السبت 21 أيلول 2024 23:16 م |
مقدمات نشرات الأخبار مساء السبت 21-09-2024 |
* جنوبيات
قدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 21 أيلول 2024
التصعيد العسكري الاسرائيلي مستمر. فبعد عمليات البايجر والتوكي ووكي والضاحية الجنوبية التي استهدفت قيادة الرضوان، جاء اليوم دور الغارات على الجنوب والبقاع. فاسرائيل شنت حوالى مئة غارة، فيما عمليات الانقاذ ورفع الانقاض تواصلت في الضاحية الجنوبية. محصلة الايام الخمسة المجنونة في الحرب بين اسرائيل وحزب الله لم تأت بتاتا لمصلحة الحزب. اذ ان عدد الشهداء والجرحى تجاوز الاربعة الاف، وهيبة الحزب ضربت في الصميم، وصورته اهتزت لدى الرأي العام اللبناني ولدى بيئته على حد سواء. والاقسى ان الحزب لا يبدو قادرا على الرد. فالتفوق التكنولوجي الاسرائيلي واضح. والطيران الحربي الاسرائيلي يعربد في الفضاء اللبناني بلا حسيب ولا رقيب، فيما الاعمال الاستخباراتية الاسرائيلية تكاد تلامس حد الخيال العلمي. كل هذه العوامل، وسواها طبعا، تجعل قوات الحزب مكشوفة بشكل شبه كلي امام آلة الحرب الاسرائيلية. فانطلاقا من الواقع المذكور: ماذا بعد؟ اي ماذا سيفعل الحزب في حرب اعلنها تحت عنوان اسناد غزة، ويثبت يوما بعد يوم انها غير متكافئة؟ هل يتراجع وينكفىء للحفاظ على ما تبقى من عناصر قوته ومن مناعة لبنان، ام يواصل سياسة المكابرة والعناد ليهدم ما تبقى على رأسه وعلى رؤوس الجميع ؟ انه سؤال مشروع الا اذا كان الحزب لا يزال يملك ورقة مستورة لم يضعها على الطاولة حتى الان. وهو امر مشكوك فيه كثيرا، خصوصا ان ايران الداعم الرئيسي للحزب، تعيش في أجواء أخرى. فهي اما مهتمة بمفاوضاتها مع الولايات المتحدة الاميركية، واما تعيش حالة انكار مقصودة عبّر عنها الرئيس الايراني بقوله إن القوة الدفاعية وصلت الى مرحلة من القوة بحيث لا تفكر اي جهة بالاعتداء على الاراضي الايرانية . الا تؤكد المقولة المذكورة ان ايران تحارب بسواها من الدول والشعوب، وانه لا يهمها عند ساعة الحقيقة الا نفسَها وسلامةَ اراضيها وامنَ مواطنيها؟
فصول المسلسل العدواني على لبنان تتوالى من دون الإكتراث لأي كوابح دولية هي في الأصل خجولة إن لم تكن غائبة. على أي حال تواصلت اليوم عمليات البحث ورفع الأنقاض في مسرح الجريمة حيث أفادت آخر حصيلة للضحايا عن سقوط سبعة وثلاثين شهيداً مدنياً ومقاوماً وجرح ثمانية وستين فيما ما يزال ستة عشر في عداد المفقودين. ومن بين الشهداء ستة عشر نعتهم المقاومة هم قائد الرضوان إبراهيم عقيل ومجموعة من رفاقه. العدوان الإسرائيلي ولا سيما استهداف أجهزة البيجرز والأجهزة اللاسلكية حضر في جلسة طارئة لمجلس الأمن. في الجلسة رفع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب صورة إصابةٍ نتيجة هذا الإستهداف لعلها تُحرك وجدان الحاضرين وخاطبهم إما أن يَفرض مجلسكم على إسرائيل وقف عدوانها أو نكون شهود زور على الإنفجار الكبير. خارج جلسة مجلس الأمن كانت المواقف تتوالى فالأميركي كرر دعوته الملتبسة إلى حل دبلوماسي والفرنسي اتهم إسرائيل بدفع المنطقة نحو الحرب فردت عليه بالضغط على المقاومة وليس على تل أبيب أما الروسي فكان يشير إلى أن إسرائيل تريد استفزاز المقاومة من أجل دفع الولايات المتحدة إلى دخول حرب.
