بحث رئيس دولة فلسطين محمود عباس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سلسلة من الملفات المُتعلقة بالقضية الفلسطينية والمنطقة، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وقد لبى الرئيس عباس، دعوة رسمية من الرئيس بوتين، بزيارة موسكو على مدى يومي الاثنين والثلاثاء، كانت مُقررة سابقاً، وتأجلت بفعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
تأتي هذه الزيارة، والأخرى التي ينوي الرئيس عباس القيام بها اليوم (الأربعاء)، إلى تركيا للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، وإلقاء خطاب، غداً (الخميس) في البرلمان التركي، ضمن الجهود التي تقوم بها فلسطين من أجل:
- وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس.
- العمل على إدخال المُساعدات الإنسانية العاجلة إلى الصامدين داخل قطاع غزة.
- مُواصلة الجهود الدبلوماسية من أجل استمرار الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، ورفع عضوية فلسطين في الأُمم المُتحدة من صفة مُراقب إلى كامل العضوية، وإنهاء الاحتلال.
- ملف المُصالحة الداخلية الفلسطينية.
خلال لقاء الرئيس عباس، الرئيس بوتين، وجه الشكر له وإلى روسيا على المواقف الداعمة للقضية والشعب الفلسطيني في المحافل كافة وعلى مُستويات عدة.
وأطلع الرئيس عباس، الرئيس الروسي، على آخر مُستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان مُتواصل في قطاع غزة والضّفة الغربية، بما فيها القدس، باستهداف المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير كامل للبنية التحتية وحرب التجويع.
وكرر الرئيس "أبو مازن"، "الموقف الفلسطيني الداعي إلى وقف إطلاق النار فوراً وبشكل عاجل، لمنع إراقة المزيد من دماء الأبرياء العزل، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ووقف الاعتداءات المُستمرة في الضّفة الغربية بما فيها القدس، والاقتحامات الخطيرة للأماكن المُقدسة الإسلامية والمَسيحية في القدس، والتوقف عن خنق الاقتصاد الفلسطيني، والإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية، تمهيداً للعودة إلى الأفق السياسي القائم على الشرعية الدولية، وفق حل الدولتين، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وتجسيد استقلالها بعاصمتها القدس الشرقية".
ودعا إلى "ضرورة قيام المُجتمع الدولي بإلزام دولة الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتطبيق قرارات المحاكم الدولية، وآخرها فتوى "محكمة العدل الدولية"، ودعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأُمم المُتحدة، وعقد مُؤتمر دولي للسلام، وذلك لإعطاء الأمل للشعب الفلسطيني بأن المُجتمع الدولي جاد في الحفاظ على ما تبقّى من إمكانية تطبيق حل الدولتين، الذي تسعى الحكومات الإسرائيلية المُتعاقبة إلى تدميره وتجاهل قرارات الشرعية الدولية".
وأشار الرئيس عباس، إلى أننا "سعداء بلقاء الرئيس بوتين مُجدداً كصديق للشعب الفلسطيني، من أجل تبادل وجهات النظر، والمشورة فيما يتعلق بالأوضاع الصعبة التي تعيشها فلسطين، وبحث سُبل وقف العدوان وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في غزة والضّفة بما فيها القدس، ومُناقشة سبل تجنب توسيع الحرب في المنطقة، وأهمية تنفيذ فتوى "محكمة العدل الدولية"، وحصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة وعقد مُؤتمر دولي للسلام".
وشدد الرئيس الفلسطيني على "أهمية تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، التي نسعى دوماً إلى تعزيزها بما يخدم مصالح بلدينا وشَعبَينا الصديقين"، مُقدراً "عالياً الجهود التي تبذلها روسيا في تحقيق المُصالحة الفلسطينية تحت راية "مُنظمة التحرير الفلسطينية" المُمثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بما يُساعدنا على توحيد شَعبِنا وأرضنا في الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد على أن "شَعبَنا الفلسطيني يُثمن المكانة الوازنة لروسيا الصديقة على الساحة الدولية وفي مجلس الأمن، كما يُقدر مواقفها الشجاعة والثابتة والداعمة لحقوق شَعبِنا في المحافل الدولية، ووقوفها إلى جانب العدل والحق والشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال وتجسيد حقوق شَعبِنا في الحرية والاستقلال".
حضر اللقاء: أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" حسين الشيخ، رئيس جهاز المُخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، مُستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية الدكتور مجدي الخالدي وسفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل.
وكان الرئيس عباس قد وصل إلى موسكو، مساء (الاثنين)، واستقبله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي.
ومن موسكو سينتقل الرئيس عباس إلى العاصمة التركية، أنقرة، اليوم (الأربعاء)، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس التركي، في زيارة تستمر يومين، وتتضمن:
* لقاء مع الرئيس أردوغان، في أنقرة، على جدول أعماله:
- بحث العلاقات الثنائية.
- دور تركيا الداعم للقضية الفلسطينية، وما يمكن أن تقوم به من أجل وقف العدوان الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
- العلاقات الاقتصادية بين الجانبين الفلسطيني والتركي، وما يُمكن أن تقدمه الأخيرة بالدعم التجاري والتنموي الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة جراء الاحتلال الإسرائيلي.
- انضمام تركيا إلى شكوى جنوب إفريقيا في "محكمة العدل الدولية" ضد جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
- دعم الموقف السياسي الفلسطيني، بشأن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، ورفع مُستوى التمثيل في الأُمم المُتحدة من عضو مُراقب إلى دولة كاملة العضوية.
- ملف المُصالحة الداخلية الفلسطينية، انطلاقاً من علاقات تركيا مع الأطراف الفلسطينية، بما فيها حركة "حماس".
وفي برنامج زيارة الرئيس عباس، إلقاء خطاب في البرلمان التركي يوم غد (الخميس)، في جلسة استثنائية، دعا إليها رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، رغم العطلة السنوية للبرلمان.
سيكون في مقدمة حضور الخطاب: الرئيس أردوغان، السفراء ومُمثلي البعثات الأجنبية المُعتمدين في تركيا والأحزاب السياسية والصحفيين.
كما دعي إلى الجلسة الاستثنائية، الجرحى الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج في تركيا من الإصابات التي لحقت بهم جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كذلك، سيتم افتتاح معرض في البرلمان التركي، تُعرض فيه وثائق من الأرشيف العثماني مُتعلقة بإثبات حق الفلسطينيين بأرضهم، وبيانات البرلمان التركي بشأن فلسطين.
وسيتم افتتاح معرض في البرلمان التركي، يضم صوراً التقطت لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، خلال زياراته إلى تركيا.