الأحد 11 آب 2024 15:00 م |
موقف فلسطيني: أعوام انتصار الإرادة والصمود قادمة |
* جنوبيات عبر التاريخ، لم تسجل سابقة من هذا النوع حيث يجتهد المسعف الفلسطيني في تكريم الشهداء بالدفن، وهذا واجب أخلاقي وإنساني وشرعي. ومع اختلاط الأجساد وتعانق الأطراف وامتزاج الأشلاء بالدماء، تم التعديل من الجثامين إلى الأوزان، وكل شهيد تجسد بوزن 70 كيلوغراماً. هذا لم يُسجل في التاريخ حتى في هيروشيما وناغازاكي، حيث احتفت اليابان بذكراها الأليمة الأسبوع الماضي. وقد كان موقفاً أخلاقياً وإنسانياً من منظمي الذكرى عدم دعوة ممثل الكيان الإسرائيلي للمشاركة في الحضور، حيث اعتبر المنظمون أن ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين يشبه جريمة الأميركيين في اليابان في شهر أغسطس سنة 1945. الوجوه والأسماء والشخصيات عبر عنها بالوزن. يا لهذا الظلم الدائم والمتمادي، 74 سنة من الاحتلال والقمع والتدمير والقتل ومحاولات الاقتلاع. رغم مرارة الظلم وحجم المآسي، ستأتي أعوام انتصار الإرادة والصمود على تلك العصابة المجرمة المحمية من نظام عالمي منكشف أخلاقياً وإنسانياً وحقوقياً تقوده طغمة رأسمالية إمبريالية فكرها الحرب والعدوان والسيطرة، ولا تبالي بأي حقوق إنسانية، ضاربةً بعرض الحائط بالمواثيق والقوانين الدولية التي من المفترض أن تصون وتحمي السلم العالمي والعدالة وحقوق الإنسان. فهذا الفكر معادٍ للسلام، حيث إن السلام والعدل هو نقيض وجودها ووقف لصناعة أسلحتها وبطالة لقواعدها العسكرية. إن بيانات الإدانة والاستنكار والشجب والرفض لم تعد تجدي، والتظاهرات الزاخمة في كل عواصم العالم، والتي يتميز المشاركون فيها بالحس الإنساني والأخلاقي والنيل نحو العدل والعدالة، مطلوب منهم تحويل هذا الغضب إلى تأثير على صناع القرار والدعوة إلى التجمع الشعبي العارم أمام مكان انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية لتكريس السيدة كامالا هاريس ونائبها المقترح السيد تيم والز لتمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية. يجب أن يكون لصرخة هذا التجمع صدى وتأثير على مخرجات هذا المؤتمر، وأولها العمل الجاد لوقف هذه الحرب العدوانية التي أصبح تعريفها القانوني والإنساني والأخلاقي أنها "حرب إبادة جماعية" ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة التي أقرها المجتمع الدولي بقوانين من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأيضاً من محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية. الضمير الإنساني على المحك، ولم يعد أمام شعوب العالم قاطبة الاستنسابية والانتقائية وازدواجية المعايير التي تقودها الإدارة الأميركية. ليس التمادي والانفلات في عقلية الإجرام والانتقام المتجدرة في الفكر الإسرائيلي وفي عقل نتنياهو وبن غفير وسموترتش فقط، بل أيضاً تعمل هذه الطغمة على قمع ومنع وسائل الإعلام وإعاقة نقل الحقائق. بعد قرار منع قناة الجزيرة ومصادرة معداتها، تُتخذ اليوم أيضاً قرار مماثل بمنع وحجب قناة الميادين، ظناً منهم أن هذا التوجه المخالف لقوانين الإعلام والصحافة يمكن أن يخفي جرائمهم. مسؤول الساحات العربية في "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" المصدر :جنوبيات |