الخميس 15 آب 2024 20:18 م

"الكريم.. واللئيم"!


* جنوبيات

الإنسان إلى شاكلته يجمح، وكلّ إناء بالذي فيه يرشح. وفي ذاك يقول المولى عزّ وجلّ في محكم تنزيله:
"قل كلّ يعمل على شاكلته، فربّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلًا".
وقد قال أحد الحكماء: واعلموا أنّ الكرام أصبر نفوسًا، واللئام أصبر أجسامًا.
وقيل: إنّ وعد الكريم نقد وتعجيل، ووعد اللئيم مطل وتعليل.
والمعروف أنّ الكريم يتمتّع بالحلم وسداد الرأي. في حين أنّ اللئيم في تصرّفه زنيم، ومعروف بفساد الرأي.
وشرّ ما في الكريم أن يمنعك خيره، وخير ما في اللئيم أن يكفّ عنك شرّه.
فالعاقل الكريم صديق كلّ أحد إلّا من ضرّه. والجاهل اللئيم عدوّ كلّ أحد إلّا من نفعه.
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: "الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا أُلْطِفَ".
ومن هذا المنطلق فإنّ لزوم الكريم على الهوان خير من صحبة اللئيم على الإحسان.
وقد قيل: إنّ الكريم يصول إذا جاع واللئيم يصول إذا شبع. لذا، وجب سدّ خصاصة الكريم وقمع اللئيم.
فالكريم من أقال عثرة الكرام. واللئيم على هفوة المعترفين نمّام.

هذا، ويتميّز أكثر سياسيّي لبنان باللؤم، والشؤم، والعمل على سدّ المفتوح، وفتح المقبوح، ويعملون على نزع آخر مقوّمات الحياة لدى الشعب المسكين لكي "تطلع الرّوح"!

ونختم بأجمل بيتين من الشّعر عند العرب:
إذا امتلأت كفُّ اللئيم من الغنى
تمايل إعجابًا وقال أنا أنا
ولكنّ كريم الأصل كالغصن كلّما
تحمّل أثمارًا تواضع وانحنى.

المصدر :جنوبيات