يعتبر الدمج الإجتماعي للأبناء من ذوي الإحتياجات الإضافية من المهمات الإساسية التي تسعى جمعية المواساة في صيدا إلى تحقيقها، وهي قطعت شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه من خلال قسم التأهيل المهني الخاص في المعهد التابع للجمعية، الهدف من وراء ذلك إتاحة الفرض للأبناء للإنخراط في نظام التعليم وصولاً إلى مبدأ تكافؤ الفرص ضمن إطار معهد مهني متعدد الإختصاصات وفي مشاغل مكيفة يشارك فيه الطالب في الصفوف التدريبية والنشاطات الداعمة أقرانه وزملائه في المعهد في إطار تفاعلي يرتكز على المساواة.
وهنا تظهر بعض الفروقات الفردية التي تتطلب تدخل العلاج المساند الذي من شأنه تذليل أي عقبة تواجه الأهداف المنشودة لتحول السلبية في حيلتهم إلى إيجابية وانفتاح وأمل.
حرصت إدارة الجمعية على توفير العلاج المساند للأبناء بشكل دائم ضمن برنامجهم التربوي التقني في المعهد فكان جناح العلاج وعياداته المتنوعة والمخصصة لأبناء قسم التأهيل المهني الخاص، لتتسع دائرة خدماته بعد نجاحات ملموسة ويستقبل أبناء بحاجة إلى دعم في خارج إطار المعهد.
العلاج النفسي في هذه الفقرة
يعتبر العلاج النفسي ركيزة أساسية في بنية قسم التأهيل المهني الخاص حيث يقع على عاتقه مسؤولية التقويم النفسي للأبناء وعلاج حالات الإنطواء والخجل والميول العدائية وغيرها.
تقوم الأخصائية النفسية السيدة مي زعتري بإجراء جلسات جماعية للأبناء، توعوية إرشادية مقرونة بزيارات ميدانية وذلك بهدف تثبيت مفاهيم سلوكية، ثم تعمد إلى تدخل فردي بناء على تشخيص طبي بالتنسيق مع طبيب مختص وشراكة مباشرة مع الأهل واضعة نصب عينيها مهمة نقل الأبناء من حالات انعدام الثقة بالنفس إلى أبناء معزّزين محرّرين من قيود وضعوها على أنفسهم نتيجة تراكم حالات فشل وعدم تقبل الذات.
تقوم الأخصائية بإعداد سجلات خاصة بكل طالب وتعتمد على مقاييس علمية من شأنها تحديد مدى التطور الفردي،لتكون النتيجة طالب قادر على تحديد هويته التربوية وميوله المهني، فيتم توجيهه والتركيز على خياراته ودعمها.
علاج النطق
من أبرز المشاكل التي تواجه الأبناء في القسم هي عملية التواصل والتي يمكن تعريفها بإضطرابات النطق والكلام.
منها اضطرابات الصوت والإرتقاء والمخارج والتردد بشكل يمنع الفرد من توصيل الرسائل الشفهية، ما يؤثر سلباً على عملية التخاطب فتصل رسالة مشوهة أو مختلفة فيقع المرسل في دائرة الفشل.
هنا يبرز دور الأخصائية السيدة كارولين الحلاق التي تعمل على تقويم هذا الخلل عبر سلسلة من الأنشطة تنفذ مع الطالب بشكل فردي أومع أقرانه في جلسات جماعية، يكون هذا التدخل بالتنسيق مع الأهل والمربيات وأساتذة القسم كافة، وذلك بإتباع خطة عملية متسلسلة تستخدم خلالها تقنيات تكنولوجية وتمارين جسدية خاصة.
الصعوبات التعلمية
تقسم الصعوبات التعلمية إلى نوعين صعوبات تعلم نمائية وصعوبات تعلم أكاديمية:
فأما الأولى فهي صعوبات تتعلق بنمو القدرات العقلية والعمليات المسؤولة عن التوافق الدراسي للطالب وتوافقه الشخصي والاجتماعي والمهني كصعوبات الإنتباه، الإدراك، الذاكرة، التفكير، وحل المشكلة.
أما الصعوبات الثانية فهي صعوبات أكاديمية ناتجة عن محصلة لصعوبات تعلم نمائية وتشمل صعوبات القراءة الكتابة والحساب.
يهدف تقويم هذه الصعوبات وفق الأخصائية إلى مواجهة التحديات التي تعيق عملية التعلم لدى بعض الأطفال، ورغم أن بعضهم يكون مصاباً بإعاقة جسدية أو نفسية إلا أن الكثيرين منهم أسوياء ويظهرون صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتحكم، وتعتمد في خططها على عوامل عدة، أولها تفهم الوالدين للمشكلة، ثم وضع خطة تعلمية خاصة بالتنسيق مع المعلمين مركزة على التعاون بين المعهد والعائلة، كما تنصح بالتدخل المبكر تجنباُ لتطور الحالة.