تأتي عودة الموفد الأميركي اموش هوكشتاين بعد أن تبلّغ الأميركييون والمجتمع الدولي أن رد المقاومة على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر حتميّ، وهذا ما أعلن عنه وثبته الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في أكثر من إطلالة أخيرة، حيث بدأت الاتصالات العربيّة من الاردن ودول خليجية وقيادات عربية رفيعة المستوى في محاولة للحديث مع الأميركيين لإيجاد تسوية أو حل، نظرا للمعرفة العميقة أن رد "الحزب" لن يكون سهلًا أو عابرًا، وانما سيكون مدويًّا وهذا ما قد يدفع حكومة نتنياهو لردٍّ ٱخر قد يفجّر المنطقة برمّتها.
الساعات المقبلة ستكون مصيرية وحاسمة وفق ما تؤكد كل المعطيات، خاصة وأن الضاحية الجنوبية لن تقف مكتوفة الأيدي او متفرجة، وهذا ما قد يأتي معطوفًا على ردٍّ زلزاليٍّ من العاصمة الإيرانية طهران التي تعمل اليوم بنظرية حياكة السّجاد العجمي، حيث تنتظر الفرصة المناسبة لإنجاز ردٍّ اخر على اغتيال رئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية، لذلك بدأت تطل البوارج والمدمرات الحربية على سواحلنا في محاولة للتخفيف من قوة وحدة الرد، وهذا ما لم ولن يتحقق البتة وفق مصدر سياسي متابع، حيث يؤكد المصدر أن مصداقية المقاومة مع جمهورها تأتي فوق كل اعتبار وهذا بات أمرًا لا لبس ولا نقاش فيه، والمفاوضات او الهدنة أو اي قرار مصيري لحرب غزة سيأتي بعد الرد المنتظر والذي يثير قلق حكومة نتنياهو يوما بعد يوم، ولا شك أن التأخر في حد ذاته هو حرب نفسية من نوع اخر عنوانها، نقل المشهد القلِق والمتوتّر من لبنان الى فلسطين المحتلة.
ينهي المصدر "لجنوبيات": كل محاولات هوكشتاين لاحتواء الوضع قبل الرد هي محاولات يائسة وكوميدية في الوقت عينه، فلا يمكن أن يأتي هوكشتاين متفرجا على شلال من الشهداء والدماء والدمار ويعطي دروسا في أهمية المفاوضات والحوار والخيار الدبلوماسي.