هنا الضاحية.. التمت على جرحها، لملمت أشلاء أبنائها، وتركت قلبها تحت الأنقاض بحثا عن ضحكة الطفلة “نايا” وعن مفقودين. وعلى دفعات شيعت شهداءها إلى المثوى الاخير في كل جهات الوطن، ورفعت صلواتها على كفين لشفاء الجرحى، ومع أولى خيوط الفجر نفضت الغبار عن جسدها وقامت من “بين الأموات” مرة أخرى في ضربة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. وبعد كل محاولة قتل عن سابق عدوان، كانت تعود الأحلى بمن فيها وما عليها. دفعت الضاحية ومعها بيئة المقاومة مهر الوفاء غاليا ولم تبخل حتى بالروح وعن قناعة مستمدة من عقيدة الشهادة أعلى المقامات، سلمت أمرها وما استسلمت. الضاحية توأم المقاومة وخزان شبابها وبيئتها الحاضرة والحاضنة، وهي بمثابة الروح للجسم المقاوم. ومن هنا فالتكليف الشرعي لحمايتها من نفسها أكثر من واجب. بعد ليلة القادة في الرضوان، ثبت بالوجه غير الشرعي للعدوان الإسرائيلي أن الضربة لم تقصم ظهر قيادة الصف الأول وحسب، بل أصابت شظاياها كل لبنان في حرب إسرائيلية فتحت ثغرة كبيرة في قلوب كثيرة نزفت غضبا وقهرا على ما جرى، وهذا النزيف رسم علامات استفهام كثيرة. كيف لهذا الجسم المتماسك منذ طلقته الأولى، أن يفتح بيت النار في عقر داره؟ هو الحزب الصارم في هيكليته من أعلى الرأس إلى الأخمص القابض على سهر الليل وأمن الحدود، كيف وقع في الكمين وجمع عشرين من خيرة الخميرة ورعيل الجهاد الأول في المكان المصيدة، حيث الاكتظاظ وحيث الترصد من السماء والأرض، وحيث العيون المراقبة مفتوحة على كل إشارة. المقاومة ولادة القيادة ومثل الطبيعة لا تقبل الفراغ وتجارب الماضي دليل الحاضر، لكن ما جرى في ليلة الرضوان بفاعل مستتر حتى اللحظة، أودع الاحتلال كلمة السر يفرض تحقيقا جنائيا من داخل الجلدة وخارجها، وفي الوقت عينه يطرح السؤال عن جدوى الأنفاق ومدن الباطن، حيث الإقامة الآمنة ومصدر القلق للعدو والمقاومة إذ بعثت اليوم بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية نحو القواعد والثكنات العسكرية والمقار الاستخباراتية، فإن إسرائيل وفي عدوانها على الضاحية أطبقت مبنى سكنيا على رؤوس ساكنيه وأزاحته من مرمى النار لفتح ممر نحو الخلية المستهدفة. وعلى هذا العدوان، ألغى الرئيس نجيب ميقاتي زيارته إلى نيويورك على قاعدة أن لا اولوية في الوقت الحاضر تعلو فوق وقف المجازر التي يرتكبها العدو والحروب المتعددة الانماط التي يشنها. وطالب المجتمع الدولي والضمير الإنساني باتخاذ موقف واضح من هذه المجازر الفظيعة وعلى جناح الفراغ الرئاسي ومبادرة الخماسية يصل غدا إلى بيروت الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان، ويستهل الزيارة بالمشاركة في إحياء العيد الوطني السعودي على أن يشغل محركات الاستحقاق الرئاسي نحو المقار الرسمية “بالديزل المعطل”، وبالتزامن مع التطورات الميدانية، تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان عن أن خطر التصعيد في الشرق الأوسط واضح وحقيقي، في حين نقلت واشنطن بوست عن مسؤول أميركي أن أصواتا بإدارة جو بايدن تتساءل : لماذا نساعد إسرائيل إذا كانت هي من جلبت هذا الوضع لنفسها والصحيفة ذاتها نقلت عن دبلوماسي أوروبي قوله إن إسرائيل تظن أن ضرب أعدائها بقوة سيردعهم، لكن التاريخ يدل على أنها لا تفهم الرسالة.
بعدَ العمادِ والفؤاد ومصطفى، انضمَ اليومَ ابراهيم الذي وفّى .. عاقلٌ هو وقادر، ذو بأسٍ نادر. كعباسٍ ما اسقطَ الرايةَ في نزال، وما تركَ حسينَ عصرِنا حتى اوصلَ القِربةَ الى برِ الامان.. والقِربةُ رضوان، هي قوةٌ عسكرية بسيلٍ من الرجال الرجال، الذين وتَّدَ في الارض اقدامَهم فاعاروا اللهَ جماجمَهم، وسيزولُ العدوانُ ولا يزالون يدافعون عن الوطنِ ويُعَبِّدُون طريقَ القدسِ بجميلِ الاسناد.. ابراهيم محمد عقيل، والاسمُ يكفي، وكلُ عاقلٍ يشهد، انه قائدٌ جهاديٌ كبيرٌ على مساحةِ الواجبِ حيثُ كان. ومن يَعرِفْهُ الحاج عبد القادر، يَعرِفْ انه قادرٌ على اجتراحِ المعادلات، التي لا تنتهي بترجلِه بعدَ عقودٍ من سِنيِّ الجهاد.. ومن الاصحابِ ما تركوه، فسمير – قائدٌ كحبيبٍ في كربلاء، ومنهم حمزة وفجر وبلال، وباقر وجواد وزهير وابو ياسر وابو ساجد ونينوى وسراج، يضيؤون طريقَ القدس مع ثلةٍ من الابرار..
بعد أسبوع الضربات الموجعة، التي قابلها لبنان بتضامنٍ وطني كبير، بغضِّ النظر عن الخلاف السياسي حول المشاركة في حرب غزة، بات السؤال الاكبر اليوم: ماذا عن شكل الرد وتوقيته؟ وعلى خط أقليمي آخر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن بلاده تريد أن تؤدي دورا في وضع حد لعاصفة الموت التي يطلقها الكيان الصهيوني في الشرق الاوسط، معتبراً ان الهجمات الأخيرة التي نفذتها إسرائيل ضد لبنان تبرر مخاوف تركيا بشأن مخاطر توسع النزاع. وفي تطور سياسي كبير، طلب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لقاء نظيره السوري بشار الأسد في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل تطبيع العلاقات بينهما، معلناً أنه في انتظار رد الطرف الآخر، علماً أن الدولتين قطعتا جميع علاقاتهما الرسمية عام 2011، إثر بدء النزاع السوري.
سبعة وسبعون شهيداً, أكثر من عشرين مفقوداً, والاف الجرحى, غالبيتهم عناصر لحزب الله أصبحوا خارج الميدان, هي نتيجة ثلاثة مجازر إرتكبتها إسرائيل ضد الحزب أولاً ومعه لبنان في ثلاثة أيام. المصدر :جنوبيات |