لا اتذكر اي سنة وفي اي مناسبة تعرفت على الثلاثي الاسلامي المناضل الحاج توفيق حوري والشيخ مروان الشعار وعمر جلول رحمهم الله ولكنني منذ ان انخرطت في العمل الاسلامي وخصوصا بعد انتسابي لكلية الاعلام والتوثيق وانتصار الثورة الإسلامية في ايران وهذه الشخصيات الثلاثة اصبحت جزءا من حياتي اليومية في العمل الاسلامي والاعلامي والتوثيقي والنضال من اجل فلسطين.
فالحاج توفيق حوري كان من اركان جمعية البر والاحسان التي ساهمت في تاسيس جامعة بيروت العربية وكان له مكتب في الجامعة قرب مسجد الحوري وحول مكتبه الى مركز للدراسات والابحاث ومقرا لاطلاق العديد من المبادرات الاسلامية وهو صاحب تاريخ طويل في النضال من اجل فلسطين وكان من المجموعة اللبنانية الاولى التي عملت مع حركة فتح واطلقت مجلتها في بيروت واقام مركزا للتدريب لها في الشمال ولقد كتبت مقالا مطولا عن الحاج توفيق ودوره النضالي والاسلامي وهو موسوعة متحركة وله فضل كبير في اعادة التعريف باهمية الوقف في الاسلام واطلاق جامعة الامام الأوزاعي وغيرها من المؤسسات.
وكان يعاونه الشيخ مروان الشعار وكان اعلاميا يكتب مقالات يومية في جريدة اللواء الاسلامي ووواكب انتصار الثورة الإسلامية في إيران وشارك مع الحاج توفيق حوري في اطلاق التقرير الاسلامي والذي كان ينشر دراسات مهمة عن الواقع الاسلامي وساعد في تاسيس جامعة الامام الأوزاعي واستمر في العمل فيها لحين رحيله المبكر بسبب المرض.
واما عمر جلول المساعد الثاني للحاج توفيق حوري في كل شيء ولا سيما في جمع الوثائق والدراسات واقامة اهم مركز معلومات اسلامي وكان يشرف ايضا على مكتبة تجارية في حي السبيل في الطريق الجديدة في بيروت كما كان من اركان العمل الاسلامي التوحيدي.
ولقد وفقني الله للتعرف على هذه المجموعة الاسلامية المناضلة في بيروت وكنت اشارك في صلاة الجمعة في مسجد الحوري في بيروت وكان يؤم الصلاة الشيخ سليم اللباببدي رحمه الله ولاحقا الشيخ ماهر حمود حفظه الله وكان هذا المسجد ركن من اركان العمل الاسلامي.
ولقد انتسبت الى كلية الامام الأوزاعي للدراسات الإسلامية وانهيت المواد التكميلية وكان يفترض ان انجز رسالة الماجستير حول الاعلام الاسلامي في لبنان ولكن رغم جمع عشرات النماذج من المجلات والصحف والمنشورات الاسلامية واعداد الدراسة الاولية فان الظروف منعتني من اتمام الدراسة.
لكن هذه التجربة الاسلامية والوحدوية لا تزال مستمرة الى اليوم عبر جامعة الامام الأوزاعي والتي خرجت مئات العلماء والمفكرين وضمت مكتبة عامة مهمة ومركز للتوثيق ولم يقتصر دورها على الجانب الأكاديمي بل كانت تجربة مهمة في الوعي السياسي وفي تعزيز الوحدة الإسلامية.
رحم الله هذه الثلة المناضلة ومن غادرنا من دكاترة ومناضلين مروا على جامعة الإمام الاوزاعي او مسجد الحوري في جامعة بيروت العربية والقائمة تطول كثيرا ولا يمكن الاشارة اليهم في هذا النص كي لا تطول اللائحة او ننسى بعضهم.