الثلاثاء 17 أيلول 2024 08:46 ص

نتنياهو لهوكشتيان: مع الاحترام.. نفعل ما نراه مصلحتنا!


* جنوبيات

نقدّر الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة، لكننا سنقوم بكل ما هو ضروري لإعادة مواطنينا إلى بيوتهم بأمان في شمال إسرائيل. بهذه الكلمات استقبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الموفد الرئاسي الأميركي، عاموس هوكشتيان، الذي حمل رسالة من البيت الأبيض تدعو إسرائيل إلى عدم شن حرب على لبنان. وصل هوكشتيان إلى تل أبيب أمس في زيارة تهدف إلى خفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وتجنب حرب قد تنزلق إلى صراع إقليمي واسع وطويل الأمد. وقد عقد الموفد الأميركي سلسلة لقاءات شملت نتنياهو، الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ووزير الدفاع يؤاف غالانت، وزعيم المعارضة يائير لابيد.

الزيارة جاءت عقب تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة على الحدود الشمالية مع لبنان، وهي التهديدات التي استمرت بعد وصول هوكشتيان واجتماعه مع نتنياهو، الذي اعتبر أن عودة سكان الشمال مرهونة بتغيير جذري في الوضع الأمني. من جانبه، أبلغ غالانت الموفد الأميركي أن فرص التوصل إلى اتفاق دبلوماسي تتضاءل، وأن الحل العسكري هو السبيل لإعادة سكان الشمال. في المقابل، اعتبر هوكشتيان أن المعركة الواسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى بل ستعرّض إسرائيل للخطر، محذراً من أن صراعاً أوسع مع لبنان قد يتطور إلى صراع إقليمي طويل الأمد، وأن العملية العسكرية وحدها لن تضمن عودة سكان الشمال إلى منازلهم.

فيما لم يُعرف بعد إذا كان هوكشتيان سيزور بيروت لنقل الرسالة ذاتها حول ضرورة لجم التصعيد، سرّبت "هيئة البث الإسرائيلية" أنه سيقدم مقترحاً لإعادة ترسيم الحدود مع لبنان، والذي ترفضه إسرائيل وتعتبره استفزازاً في هذه المرحلة، خاصة أنه يتضمن تعديل الحدود عند موقع خيمة وضعها حزب الله في مناطق تعتبرها إسرائيل تحت سيطرتها.

في بيروت، أشارت مصادر مطّلعة إلى أن الأفكار التي طرحها هوكشتيان في زيارات سابقة كانت تستند إلى تقديرات أميركية خاطئة بقرب التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما لم يتحقق. كما استغربت المصادر وصف الزيارة بأنها الفرصة الأخيرة قبل التصعيد، معتبرة أن الإسرائيليين والإدارة الأميركية يدركون مخاطر هذا الخيار، وأنه من غير المرجح السماح بحدوثه رغم أن كل الخيارات مطروحة في ظل قيادة "المجانين" في الكيان الإسرائيلي.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن السفير الأميركي لدى إسرائيل، جاك ليو، قوله إن بلاده تسعى للتوصل إلى اتفاقات تحول دون مواجهة لا ترغب بها إسرائيل ولا حزب الله، معتبراً أن التوصل إلى هدوء في غزة قد يمنع اندلاع حرب واسعة على الجبهة الشمالية. أما السفير الفرنسي لدى إسرائيل، فريدريك جورنيس، فقد أشار إلى أن الحرب مع لبنان ستكون مدمرة للمنطقة ولا يمكن تحمل تكاليفها، مؤكداً أن الجميع يعلم أن العودة إلى خطوط القرار 1701 لن تتحقق إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة.

المصدر : جنوبيات