الخميس 29 آب 2024 23:27 م |
مقدمات نشرات الاخبار مساء الخميس 29-08-2024 |
* جنوبيات
الوحشية الاسرائيلية تكشر عن أنيابها في اليوم الثاني لاجتياح مناطق في الضفة الغربية. هو أعنف عدوان منذ نحو ربع قرن على الضفة التي أعاد العدو عمليا احتلال شمالها. وراء هذا العدوان أهداف خطيرة أفصح عن بعضها وزير اسرائيلي بدعوته الى إجلاء مؤقت لسكان الضفة الغربية وقوله إن علينا ان نتعامل مع التهديد على غرار التعامل مع غزة. واذا كانت قوات الاحتلال تعيث قتلا واعتقالا وتدميرا للبنية التحتية الفلسطينية في مناطق جنين وطولكرم ونابلس فإنها تصطدم بمقاومين أشداء في مواجهات أسفرت إحداها عن سقوط خمسة شهداء بينهم قائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس ابو شجاع الذي يعد واحدة من أيقونات المقاومة الفلسطينية. وبذلك يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الاجتياح الى ستة عشر. في قطاع غزة لم تكن العدوانية الاسرائيلية أقل وحشية اذ سقط نحو مئة وخمسين شهيدا وجريحا في أربع مجازر جديدة وفيما وجه المقاومون سلسلة ضربات لقوات الاحتلال الغازية داخل القطاع كانت مستوطنة كيسوفيم في الغلاف هدفا لصاروخين أطلقا منه واشار جيش الاحتلال الى مقتل خمسة عشر من جنوده خلال الشهر الحالي فقط في قطاع غزة وشمال فلسطين المحتلة. الشمال المحتل زاره خلسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ولم يعلن عن الزيارة إلا بعد انتهائها. ومن هناك قال ان ما وصفه بالهجوم الاستباقي فجر الأحد الماضي ليس نهاية المطاف وإنه سيواصل العمل لإعادة مستوطني الشمال. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان زيارة نتنياهو او اي وزير الى الشمال أصبحت تحاط بالسرية خوفا من نيران المقاومة. والمقاومة ضربت اليوم في الجولان المحتل ردا على الاعتداءات والاغتيالات الاسرائيلية في البقاع والمصنع.
في الجنوب تمديدان لا تمديد واحدا, وفي الأراضي الفلسطينية جبهتان لا جبهة واحدة. التمديد الأول في المنطقة الجنوبية، هو للقوات الدولية العاملة فيها، أما التمديد الثاني فلحرب الاستنزاف الدائرة منذ أحد عشر شهرا تقريبا. وإذا كان التمديد الأول جاء نتيجة جهود ديبلوماسية قامت بها الحكومة اللبنانية، فإن التمديد الثاني لا يد للحكومة فيه لا من قريب ولا من بعيد. فحكومة تصريف الأعمال استفادت من اسمها لتستقيل من أي دور في قرار الحرب والسلم. فكأن الحرب تدور على أرض غير لبنانية، وكأن الخسائر البشرية والمادية ليست خسائر لبنانية. وفيما الحماوة على ما هي عليه في الميدان جنوبا، فإن الحماوة بدأت تعود إلى الملف الرئاسي. وهو ما برز اليوم من خلال زيارة السفير المصري مفتي الجمهورية، وقد أكد بعدها أن الفترة المقبلة ستشهد إعادة تزخيم للملف الرئاسي، وأن أعضاء الخماسية يولون أهمية كبيرة لهذا الملف. إقليميا، الضفة الغربية تتحول شيئا فشيئا جبهة قتال ثانية. ففي شمالها ينفذ مئات الجنود الإسرائيليين عمليات اقتحام بغطاء جوي كامل، وبدعم من حرس الحدود وجهاز الأمن العام – الشاباك لكن قبل المواضيع الأمنية والسياسية، عودة إلى ملف حياتي مهم. ففضيحة ملف الكهرباء التي أثارتها الMTV ضد شركة MEP المشغلة لمعملي الزوق والجية أصبحت أمام النيابة العامة التمييزية ، والوكيل القانوني للمحطة يؤكد: الرد يكون بالمستندات، أما الشتائم ف “ما بتقدم ولا بتأخر”.
