون لدينا عام دراسي في الجنوب رغم أنف الاحتلال! |
* جنوبيات برعاية وحضور مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي الأستاذ عماد الأشقر، أقامت المدرسة العمانية النموذجية الرسمية في صيدا حفل التخرج السنوي لطلاب الشهادة المتوسطة للعام 2024 - دفعة الأمل رغم الألم. حضر الحفل الذي أقيم في قاعة مسرح المدرسة النائبان الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري، رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال، السفير عبد المولى الصلح، منسق تيار المستقبل في صيدا والجنوب الأستاذ مازن حشيشو، أمين سر اللجنة المركزية في التنظيم الشعبي الناصري الدكتور خالد الكردي، رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا الأستاذ فايز البزري، رئيس جمعية جامع البحر الخيرية الأستاذ حسن صفدية، مديرة مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في وزارة التربية السيدة صونيا الخوري، رئيس منطقة الجنوب التربوية الأستاذ أحمد صالح، مسؤول الامتحانات في الجنوب الأستاذ ديب فتوني، رئيس رابطة أساتذة التعليم الأساسي الرسمي في لبنان الأستاذ حسين جواد، رئيس منتدى المديرين في لبنان الدكتور فؤاد إبراهيم، وشخصيات وهيئات تربوية وثقافية واجتماعية، ولجنة الأهل وأهالي الخريجين. وكان في استقبالهم مدير المدرسة الأستاذ حذيفة الملاح وأفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية. تقديم: استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني معزوفًا من موسيقى كشافة التربية الوطنية، وتقديم من عريفة الحفل الأستاذة سارة الحلاق قالت فيها: عام يمضي وعام يأتي، وفي كل عام تتجدد في قلوبنا فرحة النجاح بالتخرج، مناسبة تستحق مكانتها في الذاكرة. لهذه اللحظة عمل أبناؤنا وجدّوا وسعوا وبذلوا... فهنيئًا لكم النجاح ومبارك التخرج. كلمة الخريجين: ثم رتّل الطالب عبادة الملاح آيات من القرآن الكريم. تلى ذلك دخول موكب الخريجين، حيث ألقى كلمتهم الطالبان جود الأسير وبراء الملاح، فقالت جود الأسير: نلقي كلمتنا بلغتنا الأم التي هي جسر يربطنا بتاريخنا ومبادئنا وتقاليدنا. نحن الجيل الذي اختبرت جائحة كورونا قدراتنا على التكيّف والتعلم بطرق جديدة مختلفة. نحن الجيل الذي سرقت أحلامنا أسوأ أزمة اقتصادية تعصف بلبنان، لكنها لم تكن يومًا عائقًا أمام صمودنا وإصرارنا على النجاح. نحن الجيل الذي يشهد كل يوم فصلاً جديدًا من جرائم الاحتلال الأكثر إجرامًا ووحشية ولاإنسانية. وما تشهده أرض جنوبنا الغالي وغزة العزة وفلسطين المباركة من جرائم حرب، يهتز له القلوب وتضطرب له النفوس. واجهنا صعوبات جمة خلال العام الدراسي، لكننا كنا نجد في تلاميذ غزة قدوة رائعة. وختمت: اليوم نشهد أجمل انتصاراتنا وأقوى تحدياتنا، لأن الأمل كان رفيقنا الدائم. وبالأمل نرسم مستقبلاً يحاكي قيمنا السامية وأهدافنا الرائدة. وقال براء الملاح: طريق الألف ميل تبدأ بخطوات، وأول هذه الخطوات مشيناها في بيتنا الثاني، المدرسة العمانية النموذجية الرسمية، التي فيها عرفت عقولنا دروبها إلى الحرف والنور. فأبدعت أقلامنا وسمت أفكارنا. وفيها تعلمنا