الثلاثاء 3 أيلول 2024 07:55 ص

لبنان يشيخ باكراً.. "النّمو السكاني" يتراجع 40%!


* جنوبيات

 

أثرت الأوضاع الاقتصادية والسياسية في لبنان على شبابه، وحفزتهم على الهجرة بحثاً عن الأمان والاستقرار الأمر الذي غيّر البنية السكانية في البلد.

وبحسب الأرقام الصادرة عن المديرية العامة للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية للفترة الممتدة بين عامي 2020 إلى 2023، والتي تمت دراستها من قبل “"الدولية للمعلومات”"، تبين أن التراجع في نسبة النمو السكاني بلغت نحو 40%.

كما وكشفت الدولية للمعلومات أن الزيادة السكانية في المدن خلال العام 2023 كانت شبه معدومة، أما في المناطق الزراعية ذات الغالبية السكنية المسلمة مثل عكار وبعض مناطق الشمال، وصور ومحيطها جنوباً فقد شهدت ارتفاعا في معدلات النمو السكاني.

وكشف التقرير أيضاً عن تحول خطير أصاب بنية المجتمع اللبناني خلال السنوات الماضية بعد أن أصبح متجهاً نحو الشيخوخة، وهو ما يثير تساؤلات حول المستقبل الديموغرافي للبلاد وتأثيره على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

وخلال الأعوام 2016-2019 شهد لبنان ولادة 354,866 فرداً مقابل 100,771 حالة وفاة، ما أدى إلى زيادة سكانية قدرها 254,095 فردا، بمتوسط سنوي بلغ 63,523 فردا. إلا أن الظروف التي عصفت بلبنان والأزمة الاقتصادية التي شلته ساهمت بتدهور وضعه على جميع الأصعدة، حيث انخفض عدد الولادات خلال الأعوام 2020-2023 إلى 271,913 فردا، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 119,101 حالة. ما أسفر عن زيادة سكانية بلغت 152,812 فردا فقط، بمتوسط سنوي قدره 38,203 فردا.

بدوره قال الخبير الاقتصادي باسل الخطيب  إن لبنان شهد في السنوات الأخيرة تدفقاً كبيراً من الشباب الباحثين عن فرص جديدة خارج حدود وطنهم، حيث ترافقت هذه الهجرة مع عوامل اقتصادية متشابكة، تسببت بها الاضطرابات المالية والمصرفية التي ظهرت في نهاية 2019، والتي أدت إلى تدني مستوى المعيشة مع فقدان الليرة اللبنانية لأكثر من 90 في المئة من قيمتها وهو ما انعكس تدنياً في قيمة الأجور وفاقم مشاكل البطالة.

وإلى جانب هذه العوامل الاقتصادية، رأى الخطيب أن الأزمات السياسية المستمرة والفساد المستشري في لبنان ساهموا في تقويض الأمل في المستقبل، وتحفيز الرغبة في البحث عن حياة أفضل في الخارج خصوصا بالنسبة للشباب، إذ تظهر الأرقام خروج قرابة الـ 425 ألف شاب من لبنان بين العامين 2017 و2023، بينهم 180 ألفاً هاجروا في العام 2023.

وبحسب المحلل الاقتصادي تثير معدّلات الهجرة المرتفعة، الكثير من المخاوف الاجتماعية، حيث أن 70 في المئة من اللبنانيين المهاجرين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً، وفي حال استمر الوضع كما هو عليه فإنه وبعد 10 سنوات من الآن سيصبح أكثر من 60 في المئة من اللبنانيين المقيمين، شعباً متقدماً في العمر، في وقت تتراجع فيه معدلات الولادات في البلاد.

المصدر :الجريدة - ناديا الحلاق