جدّد مجلس الأمن أمس مهمة قوات "اليونيفل" المعزّزة في جنوب لبنان للمرة السابعة عشرة بقرار حمل الرقم 2749، حيث أقرّ مشروع التجديد لمدة سنة إضافية بإجماع كل الأعضاء.
بعد مفاوضات استمرت لأسبوعين، تقرر الإبقاء على النص كما كان في العام الماضي، وفشلت محاولات الولايات المتحدة لإدخال تعديلات على مهمة القوات الدولية.
وتبيّن أن "واشنطن التزمت بالسير بالمقترح كما هو، مع إجراء تحايل طفيف على بعض المصطلحات في الصياغة النهائية".
بدأت الاتصالات منذ إحالة المشروع إلى المجلس في 24 تموز/يوليو الماضي، حيث حمل الموفد الرئاسي الأميركي، عاموس هوكشتين، الملف خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، باحثاً عن أفكار لربط التمديد بإيجاد صيغة لوقف الحرب على جبهة لبنان.
في النسخة الأولى من الاقتراح، طلبت الولايات المتحدة التمديد لمدة ثلاثة أشهر فقط، وليس سنة كاملة، مستوحية الاقتراح من عُرف "التجديد التقني" (Technical rollover) الدبلوماسي الذي يسمح بتمرير مشروع في حالة الأزمات لفترة وجيزة.
تحفظات أميركية على النصوص والتعديلات المقترحة
ووفقاً لمصادر متابعة، "فقد كان هناك اقتراح أميركي بتمديد المهمة لفترات قصيرة، وهو ما كاد يعطّل المشروع.
كما اعترضت واشنطن على ذكر "حدود الهدنة" وفق اتفاقية 1949، التي يعتمدها القرار 1701 والقرارات الدولية المتعلقة بالجنوب، بحجة الترويج لنسخة هوكشتين حول الترسيم البري ومبادلة الأراضي".
أدخلت الولايات المتحدة تعديلاً خطيراً على القرار، من خلال الانتقال من عبارة "وقف الأعمال العدائية" إلى "دعم وقف الأعمال العدائية"، بحيث يعبّر مجلس الأمن عن دعمه بدلاً من اتخاذ قرار مباشر.
كما اعترضت واشنطن على صيغة "استعادة الهدوء" التي اقترحتها فرنسا، معتبرة أن ذلك سيقيّد حرية الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة "حزب الله".
الموقف الفرنسي والدعوة لوقف إطلاق النار
أشارت مندوبة فرنسا إلى أن بلادها "تعمل من أجل تجنّب اندلاع الحرب وطلبت وقف إطلاق النار الكامل، كما شددت على أن بلادها تعمل على العودة إلى وقف الأعمال العدائية تماشياً مع القرار 1701".
من جهته، اعتبر المندوب الأميركي أن "من الخطأ أن مجلس الأمن لم يدن "حزب الله" حتى الآن بسبب هجومه على شمال إسرائيل"، معتبراً أن لـ"إسرائيل" حق الدفاع عن نفسها ضد "حزب الله".
هل تخدم رادارات "اليونيفل" الاحتلال؟
وفي سياق الحرب الجارية على الجبهة الجنوبية، ظهرت أهمية العامل التقني في المعارك بين المقاومة وقوات الاحتلال.
وبرزت حملة المقاومة ضد الأجهزة التقنية التابعة لقوات الاحتلال المزروعة في المواقع الحدودية، نظراً لدورها التجسسي الكبير.
ومع تزايد تعثّر بعض العمليات الإسرائيلية وفشلها في منع عمليات المقاومة، كان واضحاً أن التكنولوجيا التجسسية للاحتلال وحلفائه من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى تلعب دوراً في ذلك.
وبحسب المصادر المعنية، هناك ثلاثة رادارات عاملة الآن تابعة لـ"اليونيفل": واحد في نطاق عمل الكتيبة الفرنسية، والثاني للوحدة الإسبانية، والثالث تم وضعه في المقر الرئيسي في الناقورة.
وتقول المصادر المأذون لها في قيادة "اليونيفل": "أن هذه الرادارات لا تعمل ضد المقاومة ولا في خدمة أي من الطرفين، وهي مخصصة لرصد الأجسام الطائرة على ارتفاعات متوسطة فقط".
وأكدت المصادر أن "الرادارات تساعد القوات الدولية على مراقبة الخروقات الجوية للاحتلال، وتنبيه القوات من المقذوفات المحتملة"، مشيرة إلى أن "الإنذارات تعتمد على تحليلات الرادار دون الحصول على معلومات دقيقة عن توقيت وأماكن القصف".
لبنان يعبّر عن امتنانه لمجلس الأمن
أعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن "امتنان لبنان العميق لأعضاء مجلس الأمن على جهودهم الدؤوبة في تجديد ولاية "اليونيفل"، لاسيما فرنسا والولايات المتحدة والجزائر".