أن الأحلام لا تتحقق بدون عمل. مدرستنا باختصار نموذجيّة اسماً ومضموناً، رفعت لواء صنع الإنسان المؤمن بالله، المحب لوطنه، المتفاعل مع العالم، المتحصّن بالعلم والتكنولوجيا، المتمسّك بالقيم والمبادئ والأخلاق. وتوجه الملاح بتحية شكر وتقدير وإجلال لإدارة المدرسة ومعلميها وللأهالي وللحضور. وقال: ها هم اليوم أهلنا ومعلمونا ومديرنا ونظارنا نتألّق بهم عزًا ويتألقون بنا فخرًا، وهل هناك أروع من رؤية الفرح في عيونكم؟ كلمة الهيئة التعليمية: وقدم الملاح باسمه واسم زملائه المتخرجين باقة ورد إلى أسرة المدرسة العمانية النموذجية الرسمية، تسلمتها نيابة عنهم المربية السيدة رلى الدهني، التي ألقت كلمة الهيئة التعليمية فتوجهت إلى الخريجين: نجاحكم هذا نتاج رحلة دراسية طويلة، لكنها لم تنتهِ هنا، بل هنا بدأت لتوها. لم يكن الطريق دوماً مفروشاً بالورد، لكنكم تحديتم ووصلتم. وقالت: ثابروا على أحلامكم وواصلوا السعي لتحقيق أهدافكم. تمسكوا بالقيم والأخلاق التي غُرست خلال سنوات دراستكم. بروا بوالديكم، قدروا جهودهم وأظهروا لهم امتنانكم. وتذكروا دائمًا أن ما تحققونه من نجاحات ما هو إلا بتوفيق الله وفضله للساعين العاملين. أثلجتم صدورنا وأسعدتم قلوبنا رغم كل الآلام والمحن التي نراها من حولها، وبخاصة في فلسطيننا المقدسة ولبناننا الحبيب. أنتم الأمل والجيل الذي سيبني المستقبل. كلمة الإدارة: وتحدث مدير المدرسة الأستاذ حذيفة الملاح، استهلها مخاطباً الخريجين: قطاركم في العمانية وصل إلى محطته النهائيّة اليوم، يسرنا أنكم تعبرون بخطى ثابتة من الأساسي إلى الثانوي أو المهني، تواصلون مسيرة العلم والتعلم التي بدأتموها هنا في العمانية. وتوجه للأهالي: أرى في وجوهكم فخرًا، وعلى ثغر كلّ منكم ابتسامة، وعلى لسان كل منكم دعوة منها للأعلى إن شاء الله. فأطفال الأمس صاروا شباب اليوم، وهم رجال الغد وقادة المستقبل وأمل الأمة بإذن الله. واعتبر الملاح أننا اليوم أمام أوّل جيل رقميّ 100%، ترعرعَ في بيئةٍ تُهيمنُ عليها الهواتفُ الذكيّةُ والأجهزةُ اللّوحيّةُ وغيرُها الكثيرُ، وأتقن استخدامها منذ نعومة أظافره حتى قبل أن يتعلم القراءة والكتابة. يتمتع أبناء هذا الجيل بمهارات لا يُستهان بها، ولديهم قدرة عالية على التكيّف والاندماج. وليس صحيحاً أن هذا الجيل غير مسؤول، لكنه جيل لم يُحمّل مسؤولية. يتعرض لصنوف شتى من التحديات، وحتى اللحظة ما زالت مناهجنا قاصرة عن مواكبة طموحاتهم ومخاطبة عقولهم ومحاكاة أفكارهم. ورأى الملاح أنه ينبغي التعامل مع هذا الجيل بحذر ووعي، واختيار الأسلوب المناسب للتواصل معهم، ومراعاة تعزيز وعي لديهم لاسيما في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، لأن انعدامه يجعلهم فريسة سهلة لأصحاب النفوس المريضة والمشاريع المشبوهة. وينبغي أيضاً على أهلهم ومعلميهم أن يُواكبوا هذا التطور. وعدد الملاح البرامج والمشاريع التي شاركت وتشارك بها المدرسة رغم حداثة تأسيسها مثل برنامج حماية الطفل، مشروع جورج كلوني، المدرسة الدامجة، برنامج تعافي، والمدرسة الصيفية، ومؤخراً برنامج البكالوريا الدولية IB – PYP ومشروع برنامج صندوق