الجمعة 27 أيلول 2024 07:54 ص |
الحرب ستطول.. مشروع كبير لضرب "الحزب" عسكرياً وسياسياً! |
* جنوبيات المُخطّط الجاري تنفيذه حالياً بأيادٍ إسرائيلية وأدوات أميركية وغطاء أوروبي، بريطاني ألماني وربما فرنسي، يمكن اختصاره بالآتي: تقويض قوة حزب الله عبر ضربه عسكرياً وتشتيت قواه وناسه بما يؤدي إلى إضعاف نفوذه عسكرياً وفي ما بعد سياسياً.
ما طُرح على الحزب خلال الساعات الماضية (بشكل غير رسمي) من أفكار ومقترحات تتعلق بمشروع أميركي – فرنسي لوقف مؤقت لإطلاق النار في الجنوب يمتد لغاية 21 يوماً ويشمل بنوداً تنفيذية، يمكن إدراجه ضمن الخانة نفسها، أي ضرب الحزب عسكرياً تمهيداً لضربه سياسياً.
في هذه المسألة ليس هناك من علاقة لرئيس مجلس النواب نبيه بري باختراع مسودة المقترح، بل هي نتاج جولات وأفكار سابقة حملها المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين، وانحصر فيها دور رئيس المجلس بتنقيح هذه الجملة أو هندسة تلك، فيما دوره الحالي أتى من زاوية إظهار تعاون لبنان وقطعاً للطريق على أي تلاعب إسرائيلي. عند هذه النقطة تعامل “حزب الله” وفق أسلوبه الخاص. أوصل رسائل بأن لا مشكلة لديه في التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار متى شمل ملف غزة وذهبنا باتجاه تسوية هناك تشمل إطلاق سراح الأسرى ووقف آلة القتل وما إلى ذلك. وفي اعتقاده أنه يكون قد أجهز على خطط نتنياهو في استمرار الحرب وإجباره على إيقافها، وثبت موقع التداخل والإرتباط بين ملفي غزة وجنوب لبنان، لكنه ليس في وارد تقديم أوراق أو ضمانات أو ما يسمّى “حُسن نية”، مع علمه أن المشروع العسكري الإسرائيلي يقوم على سحقه، وبالتالي إن كل ما يُطرح من أفكار مجرّد ترّهات لإضاعة الوقت وتحميل المقاومة المسؤولية.
في الواقع إن خيار الحزب الحالي ليس الإنتظار أو قبول ما يفرض عليه إنما ترك العاصفة تمر، العاصفة العسكرية طبعاً. ببساطة، تقوم استراتيجة الحزب على ترك العدو يبلغ أعلى نقطة عسكرية لديه، أي أن يستنفد كل قدراته العسكرية وجميع تفاصيل بنك أهدافه من خلال القصف. مع بلوغ هذه النقطة وانتفاء قدرته على تحقيق الأهداف، تصبح المبادرة للمقاومة. هذه استراتيجية مدروسة. من يراقب أداء المقاومة فعلاً، يظهر لديه أنها ما زالت تضبط عناصرها، وتمارس نوعاً من القتال مشابه إلى حدٍ ما للذي تنفذه منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، أي قصف المواقع العسكرية واستخدام أنواع محددة من الصواريخ المستخدمة سابقاً (قبل تطويرها) مع إضافة “بهارات” عُبّرَ عنها من خلال رسائل فادي 1 و2 و3 وأيضاً قادر 1. أي أن ما تريد المقاومة قوله إن قدراتها الصاروخية في أحسن أحوالها وما تزال تحفظ القدرة على السيطرة والتحكم والتواصل بين القيادة والقاعدة وبين الأفراد في ما بينهم، وخياره العسكري في الوقت الراهن، التدرّج وعدم حرق المراحل والأوراق. لكن الأمر لن يبقى على هذا النحو عندما تتوسع المعارك، وإن المقاومة التي تقوم بأداء عسكري معين لن تبقى في موقعة قصف صفد بـ 200 صاروخ يومياً.
هناك من يقول إن نتنياهو استنسب مواقيت معينة لتحقيق غايته:
صحيح أن مسألة النزوح تضغط عليها وثمة آلة حرب، لبنانية الصنع، تعمل على جرّ هذه البيئة إلى اشتباكٍ معين أو قد تُستغلّ من أجل إرباك الحزب، لكن تقدير المقاومة يبقى في أن تحقيق هذه الغاية صعب ولن يحصل، وإن الفرق المولجة متابعة هذه الملف تختلف من حيث الأداء. ليس سراً أن ثمة رهان على خلق “نعرة شعبية” ربطاً بملف النزوح، وبكل صراحة هناك من يستقرئ في أن إطالة أمد الحرب وسط وجود مجاميع كبيرة من النازحين قد يستخدم في سياق ممارسة ضغوطات داخلية على الحزب ويحتمل أن يستخدم هذا الملف ضده. المصدر :ليبانون ديبايت - عبدالله قمح |