الخميس 15 آب 2024 16:04 م |
الرئيس عباس أمام البرلمان التركي: قررت التوجّه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة وندعو لتأمين وصولنا اليها |
* جنوبيات قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس: "قررت التوجّه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وسأعمل بكل طاقتي لنكون مع أبناء شعبنا، فحياتنا ليست أغلى من حياة أي طفل فلسطيني، فنحن نطبق أحكام الشريعة الإسلامية، فإما النصر أو الشهادة". ودعا سيادته، في كلمته الهامة التي ألقاها، باجتماع الجمعية العامة للبرلمان التركي، المنعقد اليوم الخميس، في العاصمة التركية أنقرة، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قادة دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة لمشاركتنا في هذا القرار، وتأمين وصولنا إلى قطاع غزة، وستكون وجهتي بعدها إلى القدس الشريف، عاصمة دولتنا الفلسطينية. ونوه إلى أن هدف إسرائيل الحقيقي من حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية والقدس هو اجتثاث الوجود الفلسطيني من أرض وطننا، والتهجير القسري للفلسطينيين من جديد، وهو ما لن يكون أبدًا مهما فعلوا، ومهما حاولوا". وقال: "جئتكم أحمل إليكم آلام وآمال شعبنا الفلسطيني الذي يعيش الألم الكبير والنكبة المتواصلة منذ عام 1948، ويواجه جرائم الاحتلال وغياب العدالة الدولية، متمسكاً بأرضه ووطنه ومقدساته وحقوقه الوطنية الثابتة". وبهذا الصدد، أشاد الرئيس بمواقف مصر والأردن الرافضة لمخططات التهجير الإسرائيلية، والمتوافقة تماما مع المواقف الفلسطينية، والداعمة لها في كل المحافل، وبالإجماع الدولي المعارض لهذه المخططات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي. وأعرب عن استغرابه من صمت المجتمع الدولي أمام المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في مراكز الإيواء، والتي كان منها مجزرة مدرسة التابعين، التي راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد. وجدّد سيادته التأكيد على: "أن غزة جزء أصيل من الدولة الفلسطينية الواحدة الموحدة، وأنه لا دولة في غزة، ولا دولة دون غزة، وشعبنا لن ينكسر ولن يستسلم، وسنعيد بناء غزة، ونضمد جراح شعبنا بسواعد أبنائه، ومساندة أمتينا العربية والإسلامية وأحرار العالم، في ظل دولتنا الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، مهما طال الزمن، ومهما عظمت التضحيات. وشدد على أن القتلة ومجرمي الحرب لن يفلتوا أبداً من العقاب على ما اقترفوه وما زالوا، من جرائم لن تسقط بالتقادم، وسنواصل نضالنا وكفاحنا لتحقيق العدالة في فلسطين، وسنواصل العمل الدؤوب مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة، وعلى رأسها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان وغيرها، فضلاً عن الجمعية العامة ومجلس الأمن، فدولة فلسطين حقيقة ثابتة على أرضنا، وفي المجتمع الدولي". وثمن دور تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لمواقفه الشجاعة والمبدئية دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال، كما أعرب عن تقديره لمواقف جميع الأحزاب التركية، ومؤسسات المجتمع المدني، الرافضة والمنددة بالجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا. وقال: نعوّل كثيراً على مناصرة أشقائنا في تركيا التي جعلت قضية القدس وفلسطين قضيتها المركزية. وفيما يلي نص كلمة سيادته: بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" صدق الله العظيم فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركية سعادة الأخ نعمان كورتولموش، رئيس مجلس الأمة التركية الأخوات والإخوة أعضاء البرلمان التركي المحترمين، الشعب التركي الشقيق، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جئتكم من فلسطين المباركة، أرض الرباط، من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.. جئتكم أحمل إليكم آلام وآمال شعبنا الفلسطيني الذي يعيش الألم الكبير والنكبة المتواصلة منذ عام 1948، ويواجه جرائم الاحتلال وغياب العدالة الدولية، متمسكاً