الابتكار، مع كل ما تتطلبه هذه البرامج والمشاريع من ساعات تدريب وإعداد وما إلى ذلك. وقال: لم ولن ندخر جهداً لتطوير وتدريب كوادر المدرسة العمانية بالتعاون مع دار المعلمين والمعلمات ومع الشبكة المدرسية لصيدا والجوار. وتوجه بالشكر الجزيل والامتنان لرئيستها السيدة بهية الحريري التي نسجت في صيدا شبكة متينة بين مدارسها الرسمية والخاصة سمحت بتبادل الخبرات وتشارك الموارد مع احترام خصوصية كل مؤسسة. كما تطرق إلى الأنشطة التي قام بها طلاب المدرس خلال العام الدراسي الماضي مثل سوق خير، ومزاد خيري فني، وحملة تبرعات لمساعدة مستشفى سرطان الأطفال وجمعية رعاية اليتيم في صيدا ومستشفى دار السلام لرعاية المسنين. وقال: لقد حجزت العمانية لها مكاناً واسماً في سجل التميّز. فلا أكاد أدخل منتدى أو مجتمعاً إلا وأُسأل عن سر نجاح العمانية. إليكم الخلطة السريّة: إرادة قويّة، وإدارة فتيّة، وهيئة إداريّة قائدة، وهيئة تعليمية رائدة، وعمال خدمة دائماً بالخدمة. وتوقف الملاح أمام ما يجري في غزة وجنوب لبنان فقال: نتألم لآلام وطننا، وآخرها قبل دقائق من انطلاق حفلنا عند مدخل صيدا الجنوبي. نتألم لآهات وعذابات وصرخات أطفال هم في عمر أطفالنا حماهم الله ورعاهم، سلبهم العدو الإسرائيلي المجرم أحلام الطفولة. فأطفال جنوب لبنان نزحوا من روضاتهم ومدارسهم طلباً للأمن والطمأنينة. لكنهم سيعودون كما عادت العمانية. وقال: لدينا أمل ولدينا يقين بأنّنا سنعود، وبأنّ أطفالنا سيعودون إلى مدارسهم وسيكون لدينا عام دراسي في الجنوب رغم أنف الاحتلال. فلا نامت أعين الجبناء ولا ارتاح قلب عدو محتل غاشم. أمّا أنتم يا من تخرّجتم اليوم فأقول: أثق بكم، وأؤمن بقدراتكم، وأرى فيكم أملاً عظيماً. وختم متوجهاً إلى زملائه الأساتذة والموظفين والعاملين بالقول: أعتز بكل واحد منكم، وبجهودكم وبصبركم وأفخر بما أنجزتموه خلال هذا العام. فكل عام دراسي جديد يعني أننا مستمرون وأقوياء، صامدون ومتطورون. كلمة راعي الحفل: أما كلمة راعي الحفل الأستاذ عماد الأشقر، فقال في مستهلها: جئنا من بيروت ممثلين وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي، نحن قلب واحد معكم وعقل واحد وقضية واحدة، وما يصيبكم يصيبنا. وأضاف: العمانية باتت نموذجاً للمدرسة الرسمية الناجحة، فهذه المؤسسة الفتية الناشئة حديثاً استطاعت أن تحجز لها موقعاً بين أفضل المدارس الرسمية اللبنانية، إنْ لم تكن الأفضل. ورأى الأشقر أنّه لو كان للتربية جائزة أوسكار لكانت ذهبت إلى صيدا. وقال: صيدا كلها فخر واعتزاز بمدرستها العمانية، وأنتم اليوم بفرحتكم ترسمون البسمة على وجه الوطن الجريح. وأعتبر أن هذه الدفعة هي دفعة الأمل رغم الألم، فأنتم الأمل الباقي في هذا الوطن. وختم: ما يُشعرك بالفخر أكثر، أن هؤلاء هم طلاب المدرسة الرسمية اللبنانية، هذا القطاع الذي سيبقى القطاع الأهم في لبنان، كما وستبقى المدرسة الرسمية الملجأ الأول لكل اللبنانيين. التكريم وتوزيع الشهادات: وفي الختام وزّع الأشقر والحريري والبزري وسعد والملاح والخوري والشخصيات الحاضرة الشهادات على الطلاب، وكانت صورة جماعية بالمناسبة. المصدر :جنوبيات |