أكد رئيس الجمهورية ميشال عون "أن عدم التوصل الى حل عادل للصراع العربي - الاسرائيلي هو في أساس ما تعانيه منطقتنا من تخبط واختلال توازن وانعدام استقرار".
فيما شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على "أن اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية ما هم إلا ضيوف عليكم، ونحن على ثقة بأنكم ستستمرون في حسن رعايتكم لهم واحتضانهم".
وصل الرئيس الفلسطيني الرابعة والنصف بعد ظهر أمس الى القصر الجمهوري، حيث استقبله عون عند المدخل الخارجي، وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي، وصافح مستقبليه وزير الخارجية والمغترين جبران باسيل، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وعدد من مستشاري عون ومعاونيه.
المحادثات
وعقد الرئيسان لقاء ثنائياً في صالون السفراء استغرق زهاء نصف ساعة، قبل ان ينضم اليهما اعضاء الوفدين في محادثات موسعة، انتقلا بعدها الى صالون 22 تشرين الثاني، وعقدا مؤتمرا صحافيا استهله عون بكلمة اعتبر فيها "أن عدم التوصل الى حل عادل هو في أساس ما تعانيه منطقتنا من تخبط واختلال توازن وانعدام استقرار".
وقال: "شدّدت لفخامته على ان التحدّي الأبرز الذي يواجه عالمنا العربي، هو مدى قدرتنا على فرض الحل العادل والشامل، لجميع أوجه الصراع العربي - الإسرائيلي، استنادا الى قرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مؤتمر مدريد، والبنود المتكاملة للمبادرة العربية للسلام. وتطرقنا أيضاً الى اوضاع منطقتنا العربية، وكان الرأي متفقاً على أن الإرهاب الذي يضربها لا يمكن أن يكون مصدره الدين، فأي دين منه براء. وهو يستلزم منا وقفة واحدة في مواجهته، تقوم أولاً على تغليب قوى الاعتدال في مواجهة تيارات التطرف، ثم الإحاطة بشبيبتنا ومجتمعاتنا تربوياً وتنموياً كي لا تقع فريسة سهلة في براثنه".
وأضاف: "أكدت لفخامة الرئيس أهمية دوره في المحافظة على استقرار المخيمات، فلا تتحوّل بؤراً لمن يبغي استغلال مآسي الشعب الفلسطيني، واستثمارها في الإرهاب والإخلال بالأمن.
وكانت مطالبتنا مشتركة الى وكالة "الأونروا" للاستمرار في تلبية الحاجات الحياتية للفلسطينيين، في انتظار إيجاد الحل السياسي النهائي لقضيتهم.
وكان الرأي متفقا ايضاً على أننا مدعوون جميعاً، عشية انعقاد القمة العربية في الأردن، الى العمل لإعادة إحياء دور الجامعة العربية لنتمكّن من مواجهة الأزمات متضامنين، ونلتزم جميعاً ميثاقها، فقد أصبحت الحاجة أكثر من ملحّة لإيجاد حلول سياسية للأزمات وسفك الدماء المتواصل في بعض الدول العربية، لأنها وحدها قادرة على وضع حدٍ لمعاناة طالت".
عباس
ورد عباس بكلمة أكد فيها "مسألة في غاية الأهمية بالنسبة إلينا، والى شعبنا وأشقائنا في لبنان، وهي أن إخوتكم من اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية ما هم إلا ضيوف عليكم، فهم أهلكم، ونحن على ثقة بأنكم ستستمرون في حسن رعايتكم لهم واحتضانهم، ومن جانبنا، فإننا نعمل دائماً أن يكون وجودهم إيجابياً إلى حين عودتهم المؤكدة إلى ديارهم ووطنهم فلسطين الذي نصر عليه.
ونحرص كل الحرص دائماً على أن يبقى أبناء شعبنا بمنأى من الدخول في صراعات المنطقة". وأضاف: "لا تزال إسرائيل تصر على مواصلة احتلالها لأرضنا وإبقاء شعبنا في سجن كبير، وهو ما لن نقبله وسنواصل العمل بالطرق السياسية والديبلوماسية، واستخدام أدوات القانون الدولي وحشد الدعم الدولي الثنائي والمتعدد، وسنعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن 2334، وسنواجه النشاطات الاستيطانية وقرار الكنيست الأخير الذي يشرع سرقة الأرض الفلسطينية (...)".