الخميس 22 آب 2024 19:57 م |
كفركلا تدفع فاتورة الحدود منذ 1948 |
* جنوبيات منذ بدء عملية الإسناد في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وبلدة كفركلا في قضاء مرجعيون تتعرّض لشتى أنواع القصف والتدمير من البرّ والجوّ، حيث يستخدم العدو الإسرائيلي في ذلك أعتى قنابله التدميريّة وصواريخه الزلزاليّة التي دكّت أكثر من 400 وحدة سكنيّة ومؤسّسة تجاريّة واقتصاديّة ومبان إداريّة، منها مبنى البلديّة، وفتكت بالبنى التحتيّة من شبكات المياه والكهرباء والهاتف والصرف الصحّيّ، إلى الحقول الزراعيّة وبساتين الزيتون. منذ العام 1948، دفعت كفركلا الفاتورة الأكبر من بين القرى والبلدات الحدودية، بسبب الحروب التي شنّها العدو الإسرائيلي على لبنان خصوصًا بين الستينيّات والسبعينيّات، وهي الجارة الأكثر ملامسة للحدود من دون أدنى تضاريس معوّقة.
تاريخ من الاحتلال مع حلول نيسان سنة 1977 كانت القوّات المتعاملة مع إسرائيل تسيطر على أكثر من ثلاثين قرية من قرى الجنوب على طول الحدود اللبنانيّة من الناقورة إلى مرجعيون، ومنها كفركلا، وأنشأت إسرائيل بوابة عبور ضخمة بين لبنان وفلسطين المحتلّة في كفركلا تحت تسمية “بوّابة فاطمة”، التي انسحب منها الإسرائيليّون والعناصر التابعة لهم في أيار سنة 2000 وأُغلقت إلى غير رجعة، لكنّ الحرب لم تترك كفركلا فعادت إليها لا سيّما في حرب تمّوز 2006 ثمّ الحرب الأخيرة.
منذ العام 1948، دفعت كفركلا الفاتورة الأكبر من بين القرى والبلدات الحدودية، بسبب الحروب التي شنّها العدو الإسرائيلي على لبنان خصوصًا بين الستينيّات والسبعينيّات، وهي الجارة الأكثر ملامسة للحدود من دون أدنى تضاريس معوّقة.
النزوح الكلّيّ ويؤكّد شيت أنّ كفركلا لم تشهد في تاريخها مثل هذا النزوح الكلّيّ والجماعيّ، إذ إنّ 7 آلاف مواطن اضطرّوا إلى إخلاء بيوتهم والانتشار في مختلف بلدات وأقضية محافظتيّ النبطية والجنوب، إلى جزء في محافظة جبل لبنان والعاصمة بيروت، وكانوا جميعهم يعيشون من المهن الحرّة والزراعة والمقاولات في ورش البناء، إضافة إلى جزء أساس من الجامعيّين والمحامين والمهندسين والأطبّاء، ومعلوم أنّ أكثر قاطني البلدة من أبنائها هم من العمّال والطاقات المهنيّة، هؤلاء تهجّروا وباتوا بلا أعمال ومصالح، فضلًا عن تضرّر مصالحهم التي بنوها أو دمارها.
لم تسلم زاوية من كفركلا
الشهيدة لائقة سرحان ويقول شيت: كلّ حيّ من أحياء كفركلا، من دون استثناء، ناله النصيب الكبير من العدوان والتدمير، هنا 10 منازل، وهناك 15 منزلّا، وهنالك 20 منزلًا، لم تسلم زاوية من البلدة، وما لم يُدمّر بالكامل أصيب بأضرار كبيرة أو متوسّطة، لقد نفّذ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ أكثر من 211 غارة على كفركلا منذ بدء العدوان والمعارك، وهذه الغارات توزّعت على أنحاء البلدة وتلالها وبساتينها وحقولها، هذا عدا عن القصف المدفعيّ المستمرّ والرمايات الرشّاشة الثقيلة.
كفركلا.. 19 شهيدًا ويعدّد شيت الأضرار الجسيمة التي طاولت مختلف شؤون الحياة والبنى التحتيّة من شبكات كهرباء وماء وهاتف ومجارٍ صحّيّة. إنّ التدمير لحق بنحو 400 وحدة سكنيّة، أيّ ما يعادل نسبة 35 بالمئة من أبنيتها. إنّ ما دمّره العدوّ يحتاج إلى وقت كبير كي نعيد إعماره، قد لا تكفيه أربع أو خمس سنوات، لكنّنا مصمّمون على العودة والبناء ولو احتاج الأمر إلى 10 سنوات.
فرق الدفاع المدني تحاول إخماد حريق في مبنى دمره القصف الإسرائيلي
لا مزروعات ولا مصادر أخرى لذلك، وبرأي المزارع شيت لا مجال لقطاف أيّ من ثمار المواسم، وأشجارنا بدأت باليباس، إذ إنّنا لسنا في مرمى المدفعيّة فحسب، بل في مرمى المدافع الرشّاشة الثقيلة المستمرّة التي تتقصّد المزارعين كلّما توجّهوا نحو البساتين لريّها أو الاهتمام بها، لذلك فإنّ الوضع صعب جدًّا جدًّا، وفي النهاية لن نضحّي بأنفسنا من أجل الرزق مع أنّه عزيز وغالٍ، لكنّه ليس أهمّ من أرواح الشهداء الذين يسقطون يوميًّا على أرض الجنوب، وعندما يراق الدم ينعدم السؤال عن الأرزاق والبيوت.
