الخميس 29 آب 2024 10:30 ص

شاطئ صور... ملاذ النازحين


* جنوبيات

مشهد عجقة الوافدين إلى شاطئ صور لم يتغير خلال الحرب، رغم مشاهد الغارات القريبة وأصواتها، وأخبار القتال على الحدود المجاورة، لكن المتغيّر حال رواده، وأماكن ارتيادهم. وإذ لم يرتفع عدد روّاد الخيم المستأجرة، التي باتت لميسوري الحال الذين يدفعون أجرة استخدامها إضافة إلى ثمن ما يطلبونه من طعام وشراب، فإن روّاد أماكن الشاطئ العامة الخالية من الخيم والمنتزهات ازداد عددهم بشكل لافت بسبب الحرب. فهم بمعظمهم من النازحين الذين يقصدون الشاطئ بشكل يومي، "ليس للاستجمام فقط، بل لتخفيف العجقة عن المنازل التي تؤوينا وإبعاد الأولاد عن أخبار الحرب والقصف التي نتداولها يومياً داخل المنزل، وتأمين الراحة لهم من دون أي بدل مالي لا نقدر عليه بسبب توقفنا عن العمل" وفقاً يقوله لنا حسن حيدر، ابن بلدة عيترون، الذي نزح مع عائلته وأقربائه ليقيم في إحدى الشقق السكنية في منطقة العباسية قرب صور. ويلفت إلى أنّ "معظم النازحين في هذه المنطقة يقصدون البحر، هرباً من الحرّ، ويتركون هواتفهم جانباً ولا يأبهون لأصوات الغارات وجدار الصوت، وقد يبقون إلى حين حلول الظلام شرط إحضار ما تيسّر من طعام معدّ في المنزل". كل يوم ومنذ ساعات الصباح الأولى، يذهب أحمد سرور (عيتا الشعب) بأولاده الثلاثة إلى الشاطئ الشعبي القريب من "جادة نبيه بري". يأخذ معه بعض الخبز والطعام المنزلي، ويبدأ نشاطه في السباحة واللعب مع أطفاله، بعيداً من المنزل الذي نزح إليه في منطقة برج الشمالي القريبة من صور، والذي يسكنه 11 فرداً من أسرته. ويؤكد أن الهدف من قصد الشاطئ هو "التخفيف من عجقة المنزل، وإلهاء الأطفال بالسباحة للتخفيف من ألم فراق الضيعة وما يسمعونه عن تهدّم المنازل ووداع الشهداء، إضافة إلى لقاء عدد من المعارف من أبناء القرى النازحة الذين يقصدون الشاطئ أيضاً، وهناك يمكن أن نتشارك همومنا ونواسي بعضنا بعضاً". ويلفت إلى أنّ "النزوح إلى الأماكن القريبة من مدينة صور، سهّل علينا تنظيم أوقات الفراغ الكثيرة القاتلة، بسبب التوقف عن العمل وتشتّت الأقارب والأصدقاء، فعند الخروج من الشاطئ، نذهب إلى الكورنيش البحري أو حديقة صور العامة التي تؤمن بعض وسائل الترفيه للأطفال، فكل همنا الابتعاد عن المنزل أكبر وقت ممكن، للتخفيف من معاناة النسوة، كما التخفيف من استخدام المكيفات والكهرباء، فنحن لا نقوى على دفع فواتير إضافية، وكل همنا كفاية ما نحصل عليه من مساعدات إلى حين انتهاء الحرب، لتعود الحياة إلينا حيث منازلنا هي الأماكن الأكثر راحة، ولا سيما في حدائقها التي تتسع لاستقبال العشرات من أصدقائنا".

المصدر :داني الأمين - الأخبار