الثلاثاء 13 آب 2024 11:04 ص

إلى "العتمة الشاملة" السبت درّ.. والاتكال الكلّي على المولدات!


* جنوبيات

لن يكون هناك فيول كافٍ في مكيول بقايا معامل كهرباء لبنان قريبًا، إذ لم يبقَ أمام المسؤولين عن مؤسسة الكهرباء سوى إطفاء معمل الزهراني في 17 آب الجاري، وتوقفه عن إنتاج التيار الكهربائي. يأتي ذلك في انتظار الفرج العراقي الوحيد، الذي تأجل لأسباب لوجستية حتى نهاية الشهر.

بعد تحرك وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، نحو العراق، وتدخل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع نظيره العراقي، ورغم موافقة الحكومة العراقية على جدولة جديدة لاستيفاء حقوقها عن شحنات فيول سابقة، تفاقمت الأمور بسبب تأخير نسب إلى أسباب لوجستية. ويظل النتيجة واحدة: لبنان سيغرق في ظلام كامل اعتبارًا من صباح 17 آب الجاري، بعد نفاد الفيول من خزانات معمل الزهراني، الذي يُعتبر آخر المعامل المنتجة للتيار الكهربائي.

في هذه الأثناء، تبقى المولدات "المنقذة" الوحيدة للبلاد من الظلام الدامس، على الرغم من عدم قانونيتها، إذ أصبحت ضرورة إنسانية واقتصادية لا غنى عنها، رغم ارتفاع الفواتير والتلاعب بها.

خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لم تنتج معامل كهرباء لبنان أي ميغاواط من خارج الفيول العراقي، بينما لا تزيد الكمية المنتجة عن 4 ساعات يوميًا كمعدل عام سنوي. وعلى الرغم من وعود وزير الطاقة بانفراجة كهربائية قريبة، تأخرت شحنة الفيول العراقي لأسباب لوجستية، مما يهدد البلاد بالعتمة مع نفاد المخزون.

مصرف لبنان قام بما عليه سابقًا، لكنه ينتظر إقرار مجلس النواب قانونًا يرعى موجبات العقد الموقع بين الحكومتين اللبنانية والعراقية، ويشمل تخصيص الاعتمادات المالية لتسيير عمل كهرباء لبنان في ملاحق موازنة 2024. وتتفاقم المشكلة بسبب الحاجة إلى قوننة الاتفاق مع العراق لتخصيص الاعتمادات المالية.

حاليًا، يوفر معمل الزهراني 200 ميغاواط، وهي كمية ضرورية لتشغيل المرافق العامة الحيوية. وأعرب فياض عن أمله في حل مشكلة تأخر شحنة الفيول العراقي قريبًا، مؤكدًا أن الوضع سيتحسن مع وصول الغاز أويل، مما سيسمح بزيادة الإنتاج إلى 600 ميغاواط، ثم إلى 800 ميغاواط، ومن ثم إلى 1000 ميغاواط.

إذا تعرقل وصول الفيول العراقي في آخر الشهر، يشير فياض إلى إمكانية إيجاد حل مرحلي، لكنه يحذر من التسرع في شراء فيول من جهات أخرى لتجنب استفزاز الجانب العراقي. الوضع معقد، خاصة أن لبنان لم يسدد بعد مستحقات العراق ولا يستطيع التصرف بحرية بأموال مؤسسة كهرباء لبنان.

في حال حدوث حرب قبل وصول شحنة الفيول، يؤكد فياض أن الوضع لن يتغير كثيرًا، حيث أن معمل دير عمار متوقف عن العمل ومعمل الزهراني يعمل جزئيًا. ومع توقعات بنفاد المخزون قريبًا، قد يضطر مطار بيروت إلى الاعتماد على مولداته الخاصة.

يضيف فياض أن التكهنات بشأن تواطؤ بين موظفي وزارة الطاقة ومافيات المولدات مبالغ فيها، مشيرًا إلى أن أصحاب المولدات بحاجة أيضًا إلى كهرباء الدولة لإراحة مولداتهم.

وكانت مؤسسة الكهرباء قد أعلنت الأسبوع الماضي عن تدني خزين مادة الغاز أويل بشكل حاد، مما أجبرها على اتخاذ إجراءات احترازية. إذا لم تُحل المشكلة مع العراق، من المتوقع أن يتوقف معمل الزهراني عن العمل بالكامل خلال الأيام القادمة، مما سيغرق لبنان في ظلام كامل.

المصدر : جنوبيات