الأحد 22 أيلول 2024 19:43 م

مجزرة الضاحية: 11 مفقوداً وفحوص DNA للتعرف على الضحايا


* جنوبيات

بعد يومين من الاستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبيّة، طلب الجيش اللبناني من سكان المباني المُجاورة لمكان الاستهداف إخلاء منازلهم، خوفًا من انهيار المبنى فجأة، لكونه لم يعد صالحًا للسكن.

في الشارع المؤدي إلى محيط "القائم"، تتوزع عشرات العائلات على حافة الطرقات، وعلى الأدراج وعند المداخل الرئيسية للمباني. يقتربون من المبنى السكنيّ المؤلف من 9 طوابق، الذي تحوّل فجأة إلى غُبارٍ ورُكام. يحاولون الاقتراب أكثر، لكن رائحة الدمار تجبرهم على الرجوع بضعة خطواتٍ للوراء.

منذ ليل الجمعة 20 أيلول، لم تغادر العائلات مكان الاستهداف. فهم بانتظار أي خبرٍ عن أفراد عائلاتهم، الذين فقدوا جراء الاستهداف الإسرائيلي للمبنى السكني. اليوم، لا يختلف المشهد كثيرًا عن الساعات الأولى للاستهداف؛ وجوه ذابلة، تعب وقهر، أعين مليئة بالدموع، وبصيص أمل صغير..

صباحًا، باشرت الأدلة الجنائية بتحقيقاتها لتحديد هوية الأشلاء. وحسب المعلومات، فإن الكثير من الأشلاء تم العثور عليها خلال عمليات التفتيش، وقد طُلب من الأهالي إجراء الفحوص اللازمة لتحديد هوية الأشلاء.

وقد صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، التابع لوزارة الصحة العامة، بيان جاء فيه أن "حصيلة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت هي 51 شهيدًا"، و"تم التنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة وباشرت الأدلة الجنائية في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أخذ عينات من جثامين شهداء في المستشفيات لم تحدد هويتهم. وذلك لإجراء فحوص الـDNA، بهدف التعرف عليها".

وحسب المعلومات، فقد عثرت فرق الإنقاذ عند الثالثة ظهرًا على جثتين، لامرأتين، وتم نقلهما إلى المستشفى، وعليه ارتفع عدد الضحايا إلى 51. ونتيجة الدمار الهائل في الشارع، فقد علمت "المدن" أن العديد من المباني لم تعد صالحة للسكن، وتشكل خطورة على قاطنيها. من أجل ذلك، طُلب من سكان هذه المباني تركها، وإخراج لوازمهم وأغراضهم.

أمام المدخل الرئيسي لمبنى "الأرز"، الملاصق للمبنى المدمّر، يستعين السكان بآلية لنقل الأثاث، بهدف نقل أثاث منزلهم وجميع لوازمهم الضرورية إلى أماكن أخرى، حيث أن العائلات باشرت بإخلاء شققها خوفًا من انهيارها فوق رؤوسهم. وعلى ما يبدو، أنهم قرروا الخروج لفترة طويلة من المنطقة، إذ عمدوا على إخراج جميع مفروشات منزلهم، أي الكنبة، الخزائن، طاولة السفرة، الأجهزة الكهربائية...

يشرح المهندس علي حركة، وهو عضو في بلدية حارة حريك ورئيس لجنة الأشغال أن عملية التفتيش عن المفقودين لم تتوقف منذ لحظة الانفجار، وهناك حوالى 11 مفقودًا تحت الركام، وإلى جانب فرق الإنقاذ هناك فرقة متخصصة بالتنقيب، ومهمتها هي التفتيش بين الركام على الأغراض الخاصة بسكان المبنى المُدمر. وحسب حركة، تم العثور على الكثير من الأغراض الشخصية (أموال، ذهب، حقائب) الخاصة بسكان المبنى، ووضعت بعهدة الفرقة لإرجاعها لأصحابها، وأضاف "خلال عملية التنقيب، وجدنا حقيبة سفر ممتلئة بالأغراض، وسُلمت إلى صاحبها الذي كان متواجدًا تحت المبنى، وكان متجهزًا للسفر ووقع الانفجار".

وتضيف مصادر إلى أن عشرات العائلات جهزوا أغراضهم لمغادرة المنطقة، خوفًا من أي استهداف آخر، وتوجهوا نحو مناطق أكثر أمنًا، كما أن بلدية حارة حريك تابعت مع الكثير من العائلات المتضررة، أي سكان المبنى المُدمر، بهدف تأمين مراكز إيواء لهم وتقديم المساعدة الكاملة لهم.   

وجال وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية في الضاحية الجنوبية، لمعاينة مكان الاستهداف، مُعتبرًا أن ما حدث يوم الجمعة هو جريمة حرب، واستنكر الصمت الدولي عن جرائم إسرائيل قائلًا: "كحكومة لبنانية علينا التواصل مع المجتمع الدولي ولكن كبلدٍ لدينا سيادتنا ولدينا شعبنا الحر، لا نقبل أن نبقى مكتوفي الأيدي في ظل ما نشهده".

المصدر :فرح منصور - المدن