شجاع بعد شجاع، يسقي الصهاينة كأس المر والقلق، من طولكرم الى جنين وغدا قلقيليا وبعدها الكثير الكثير من ساحات الضفة المنتفضة بوجه المحتل الصهيوني .. فرق ومدرعات احالت ساحات الضفة الى ميدان حرب حقيقية، استخدم فيها المحتل صواريخ وطائرات، ومكرا وعملاء لاغتيال ابطال فلسطينيين، كقائد كتيبة نور شمس في طولكرم محمد جابر – ابو شجاع – الذي اغتاله الصهاينة مع اربعة من رفاقه المجاهدين، محتفين بانجاز على ما يدعون، متناسين ان له ابناء واخوة شجعانا، يرابطون في كل ميدان على طريق القدس حتى الوصول الى اليوم الموعود، اليوم الذي يفرح فيه المؤمنون بنصر الله.. وفيما حروب بنيامين نتنياهو المسعورة تشتعل على عدة جبهات، فان رأي الخبراء الصهاينة كان واضحا من ان حرب الضفة لن تكون تعويضا عن الضياع في غزة، وان الحل لا يكون باشعال نيران جديدة وانما بالذهاب الى اتفاق لوقف اطلاق النار واستعادة الاسرى.. والاسرى الصهاينة ليسوا فقط اولائك الذين اسرتهم المقاومة الفلسطينية في غزة، بل الذين تحتجزهم حكومتهم في مراكز الايواء برفضها الموافقة على وقف اطلاق النار، وهم يرفعون الصوت من ضيق الحال،مؤكدين انه لا يوجد مكان آمن في كيانهم من شماله الى الجنوب وحتى الوسط، وباتوا يفكرون بالهجرة للبدء بحياة اخرى اكثر امنا كما يقول مستوطنو الشمال الهاربون من مجاورة مقرات جيشهم خوفا من صواريخ ومسيرات حزب الله – كما افصحوا امام شاشات الاعلام.. وعلى تلك الشاشات يكثر الخبراء الصهاينة من الكلام الذي يعبر عن الضياع الاستراتيجي لدى قادتهم، ومكابرته الميدانية، فيجيب عضو الكنيست والباحث في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب عوفر شيلح على الجنرالات والسياسيين الذين يتحدثون عن تحقيق انجازات، فيقول: صحيح أن محور المقاومة يتكبد خسائر، لكنه يعزز موقفه إستراتيجيا. والأهم أن جنودنا يسقطون صرعى، وسكان الشمال يفقدون الأمل، وما تبقى من أسرى على قيد الحياة، يواصلون التعفن في الأسر – بحسب شيلح.