بأرضه ووطنه ومقدساته وحقوقه الوطنية الثابتة، ومؤمناً في الوقت ذاته بأن الله العلي القدير سوف يكلل نضالنا الوطني بالنصر والحرية، وسوف يدفع عن شعبنا هذه الغمة التي طال أمدها. واسمحوا لي أن أبدأ حديثي إليكم بالترحم على أرواح عشرات الآلاف من الشهداء الذين ارتقوا إلى بارئهم بسبب العدوان الإسرائيلي، وحرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها على شعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس، والتي كان آخرها الجريمة بحق الشهيد القائد إسماعيل هنية، وأدعوكم إلى قراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين الأبرار. أُحييكم جميعاً، وأنتم تجتمعون موحدين تحت قبة هذا البرلمان، نصرةً لشعبنا ودفاعاً عن قضيته العادلة، التي أثق بأنها تمثل جُلَ اهتماماتكم ونقاشاتكم في هذا المجلس، لتضميد جراح شعبنا، الذي يتعرض لظلم تاريخي، وتُرتكب بحقه مجازر وجرائم حرب، وإبادة جماعية أدانتها المحاكم والمحافل الدولية كافة. فكيف بالله، يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتاً، عن المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال في مراكز الإيواء، والتي كان منها مجزرة مدرسة التابعين التي راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد؟. إننا نقدر عالياً دور تركيا الرائد بقيادة، الرئيس أردوغان، لمواقفه الشجاعة والمبدئية دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال، كما نقدر مواقف جميع الأحزاب التركية، ومؤسسات المجتمع المدني، الرافضة والمنددة بالجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا. والشكر الجزيل للشعب التركي الشقيق على مشاعره الصادقة ومواقفه النبيلة نصرةً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وشعبنا الفلسطيني لا يمكن أن ينسى شهداء الشعب التركي من أجل فلسطين والقدس الشريف ونحيي بشكل خاص قرار تركيا، بالانضمام إلى الدعوى التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، لدى محكمة العدل الدولية، وكذلك قرارها بوقف التجارة مع إسرائيل، دعما للشعب الفلسطيني، بسبب تفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة وجرائمها في فلسطين. إننا نعوّل كثيراً على مناصرة أشقائنا في تركيا التي جعلت قضية القدس وفلسطين قضيتها المركزية، وهذه هي شيم وأخلاق الشعب التركي الشقيق وسياسته. السيد الرئيس.. الأخوات والإخوة إن هدف إسرائيل الحقيقي من حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية والقدس هو اجتثاث الوجود الفلسطيني من أرض وطننا، والتهجير القسري للفلسطينيين من فلسطين من جديد، فهم يريدون أن يكرروا مأساة التهجير كما حصل في عامي 1948، و1967، وهو ما لن يكون أبدًا مهما فعلوا ومهما حاولوا، فشعبنا متمسك بأرضه ووطنه ومقدساته، ولن يتركها للمحتلين الغاصبين مهما بلغت التضحيات. فمنذ السابع من أكتوبر وحتى الآن هناك أكثر من 40 ألف شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ، وأكثر من 80 ألف جريح، ومع ذلك نحن صامدون وباقون في أرضنا. ونشيد في هذا المقام بمواقف كل من مصر والأردن الرافضة لمخططات التهجير الإسرائيلية، والمتوافقة تمامًا مع مواقفنا والداعمة لها في كل المحافل. ونشيد بالإجماع الدولي المعارض لهذه المخططات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي. لقد قلناها في الماضي ونقولها اليوم وغداً: إن غزة جزء أصيل من الدولة الفلسطينية الواحدة الموحدة، وإنه لا دولة في غزة، ولا دولة دون غزة، وشعبنا لن ينكسر ولن يستسلم، وسنعيد بناء غزة، ونضمد جراح شعبنا بسواعد أبنائه ومساندة أمتينا العربية والإسلامية وأحرار العالم، في ظل دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مهما طال الزمن، ومهما عظمت التضحيات. أما القتلة ومجرمو الحرب، فلن يفلتوا أبداً من العقاب على ما اقترفوه وما زالوا، من جرائم لن تسقط بالتقادم، وسنواصل نضالنا وكفاحنا لتحقيق العدالة في فلسطين، وسنواصل العمل الدؤوب مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة وعلى