اذا كان الرد العسكري على الهجوم الإسرائيلي (السيبراني او الالكتروني؟) هو مهمة المقاومة في لبنان وشركائها في محور المقاومة فان الرد السياسي والشعبي في لبنان والامة هو مهمة القوى السياسية والمكونات الاجتماعية والمرجعيات على اختلافها عبر الدعوة والعمل على بناء التضامن الوطني داخل لبنان والتلاقي العربي والاسلامي على مستوى الاقليم باسره .
ومبرر الدعوة لهذا التضامن اللبناني والتلاقي العربي اللذين يضعا المصلحة الوطنية والقومية العليا فوق كل اغتبار ليس مرده خطورة هذا العدوان من انتهاك للسيادة الوطنية للبنان وما ادى اليه من شهداء وجرحى لبنانيين بالالاف،ناهيك عن من يرتقي من الشهداء ويسقط من الجرحى في غزة وفلسطين فحسب..بل. لان هذا العدوان يؤكد ان العدو يطمح الى السيطرة على لبنان ودول المنطقة باسرها كما صرح بذلك علانية اكثر من مرة عبر لكثر من مسؤول صهيوني...
ورغم اعتقادي ان هذا العدوان ليس تعبيرا عن قوة العدو وتفوقه كما يريد العدو ان يقول،بقدر ما هو تعبير عن عجز يحاول تغطية نفسه بالهروب الى امام..
من هنا جاءت الهبة اللبنانية الرسمية والشعبية العابرة للمناطق والمتضامنة مع ضحايا العدوان والتي يمكن ان تؤسس لعلاقات جديدة بين مكونات الحياة السياسية اللبنانية..كما ان ما صدر من مواقف رسمية عربية واسلامية متضامنة مع لبنان يمكن ان يؤسس لعلاقات صحية يين دول الاقليم والتي تستطيع ان تكون اكثر قدرة على التحرر من الاملاءات الاميركية والضغوط الصهيونية التي تقع في راس اولويتها الايقاع بين مكونات الاقطار والامة...
ان قمة عربية واسلامية قادرة عبى اتخاذ قرارات بقطع اي علاقة بهذا الكيان العدواني..وتضع خطة مع الدول الصديقة لعزل هذا الكيان وطرده من المنظمات الدولية... تجبر الصهاينة على وقف العدوان وانهاء الاحتلال وقد باتت القرارات الدولية لتحقيق ذلك موجودة.. ناهيك عن مد يد العون للبنان في الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها.
اما في لبنان ما الذي يمنع ان يبادر الرئيس بري الى عقد جلسة خاصة لمجلس النواب يلقي فيها ممثلو الكتل النيابية كافة كلمات منددة بالعدوان ومؤكدة على وحدة لبنان بوجهه وعلى نحو يفتح الافاق لحل كافة المشكلات الحالية العالقة وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية .
طبعا ساجد من يتهم هذه الافكار بأنها افكار طوباوية وأن "البعض" ستحول ارتباطاته دون قبوله بهذه الافكار..ولكن هذا "البعض" لا يدرك ان ما من امر يحول دون ارادة الشعوب من جهة.كما أن هذا "البعض" عليه ان يدرك ان موازين القوى المحلية والاقليمية والدولية تتحرك باتجاه معاكس لارادة القوى المعادية للبنان.
ثم من كان يصدق ان لبنان وخلال اقل من سنة وعدة اشهر يستطيع ان يسقط أتفاق 17ايار ألذي اسميناه انذاك ب"اتفاق شولتز" وزير الخارجية الأميركية يومها والذي اراد لذلك الاتفاق ان يكون ثمرة الغزو الصهيوني للبنان عام 1982..ومن كان يصدق ان ينطلق صاروخ فرط صوتي يمني من 2040 كلم ليصل الى عمق الكيان دون ان ترصده كل منظومات الترصد الاسرائيلية والاميركية والحليفة...ناهيك عن الصمود الاسطوري لاهلنا ومقاومتهم في غزة والضفة والقدس