بعد شهر على اغتيال محمد الضيف قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في ضربة جوية إسرائيلية على غزة، كشفت مصادر أن ساعي بريد من القسام كان سبباً وراء اغتياله.
ووفقا لمصدر أمني مسؤول في حماس فإن التحقيقات التي اعقبت مقتل الضيف كشفت أن ساعي البريد الذي ينقل رسائل من محمد شبانة مسؤول لواء رفح في القسام هو الذي اعترف على مكان اجتماع الضيف ورافع سلامة مسؤول لواء خان يونس.
وحسب المصادر فقد أخبر العميل من عائلة كبيرة في رفح عن مكان الاجتماع وتم اغتياله على الفور.
كذلك بينت التحقيقات من العميل الذي لا زال يخضع للتحقيق أن أنه أعطى معلومات سابقة عن مكان محمد شبانة مسؤول لواء رفح الذي تعرض لثلاثة محاولات اغتيال خلال الحرب.
وكشفت التحقيقات أن العميل سلم خرائط كاملة لإسرائيل في مدينة رفح لا سيما منطقة يبنا وما تحتويه من شبكة أنفاق ومخارط للأسلحة والعبوات والصواريخ والطائرات المسيرة.
وأكدت اعترافات العميل أنه اعترف على كثير من أماكن تواجد المسؤولين لمشغليه بحكم تنقله وعمله في نقل البريد اليدوي واليومي لمسؤول لواء رفح وتسليمه لمسؤولين آخرين في رفح وخارجها.
شاهد الضيف وخبّر عنه
وحول اغتيال الضيف اعترف في التحقيقات أن اسرائيل عرضت عليه صورة، وأكد لهم أنه شاهده يتردد على المنطقة التي يلجأ اليها سلامة، واخبروه بمجرد أن يعلم بحضوره للمكان أن يخبر مشغليه.
وأثناء توصيله للبريد اليومي فشاهد محمد الضيف في المكان وقامت اسرائيل باغتياله.
في ذات السياق كشف المصدر أن جهاز الامن العام لم يعد مسؤولاً عن حماية الشخصيات وتوفير الاماكن لهم كما كان سابقا مع تزايد عمليات الاغتيال والاختراقات المتكررة لبنية حماس والقسام واصبح التأمين ذاتيا لكل مسؤول.
وكان الجيش الإسرائيلي قد اعلن مطلع الشهر الجاري اغتيال محمد الضيف.
وأفاد في بيان بأنه "بعد تقييم استخباراتي، يمكن تأكيد القضاء على محمد الضيف في الغارة".
كما أضاف حينها: أن الضيف هو "الرقم 2 في حماس، وكان من المبادرين والمدبرين لتنفيذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023".
يذكر أن إسرائيل كانت أعلنت أن الغارة التي نفذتها في 13 يوليو/تموز اغتيال رافع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لكتائب القسام.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة: إن الغارة قتلت أكثر من 90 شخصاً، لكن حماس نفت أن يكون الضيف من بينهم.
غير أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أفاد آنذاك أن سلامة والضيف "كانا يجلسان الواحد بجانب الآخر وقت الغارة"، مردفاً أن حماس "تخفي ما حدث" للثاني.
وقد خلفت القنبلة التي يشتبه أنها تزن 2000 رطل حول المنزل الذي قيل إن الضيف لجأ إليه مع أحد نوابه، حفرة عملاقة.
يشار إلى أن تأكيد الجيش الإسرائيلي لمقتل محمد الضيف أتى حينها بعد يوم من مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، والذي أعلن عنه الحرس الثوري الإيراني وحماس.