الجمعة 24 شباط 2017 13:40 م |
إستقبالات عدّة قام بها الرئيس محمود عباس في مقر إقامته في بيروت |
واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءاته، لليوم الثاني على التوالي، مع الشخصيات السياسية، واستقبل، صباح اليوم في مقر إقامته في "الهيلتون" - "حبتور"، الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان، النائبة بهية الحريري، التي غادرت من دون الادلاء بأي تصريح، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان. واستقبل ايضا رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا على رأس وفد من قيادة المؤتمر ضم المسؤول عن الشؤون الدينية الدكتور اسعد السحمراني، رئيس "هيئة ابناء العرقوب" ومزارع شبعا الدكتور محمد حمدان، المسؤول عن العلاقات العامة في مكتب الاعلام المركزي وسام سمير الطرابلسي، في حضور عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" عزام الاحمد، امين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات، وجرى بحث في آخر المستجدات الفلسطينية واللبنانية والأوضاع العربية والاقليمية والدولية.
الجميل وأضاف: "لا شك في أن تضحياته وجهوده وحكمته ودرايته وسعة نظره حول القضية الفلسطينية تعزز موقع هذه القضية في المحافل الدولية ونحن نشعر أن هناك تحسنا وتقدما في فهم الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية. نحن نشاهد في العالم، بالأمس في أستراليا وقبل ذلك في أوروبا، هذا الدعم الشعبي المحلي للقضية الفلسطينية، فقد بدأت الناس في الخارج تشعر بأن هناك ظلما في حق شعب، وهناك عدم تقدير لجهود دولة، ولذلك تداولنا كل هذا الوضع وكل ما يمكن ان نقوم به لدعم هذه المسيرة والقضية الفلسطينية هي قضية لبنانية بإمتياز، وكلنا صف واحد لتحقيق أمانينا جميعا أن تقوم في الوقت القريب الدولة الفلسطينية الحرة السيدة وتشرف على الأماكن المقدسة وترعاها وتحقق ما يصبو اليه كل العرب في الكرامة والسلام".
سليمان واضاف: "كان لي دور بارز في دعم القضية الفلسطينية وكنت من اشد المناصرين لعضوية فلسطين في الامم المتحدة. واذكر الاجتماعات التي حصلت على هامش الجمعية العمومية واحتمعنا مع الرئيس الفلسطيني والرؤساء العرب، ولكن اليوم هناك قلق عارم عند الجميع حول فلسطين وموقف ترامب، واعتقد انه نهائي، حول نقل السفارة الاميركية الى تل ابيب وحل الدولتين وغض النظر عن الاستيطان. هذه امور كلها مقلقة، واعتقد ان هناك تغييرا في السياسة، ولكن العودة الى الماضي خطرة اذا تجددت لأننا نعلم ان العالم اليوم واقع بين قضيتين: الارهاب والانعزال، ففي مقابل الارهاب والتعصب هناك انعزال، واكبر مثال على ذلك الدولة اليهودية من دون ان اذكر بريطانيا وكل ما يحصل في دول العالم من نزعات ضد العولمة والانفتاح". وتابع "في هذا الاطار، علينا مضاعفة التنسيق عبر الجامعة العربية ولبنان وفلسطين. ولبنانيا لنا دور مهم جدا وقلق حول ما يرسم لسوريا فاذا تم تقسيم سوريا، لا سمح الله، او ما يحكى عن فيديرالية طوائف. فهذا امر خطير ويصبح لبنان بين دولة يهودية عدوة ودولة صديقة ولكن ذات لون طائفي واحد، عندئذ تعدل تركيبة لبنان وكذلك تركيبة فلسطين وتشجع القيادة الاسرائيلية على رفض الحلول". وختم: "جددنا الاتصال بالرئيس الفلسطيني، علما انه لم ينقطع وكنت سعيدا جدا عندما اعترف الفاتيكان بدولة فلسطين. والمهم ان يستمر النهج الذي سار به حول الفلسطينيين في لبنان في عدم جعلهم مصدر اضطراب او قلق للبنان، وعلى لبنان ان يحل خلافاته الداخلية من اجل مواجهة الامور التي تؤذينا وتؤذي فلسطين. التصريحات والنيات ليست سليمة بالرغم من بعض التطمينات ولكنها ليست سليمة وهناك تخوف كبير".
ارسلان أضاف: "كل ما نشهده من إرهاب تكفيري وما نشهده على أرض سوريا وعلى مستوى الأمة مما يسمى "الربيع العربي" وغيره، كل ذلك مرتبط إرتباطا مباشرا بتضييع بوصلة العرب الحقيقية في موضوع الحق الفلسطيني السيد، الحر، المستقل في هذه الأمة، وبالتالي الإرهاب التكفيري". ورأى أن "إسرائيل وكل من يتآمر تحت شعار الإرهاب التكفيري هو عملة واحدة لوجهين: إسرائيلي وتكفيري، وبالتالي المؤامرة الآن في وضع المنطقة أننا نكاد نصدق، ونحن بالطبع لن نصدق، ما يروجه الإعلام و"البروباغندا" أن عدوة العرب هي إيران وليست إسرائيل، فإلى أين أوصلتنا السذاجة في وضعنا العربي الإسلامي؟ وأنا أرى أنه لن يكون هنالك إستقرار في المنطقة بشكل أساسي ووطيد ومستقبلي من دون الحل الذي يبدأ بالقضية الفلسطينية التي تجسد القضية الأم". وختم: "فلنتذكر منذ العام 1948 حتى هذا اليوم الذي نستقبل فيه فخامة الرئيس في لبنان لم نر استقرارا في المنطقة وكل الشوائب التي وقعت منذ ذلك التاريخ والمؤامرات حتى اليوم منطلقة من أجل أن تنسينا القضية - الأم. فإن لم نصب جهودنا جميعا على هذا الموضوع نضيع فعلا مستقبل أجيالنا في فلسطين، لبنان، سوريا، وفي كل مكان من المنطقة العربية. أما في ما خص العلاقة الخاصة بين لبنان وفلسطين فهي علاقة مميزة وطيدة متطورة، والهم الفلسطيني هو هم لبناني والهم اللبناني هو هم فلسطيني، وبالتالي نحن شركاء في السراء والضراء في مواجهة الأزمات التي تهددنا كوجود وانتماء".
شاتيلا وأضاف: "إننا ندعو القمة العربية الى سحب سفاراتها من الولايات المتحدة وغيرها من الدول في حال قررت نقل سفارتها الى القدس، لان ذلك يشجع على الاستيطان. وندعو الى اعادة احياء مكتب مقاطعة اسرائيل التابع للجامعة العربية لوقف كل أشكال التطبيع مع العدو، مشددين على ضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية لانها السلاح الاقوى في مواجهة الاحتلال". وتابع: "اما بالنسبة الى وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان، فإننا نحيي الاخوة في حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية الذين يعملون على ضبط احوال المخيمات في مواجهة البؤر الارهابية والتطرف بالتعاون مع الجيش، وندعو الى اعطاء اللاجئين الفلسطينين في لبنان حقوقهم المدنية في ظل المآسي التي نراها في المخيمات والتي لا يمكن ان نتقبلها لأن ذلك يؤدي اى التهجير. فحكومات 8 و14 آذار لم تعمل على رفع المظالم عن الفلسطينيين بمنحهم حقوقهم المدنية. فالفلسطينيون اخوة لنا واقل واجب تجاههم هو دعم صمودهم وتوفير مستلزمات هذا الصمود".
لقاءات المصدر :جنوبيات |