بكلام مباشر وواضح على جري العادة، وضع الرئيس العماد ميشال عون النقاط على حروف التطورات الاخيرة، اقليميا ومحليا، وصولا الى الشأن الداخلي في التيار الوطني الحر. في الشأن الخارجي، نحن فعليا اليوم نعيش نوعا من حرب عالمية ثالثة، ففي أوروبا حرب مدمرة، وفي منطقتنا النار في كل مكان. ولبنان اليوم في وسط الحرب. أما مشاركتنا فيها، أنا ضدها لأسباب عدة: فلبنان أصغر دول المنطقة، وليست بيننا وبين غزة حدود مشتركة ولا علاقات اقتصادية ولا اتفاقية دفاع مشترك، ولا الدولة اللبنانية قررت المشاركة في هذه الحرب ولا جامعة الدول العربية، قال الرئيس عون، مضيفا أن موقفه نابع من الخشية من الخسارة أمام الإسرائيليين والخوف على مستقبل لبنان، وأنا أتمنى من كل قلبي أن أكون قد أسأت التقدير، وأن تنتهي الحرب ولبنان بحدوده الحالية، لأن لدي خشية حقيقية من أن الإسرائيلي يريد أن يحتل منطقة جنوب الليطاني لإقامة منطقة عازلة. وحول العلاقة مع حزب الله، قال الرئيس عون: لدي بعض العتب على عدم دعم الحزب لي في بعض الأمور كالتدقيق المالي، لكن هذا لا علاقة له بالموقف الاستراتيجي، ومن المؤكد أنني سأفرح معهم جدا إذا انتصروا في هذه الحرب، وإذا خسروا، لا سمح الله، سأحزن معهم، فأنا لا أتنازل عن قناعاتي. في الشأن المحلي، قال الرئيس عون: الخطاب الطائفي غير مقبول. قاتل واستشهد معي جنود سنة وشيعة ومن كل المذاهب، فكيف أقول إنهم لا يشبهوننا… اما في السياسة، فأخشى أن هناك من خطط من الخارج لهذا الفراغ ولهذا الاهتراء، وتعمد ألا تكون هناك حكومة شرعية والنتيجة اليوم أنهم “حرقوا دين” الدستور، وإلا كيف يمدد لقائد الجيش وهناك عشرون ضابطا أفضل منه، وهذا أيضا تخريب للجيش… وحول محاربة الفساد، قال: لبنان الكبير أصبح عمره اليوم مئة واربع سنوات، ورغم كل الفساد المعشعش فيه، تمكنت من المس بقدس الأقداس، وفرضت التدقيق الجنائي، اما الباقي، فمعروف. وفي ملف التيار الوطني الحر، قال الرئيس عون: جبران باسيل لديه نظام يعمل على تطبيقه، وهو ليس ديكتاتورا، بل صاحب قرار، وهناك من لا يريدون ذلك، وما من قرار فصل يصدر من دون تعليل. وفي الخلاصة، التيار يصحح نفسه، وليس في هذا عيب، جزم الرئيس عون. وعن النواب الاربعة المفصولين والمستقيلين، قال: هذه المجموعة أخرجت لأنها أخطأت، والمشكلة أن الخطأ تحول إلى سلوك، فكان لا بد من وضع الأمور في نصابها، ختم الرئيس العماد ميشال عون.
يوما بعد يوم تميل المؤشرات إلى أن إسرائيل تنقل المعركة إلى الضفة الغربية، وهذا ما بدا من تطور الميدانيات، وأحدثها اليوم، حيث شهدت الضفة واحدة من أكبر الهجمات منذ أشهر، وأسفرت عن مقتل محمد جابر، أبو شجاع، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مع أحد عشر آخرين، في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. أبعد من هذه العملية، ما أعلنه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة إكس، من أن “هذه حرب بكل معنى الكلمة، ويتعين أن ننتصر فيها”. وفي غزة تطور ميداني من نوع آخر… عدد من أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، اقتحموا اليوم السياج على حدود القطاع، للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى. وقالت العائلات في منشور على منصة إكس: “اخترقت العائلات التي تعاني ألما شديدا، السياج إلى غزة وركضت نحو القطاع، وهي تصرخ من أجل الاقتراب من أحبائها قدر الإمكان”. الصورة غير زاهية، لا في الضفة ولا في القطاع… الجبهة مع لبنان أفضل حالا خصوصا بعد خطاب الأمين العام لحزب الله الأحد الفائت. لكن الصورة الداخلية قاتمة، سواء على مستوى البنى التحتية أو غيرها من الملفات: شبكات دعارة لا تكتفي بإرتكاباتها، بل تصل إلى حد ترويع المواطنين.. بنى تحتية إلى مزيد من الاهتراء والتحلل، على رغم محاولات التصليح. البداية من تطورات ملف الضفة. المصدر :وكالات |