ما يشبه الزلزال
محمد شيت: لا مجال لقطاف أيّ من ثمار المواسم، وأشجارنا بدأت باليباس، إذ إنّنا لسنا في مرمى المدفعيّة فحسب، بل في مرمى المدافع الرشّاشة الثقيلة المستمرّة التي تتقصّد المزارعين كلّما توجّهوا نحو البساتين ويختم المزارع شيت: نحن أبناء هذه المنطقة نعاني من القصف والعدوان والتدمير منذ العام 1948، منذ احتلال فلسطين، وكفركلا يشهد لها بمقاومتها وتصدّيها للاحتلال في مختلف مراحله، وكنّا نتركها تحت وطأة العدوان وسرعان ما نعود إليها لكي نبنيها، وفي العدوان الأخير حاول كثر من أبناء كفركلا أن يصمدوا فيها، لكنّ واقع الحرب لا يرحم، خصوصًا في ظلّ استخدام العدوّ قنابل تدميريّة ضخمة، التي أصابت بلدتنا بما يشبه الزلزال.
يوميّات العدوان على كفركلا وبتاريخ 18/04/2024 استهدف الجيش الاسرائيليّ ساحة بلدة كفركلا بصاروخين من الطيران المسيّر، وقذائف مدفعيّة وفوسفوريّة، وتمشيط كثيف بالأسلحة الرشّاشة الثقيلة باتّجاه البلدة من مستعمرة المطلّة. وطالت القذائف المدفعيّة أيضًا خراج دير ميماس (منطقة هورا)، ومجرى نهر الليطانيّ، وطريق كفركلا ودير ميماس، وتلّة العزّيّة، وتلةّ العويضة بين كفركلا والعديسة وسهل مرجعيون، ويعتبر هذا اليوم من القصف المتنوّع مشابهًا لمختلف يوميّات كفركلا مع القصف والاستهداف والعدوان، لا سيّما في الشهرين الأخيرين.
وتكاد بلدة كفركلا تتصدّر الأخبار اليوميّة للمحطّات التلفزيونيّة والإذاعيّة والصحف ومواقع التواصل الاجتماعيّ، إذ إنّ العدوان عليها لا ينقطع ليل نهار، من البرّ والجوّ، وبالقذائف المختلفة، وكأنّ العدو يحوّل كفركلا إلى حقل تجارب لمختلف أنواع القذائف والصواريخ المدمّرة.
أقوى هجوم على كفركلا ونقلت وسائل إعلام إسرائيليّة نقلًا عن مصادر في الجيش الإسرائيليّ أنّ الجيش الإسرائيليّ نفّذ أقوى هجوم في كفركلا منذ بداية الحرب، وهو كناية عن هجوم على أهداف تحت الأرض”. وذكرت وسائل الإعلام عن غارة كفركلا، أنّ “سلاح الجوّ استخدم قنابل خارقة للتحصينات لأوّل مرّة منذ بداية الحرب، وهي قنابل MK-84 مزوّدة بمجموعة GBU-31 JDAM تمّ إسقاطها من طائرة F-35. وذكرت مصادر عسكريّة وأمنيّة أنّ هذه الصواريخ تستخدم بشكل رئيس في العمليّات العسكريّة ضدّ أهداف محصّنة أو في بيئات حضريّة، حيث يمكنها اختراق التحصينات وإلحاق أضرار كبيرة حتّى لو كانت الأهداف مدفونة تحت الأرض أو محصّنة جيّدًا.
جانب من الدمار في كفركلا في هذا السياق يؤكّد رئيس بلدية كفركلا حسن شيت أنّ الغارة بالصواريخ الثقيلة أحدثت دمارًا كبيرًا في منازل البلدة، وسبق هذه الغارة في السادس من آب الجاري غارة كبيرة نفّذتها الطائرات الإسرائيليّة المعادية على مبنى بلدية كفركلا، ومن المعروف أنّه مبنى رسميّ يتبع إلى وزارة الداخليّة والبلديّات ممّا أدى إلى تدميره بالكامل.
أعداد الشهداء محمّد نجيب حلاوي (29/10/2023)، الحاجة لائقة سرحان (21/11/2023)، محمّد علي بسّام شيت (13/12/2023)، حسين أحمد يحيى وجهاد موسى شيت وموسى حسن شيت (01/01/2024)، خضر علي مهنا(06/01)، سامح أسعد أسعد (22/01)، حسين حسن حلاوي (28/01)، علي عبد الرحمن جمعة (29/02)، محمّد داوود شيت (08/04)، عبد الأمير حسن حلاوي (09/04)، محمّد جميل الشامي (18/04)، وسيم موسى موسى (23/04)، فرج الله علي حمّود (27/04) وهبي محمد إبراهيم (19/06)، موسى محمد سليمان ونجيب حلاوي (13/07/2024) وقد سقطا على طريق الخردلي دير ميماس، إذ استهدفتهما طائرة مسيّرة إسرائيليّة بغارة ممّا أدّى إلى استشهادهما على الفور. وسقط أربعة شهداء في غارتين على بلدة كفركلا هم: حسن هلال السعيدي (من برجا وسكّان تول- النبطية)، نعيم علي فرحات (من بيت شاما وسكّان أبلح)، أحمد حكمت موسى (من طرابلس وسكّان علي النهريّ) ومحمد علي مصطفى مريش (من الباشورة وسكّان كفرصير- النبطية). وبتاريخ الـ28 من تمّوز (يوليو) الماضي سقط ثلاثة شهداء، بينهم فلسطينيّان، إثر غارة نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي على مبنى من ثلاث طبقات وفي أسفله ثمانية محلات في كفركلا، فدمّره بشكل كلّيّ وتضررت مبان في جواره، منها مركز تجاريّ ومطعم. المصدر :مناطق نت |