رأسها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان وغيرها، التي أعلنت نتنياهو وأحد وزرائه مطلوبين للسجن، فضلاً عن الجمعية العامة ومجلس الأمن، فدولة فلسطين حقيقة ثابتة على أرضنا وفي المجتمع الدولي. أيتها الأخوات.. أيها الإخوة إن شعبنا بصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة المستمرة لأكثر من مئة عام وحتى الآن، لا يدافع عن أرض وطنه فلسطين، ولا عن هويته وحقوقه الوطنية والسياسية والدينية والتاريخية فحسب، بل إنه يقف أيضاً في الخندق الأمامي دفاعاً عن أمتينا العربية والإسلامية في وجه هذا المشروع الاستعماري التوسعي، وفي وجه أطماع الحركة الصهيونية التي تريد الهيمنة على منطقتنا والإقليم. أيتها الأخوات.. أيها الإخوة نعلم جيداً مكانة القدس في قلوبكم، فالقدس دائما ومنذ التاريخ في قلوب أبناء الشعب التركي الشقيق كما هي في قلوبنا، وقلوب مئات الملايين من أبناء أمتنا، فالمسجد الأقصى في القدس هو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، هذا شيء ثابت، فالمسجد الأقصى مبني قبل مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة، وهو مسرى الرسول الحبيب، والقدس هي درة التاج، وهي مهد السيد المسيح عليه السلام ورفعته، وهي بالنسبة إليكم وإلينا خط أحمر، وليس فينا وليس بيننا وليس منا، من يفرط في ذرة من تراب فلسطين ولا في حجر من حجارة القدس، التي هي أمانة الدين وأمانة التاريخ. قبل أكثر من 1400 عام، قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، قيل أين هم يا رسول الله؟ قال في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس". ونقول لرسولنا الحبيب صلى الله عليـه وسلم، أمانتك التي تركتها بين أيدينا هي أمانة شعبنا التي لن نفرط فيها أبدا، والقدس التي صليت فيها إماماً بالأنبياء ستظل في العيون والقلوب، مهما كانت التضحيات، وإن جميع المؤامرات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات، والتي كان آخرها قبل يومين اقتحام وزراء في حكومة الاحتلال للمسجد الأقصى، فالمسجد مسجدنا، والكنيسة كنيستنا، لن تفلح أبداً. أيتها الأخوات.. أيها الإخوة يتحدثون هذه الأيام عن سيناريوهات يجري إعدادها هنا وهناك لما يسمى باليوم التالي للعدوان، ونحن نقولها بكل وضوح وليسمعها القاصي والداني، إن قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية هي وحدة جغرافية واحدة تشكل الدولة الفلسطينية المستقلة، حسب الشرعية الدولية، التي تحكمها حكومة شرعية واحدة، ودون تحقيق ذلك وتجسيد هذه الدولة الفلسطينية والاعتراف بها، فلن تنعم هذه المنطقة بالأمن والاستقرار والهدوء والتنمية والسلام، وستبقى تدور في هذه الدوامة من العنف والعنف المضاد.. الطريق إلى السلام والأمن يبدأ من فلسطين وينتهي إلى فلسطين. وفي سياق مواجهتنا لهذا العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل على شعبنا، فإننا نحيّي مواقف الشعوب والحركات في كل قارات العالم، التي انتفضت في وجه الظلم والطغيان، وصرخت بصوت عالٍ تدين قوات الاحتلال والدمار الإسرائيلية، لارتكابها جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والتمييز العنصري، في أرضنا الفلسطينية المحتلة. ونوه إلى أن اليهود في أميركا وبنسبة لا تقل عن 40% يعتبرون إسرائيل دولة مجرمة. نعم فالإنسانية كلها تنتفض في وجه العنصرية والتطرف والظلم والعدوان، ولا يمكن للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية أن تبقى صامتة أمام التعذيب والتجويع وامتهان الكرامة التي تتعرض لها أسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، التي يقبع فيها أكثر من 10 آلاف أسير وأسيرة بلا ذنب، وندعو الجميع إلى أن يتحركوا معنا لوقف هذه الانتهاكات البشعة بحقهم، بل وإطلاق سراحهم جميعاً. السيد الرئيس، أصحاب السعادة، الأخوات والإخوة، سنبقى نعمل مخلصين من أجل وحدتنا الوطنية التي نراها أقصر طريق لتحقيق الانتصار على هذا العدو الذي يتربص بنا ويستهدفنا جميعاً، فوحدتنا تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هي صمام أماننا وجسر خلاصنا وطريقنا