قبل نحو عام، عندما كان العام الدراسي بقطاع غزة في شهره الأول، شرع الاحتلال الإسرائيلي في حرب إبادة غير مسبوقة على القطاع، بلغ عدد ضحاياها إلى يومنا هذا أكثر من 40 ألف شهيد، فيما يمارس الاحتلال إجراماً من نوعٍ آخر في حرمان الأجيال الفلسطينية من حقها في التعليم كما يمنعهم من الحياة.
لم تهدف حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى تحقيق أهدافها العسكرية التي زعمتها وروجت لها منذ بداية الحرب، بل هدفت إلى تدمير الوجود الفلسطيني كاملاً من خلال تدمير كافة مناحي الحياة في غزة بما فيها التعليم، فعمد جيش الاحتلال إلى تدمير الجامعات والمدارس هناك، فيما تحول ما بقي منها إلى مراكز لجوء للنازحين الذين دمر الاحتلال منازلهم في الحرب.
ماذا تبقى من قطاع التعليم؟
في آخر إحصائيات صادرة عن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية خلال شهر حزيران، أكدت أنّ ما لا يقلّ عن 8000 فلسطيني ممن هم في سن الدراسة استشهدوا في قطاع غزة، إضافة إلى 350 شهيدًا من المعلمين والمعلمات.
في وقتٍ سابق، حذر خبراء أمميون من وقوع "إبادة تعليمية ممنهجة في قطاع غزة"، في حين دمر جيش الاحتلال 80% من مدارس القطاع، في حين أكدت الأمم المتحدة أن المدارس التي تؤوي المدنيين النازحين قسرًا تتعرض للقصف أيضًا، بما في ذلك في المناطق التي زعم جيش الاحتلال أنها "مناطق آمنة".
وحرمت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، نحو 39 ألف طالب فلسطيني من اختبارات الثانوية العامة الماضية، فيما تحرم الآلاف من تأدية الثانوية العامة لهذا العام مع استمرار الحرب، فيما تتأخر أفواج الناشئين من الالتحاق بالمدارس التي لم تعد موجودة بالأصل.
حرمان من عام دراسي آخر
وقد دمّر العدوان الإسرائيلي أكثر من 122 مدرسة وجامعة تدميرًا كليًا، بينما تحتاج أكثر من 334 مدرسة وجامعة إلى إعادة ترميم بعد أن دمّرها الاحتلال جزئيًا بحسب إحصائيات محلية، فيما تسجل ارتفاعاً في الأرقام يوميًا بفعل الغارات الإسرائيلية المتواصلة، فقد استشهد 9 ألاف طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية، وأكثر من 500 من أعضاء هيئة التدريس، وما يزيد عن 110 من أساتذة الجامعات والباحثين والعاملين في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة.
ويواجه طلبة الجامعات ذات المعضلة التي تمنعهم من استكمال تعليمهم وتخرجهم بعد شن الاحتلال حملة تدميرية استهدفت الجامعات من خلال تدمير بعضها بشكلٍ كلي كالجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر، فيما تعرضت باقي الجامعات لأضرارٍ بالغة حيث استهدف القصف الإسرائيلي 80% من المؤسسات التعليمية، بحسب مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، فيما تم تدمير أكثر من 122 مدرسة وجامعة تدميرًا كليًا، بينما تحتاج أكثر من 334 مدرسة وجامعة إلى إعادة ترميم بعد ما لحق بها دماراً جزئيًا بحسب إحصائيات محلية.
كما هدم الاحتلال مربعات سكنية فوق رؤوس الطلاب والمدرسين، وقتلهم بشكلٍ مباشر في إطار حرب الإبادة، وقال مفوض الأونروا فيليب لازاريني في منشور على منصة إكس قبل أيام "يعود الأولاد والبنات في جميع أنحاء المنطقة إلى مدارس الأونروا، باستثناء غزة، مشيراً إلى أن أكثر من 600 ألف طفل يعانون صدمة شديدة ويعيشون تحت الأنقاض، وما زالوا محرومين من التعليم، ونصفهم كان في مدارس الأونروا"، وقال: أكثر من 70% من مدارسنا في غزة دمرت أو تضررت، والغالبية منها أصبحت ملاجئ مكتظة بمئات آلاف الأسر النازحة ولا يُمكن استخدامها للتعليم".