نحو الحرية والاستقلال، وشكراً لكل الأشقاء والأصدقاء، الذين بذلوا ويبذلون الجهود معنا لتحقيق هذه الغاية النبيلة. وما دمت أتحدث عن الشكر، فشكراً لتركيا التي قدمت المساعدات الإغاثية والإنسانية لأهلنا في قطاع غزة، واستقبلت في مستشفياتها المرضى والجرحى، وصدحت شوارعها بالتظاهرات المتضامنة، وخاض أشقاؤنا الأتراك في كل المجالات، السياسية والدبلوماسية والبرلمانية والقانونية والإعلامية، المعارك معنا دفاعاً عن الحق الفلسطيني، وتعزيزاً لصدق الرواية الفلسطينية، وتبديداً لروايات الكذب والتضليل والتحريف التي تقوم بها إسرائيل وبالذات ما قام به نتنياهو بالكونغرس، الذي فتح باب كذب ليس له أول، ولا آخر. شكراً لكل الدول الشقيقة والصديقة التي أبت إلا أن تنبض ضمائرها الحية، نصرة الحق الفلسطيني ودعما، لأبناء شعبنا في وقت المحن. أيتها الأخوات.. أيها الإخوة إن الأكاذيب التي تروجها الحكومة الإسرائيلية لا يمكن أن يصدقها عاقل، فالهجوم على المنظمات الأممية والمحاكم الدولية والمتظاهرين المتضامنين مع الحق الفلسطيني، والتنصل من مسؤولية قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية، وتجويع أهلنا في قطاع غزة، هي مجرد أكاذيب تدحضها الحقائق على الأرض وتقارير منظمات الأمم المتحدة وقرار محكمة العدل الدولية التي طالبت إسرائيل بالوقف الفوري للعدوان الذي راح ضحيته أكثر من 150 ألفاً من الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن تدمير أكثر من ثلثي قطاع غزة، بما فيها المساجد، والكنائس، والمدارس، والمستشفيات، والجامعات، والشوارع، وتشريد كامل لشعبنا هناك، بالإضافة إلى آلاف الشهداء والجرحى في الضفة الغربية، والقدس. ومع ذلك فإن الولايات المتحدة الأميركية قد استخدمت الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن ضد مطالبة العالم بوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، في موقف يفتقر إلى أبسط القواعد الإنسانية والأخلاقية. يحاول الاحتلال أن يكرس فصل قطاع غزة عن مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وعن الضفة الغربية والقدس، ونقولها بكل تصميم، إن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية على قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها الأبدية، القدس الشريف، وإن شعبنا الفلسطيني بجميع مكوناته وأحزابه وفصائله، لم ولن يقبل بوجود الاحتلال الإسرائيلي في شبر واحد من قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس. وأولويتنا اليوم هي وقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب الكامل والفوريّ منه، والإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير القسري، وعودة النازحين إلى بيوتهم ووقف الاستيطان وجرائم قوات الاحتلال ومستوطنيه في الضفة والقدس، لأنه لا شيء عندنا أغلى من دماء شعبنا ومصالحه في وطنه التاريخي، لذلك أطالب مجلس الأمن بتنفيذ قراراته بضرورة وقف إطلاق النار، وسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. ونؤكد في هذا المقام، أن الأساليب الأمنية والعسكرية لن تجدي نفعا، بل الحلول السياسية القائمة على العدل والقانون الدولي والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هي الكفيلة بتحقيق السلام والاستقرار والأمن للجميع، كما أن محاولات إسرائيل اللعب على وتر الحلول الجزئية في قطاع غزة لن تفلح أبدًا.. غزة كلها لنا كما الضفة الغربية والقدس، ولن نقبل بحلول تفصل أي شبر من وطننا عن الآخر تحت أي ظرف من الظروف. لذلك أعلن أمامكم ولأنه لم يعد لدينا حلول، فقد قررت التوجه مع جميع أعضاء القيادة إلى قطاع غزة، وسأعمل بكل طاقتي لنكون مع أبناء شعبنا، فحياتنا ليست أغلى من حياة أي طفل فلسطيني، فنحن نطبق أحكام الشريعة الإسلامية، فإما النصر أو الشهادة. وأدعو قادة دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة لمشاركتنا في هذا القرار، وتأمين وصولنا إلى قطاع غزة، وستكون وجهتي بعدها إلى القدس الشريف، عاصمة دولتنا الفلسطينية. أيتها الأخوات.. أيها الإخوة، نعمل ليل نهار لحشد الدعم الدولي للحصول على مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين، والتي وصلت إلى 149 دولة، وكان آخرها في الأشهر الماضية، إذ اعترفت مؤخراً خمس دول في الكاريبي، وخمس دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، ونسعى وبشكل متواصل إلى المزيد من هذه الاعترافات، وكذلك الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن. ونذكر بأننا قد حصلنا على اعتراف الأمم المتحدة بالدولة المراقب في عام 2012 من خلال قرار الجمعية العامة 67/19، رغم أن الولايات المتحدة الأميركية قد استخدمت مع الأسف كل نفوذها لكي تحول دون نجاحنا، ولكنها فشلت والحمد لله، وهو ما أتاح لنا الفرصة للانضمام إلى أكثر من مئة وعشرين معاهدة ومنظمة دولية، منها المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية التي نحاكم بها دولة الاحتلال اليوم على جرائمها بحق شعبنا. ونذكر أيضاً بأن نضالنا السياسي والقانوني والدبلوماسي إلى جانب المقاومة الشعبية السلمية، سيتواصل، ولن نستكين إلى أن ينتهي هذا الاحتلال عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا. السيد الرئيس، أصحاب السعادة، الأخوات والإخوة، عملنا على مدى عامين في التحضير للذهاب إلى محكمة العدل الدولية، من خلال حشد الدعم الدولي في الأمم المتحدة وعواصم العالم، وحصلنا على قرار الجمعية العامة رقم(A/77/400) بتاريخ 30 ديسمبر 2022 الذي وجه الأسئلة إلى المحكمة حول الآثار القانونية الناشئة عن انتهاك إسرائيل المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وعن احتلالها طويل الأمد للأرض الفلسطينية المحتلة واستيطانها وضمها وتغييرها لطابع وهوية مدينة القدس وممارساتها في التمييز العنصري وغيرها من الممارسات والاعتداءات والجرائم. وفي خطوة تاريخية، أصدرت محكمة العدل الدولية في 19/7/2024 رأيها الاستشاري بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، الذي اعتبره غير شرعي، وطالب بإنهائه بشكل كامل، وتعويض الفلسطينيين عن نهب أرضهم ومصادرهم الطبيعية، وتفكيك المستوطنات وإجلاء المستوطنين وهدم الجدار. كما أقرت قيام الاحتلال الإسرائيلي بممارسة التمييز العنصري بحق الفلسطينيين، وبوجوب قيام المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، بعدم الاعتراف بالوجود الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية كوجود قانوني وتجنب دعم استمراره، وأن على الأمم المتحدة أن تنظر في أنماط وآليات الإجراءات الضرورية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولتنا في أسرع وقت ممكن. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا بعد هذا القرار؟ وكيف يمكن خلق تغيير حقيقي على الأرض؟ علينا مواصلة العمل في الأطر المتعددة، وكذلك على المستوى الثنائي مع الدول لتحقيق ذلك من أجل السلام والأمن والاستقرار، فالعالم بدأ يفهم ما معنى العدالة والحق والظلم، وبدأت دول أوروبية تعترف بدولة فلسطين، وسنواصل في هذا الطريق حتى نجبر أميركا أن تعترف بنا أيضا. السيد الرئيس، أصحاب السعادة، الأخوات والإخوة، إننا نناشد المجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته ودوله مجتمعين وفرادى، اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق انتهاك دولة الاحتلال الإسرائيلي الفاضح، للقانون الدولي، وتنفيذ ما أقرته محكمة العدل الدولية. ونأمل من تركيا مساعدة دولة فلسطين في هذه المساعي. وأخيراً أقول: باسم شعبنا الفلسطيني الصامد، الصابر، المكافح، إننا متمسكون بهويتنا الوطنية وحقوقنا المشروعة وأرضنا ومقدساتنا، وسنحقق الاستقلال والحرية، طال الزمان أم قصر، والاحتلال إلى زوال، وفلسطين حرة وباقية. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء للجرحى والحرية لأسرانا البواسل، ومعاً نحو الحرية والدولة والقدس. عاشت الأخوة الفلسطينية – التركية، شكراً لتركيا وشعبها الشقيق، وشكراً لفخامة الرئيس أردوغان على دعمه الدائم والقوي للشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة. والسلام عليكم،،،، المصدر :وكالة وفا |