السبت 28 أيلول 2024 22:34 م

هيثم زعيتر: نتنياهو يرتكب المجازر في فلسطين ولبنان واغتيال نصر الله تطور خطير في مرحلة دقيقة جداً


* جنوبيات

أكد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر أن "رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أراد تصعيد الأمور بشكل جنوني، أثناء القاء زيف كلامه وادعاءاته في الأُمم المُتحدة، ليُنفذ الاحتلال الإسرائيلي، عند الساعة 6:20 من مساء يوم الجمعة في 27 أيلول/سبتمبر 2024، عشرات الغارات الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية، مُستهدفاً الأمانة العامة لـ"حزب الله" واغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله".

وأوضح زعيتر خلال لقاء مع "تلفزيون فلسطين" مساء يوم الجمعة في 27 أيلول/سبتمبر 2024، أن "حجم الدمار كان هائلاً، لأن الاحتلال استخدم طائراته المُتطورة من صناعة أميركية، مُلقياً حوالى 85 قنبلة، يتراوح زنة كل منها بين 1000 و2000 كلغ، مُزودة بتقنية خرق التحصينات، على منطقة حارة حريك، التي تم تدميرها في اعتداء تموز/يوليو 2006، وأعيد بناؤها وفق مُواصفات حديثة، فكان هدف الاحتلال الوصول إلى الطوابق السفلية من هذه المباني، الأمر الذي خلف دماراً هائلاً، وأوقع خسائر بشرية كبيرة، وصعب عملية الإنقاذ، جراء تكرار الغارات وما نتج عنه دمار مُذهل".

وأشار إلى أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي صعدت من عدوانها على لبنان مُنذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إثر العدوان على قطاع غزة، حيث تصاعدت وتيرة الأحداث من جبهة إسناد، إلى جبهة مُواجهة، لتدخل مرحلة خطيرة جداً من الاغتيالات للشخصيات، وتفجير أجهزة "البيجر"، وصولاً إلى ما بدأ يوم الإثنين في 23 أيلول/سبتمبر 2024 بالاجتياح الجوي، الذي هو مُقدمة لفرض أمر واقع جديد، أو تمهيداً لاجتياح بري"، مُلمحاً إلى أن "التطور الجديد هو قيام البوارج بقصف الضاحية الجنوبية، وبالتالي استخدام السلاح الجوي والبحري والبري، من خلال مدفعية الاحتلال المُتمركزة داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلة، وهو ما أدى إلى نزوح كبير، لحوالي مليون ونصف مليون نازح، اضطروا للنزوح من الجنوب والبقاع إلى الضاحية الجنوبية وبعض المناطق، قبل أن يضطر قسم كبير منهم للنزوح مُجدداً من الضاحية باتجاه مناطق أكثر أماناً، ليبيتوا ليلتهم  على الطرقات أو في السيارات ومراكز الإيواء، وهذه المُعادلة هي التي يُريد نتنياهو، فرضها، أنه مُقابل عدم الأمان للمُستوطنين في شمال فلسطين المُحتلة، لن يكون هناك أمان للمُواطنين اللبنانيين، وهي تُشكل تحولاً كبيراً في العدوان الإسرائيلي المُتجدد والمُوسع على لبنان".

وشدد زعيتر على أنه "بناءً لتوجيهات رئيس دولة فلسطين محمود عباس ومُتابعة سفير فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، تقوم المُخيمات الفلسطينية، والفرق الطبية والمُستشفيات والإطفاء الفلسطينية، بالمُساعدة في الإيواء، والإسعاف والطبابة، والإطفاء، لمن تضرر من العدوان الإسرائيلي، وفي المجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال، على غرار ما قام به في قطاع غزة، الأمر الذي يشير بأن الرد من محور المُقاومة سيكون كبيراً من لبنان واليمن والعراق".

ورأى أن "نتنياهو المهزوم، يسعى لتحقيق انتصارات، وهذه الجريمة، سيكون لها تحول كبير في المنطقة، فهو حاول كسب الوقت، رافضاً جميع المُبادرات للهدنة وإنهاء الحرب، ولم يحقق أهدافه، باستثناء استهداف الأبرياء وارتقاء آلاف الشهداء وإصابة الجرحى في غزة والضفة الغربية ولبنان، مُستغلاً تأثير "اللوبي اليهودي" على الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو محكوم باليمين المُتطرف، ويقول بأن الرئيس محمود عباس، الذي يقود حراكاً دبلوماسياً، يقود حراكاً إرهابياً، فهو لا يُريد وقف الحرب، بل يسعى لتكريس المُخططات الإسرائيلية، ولو كانت الإدارة الأميركية جادة لعملت على وقف الحرب، ولما زودت الاحتلال بالمُعدات العسكرية، التي يُلقي قنابلها على لبنان وفلسطين، وعينه على عودة شريكه في "صفقة القرن" دونالد ترامب إلى الحكم".

وأكد زعيتر على أن "الولايات المُتحدة، كانت على علم مُسبق باستهداف الضاحية الجنوبية، لأن مثل هكذا ضربات، فضلاً عن اغتيال قيادات الحزب، تحتاج لضوء أخضر أميركي، ويزايد نتنياهو على الولايات المُتحدة بأنه تمكن من تصفية المطلوبين لديها في تفجير "المارينز" في بيروت، بتاريخ 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983، ويسعى لمُشاركة العلم الأميركي في هذه المعركة وليس الاكتفاء بالمُساندة العسكرية، لتحويل المعركة إلى معركة دينية، وهو ما حذر منه سيادة الرئيس محمود عباس، لتمرير قيام دولة يهودية يسعى إليها نتنياهو وفريقه في اليمين المُتطرف".

ورأى أن "الكيان الإسرائيلي هو رأس حربة في مشروع غربي - أميركي، لأن الحاضن الأساسي للكيان الإسرائيلي هو الولايات المُتحدة الأميركية، حين يجد نتنياهو من يدعمه بالمال والعتاد والموقف السياسي و"الفيتو"، الذي يُستخدم ضد كل ما هو لصالح القضية الفلسطينية، وتقف الولايات المُتحدة الأميركية بانحياز كامل للكيان الإسرائيلي ورفض قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وفق ما أقرته الأُمم المُتحدة، وستبقى الولاية الأولى للولايات المُتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، وهي الكيان الإسرائيلي، مُدللة، ولا يُمكن أن تضغط إدارة الرئيس جو بايدن على نتنياهو، لأن ما يريده الرئيس الأميركي هو هدنة مُؤقتة، ضمن مساعيه للحصول على الرهائن الأميركيين في قطاع غزة، ليُسجل رصيداً إيجابياً جديداً لصالح "الحزب الديمُقراطي" في مُواجهة "الحزب الجمهوري"، ويترجم ذلك في صناديق الاقتراع، فكل ما وعد به في خطابه خلال حملته الانتخابية السابقة لصالح القضية الفلسطينية لم يلتزم به، بل عمل لصالح نتنياهو وفريقه". 
وأوضح أن "الاحتلال استهدف منطقة المعيصرة في كسروان، ذات الغالبية المسيحية، في تطور جديد من العدوان الإسرائيلي، الذي نفذ آلاف الغارات على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، ضمن الاجتياح الجوي، وهو ما يُنذر بأن الوضع في لبنان صعب جداً، ويتكرر ما جرى في قطاع غزة، حيث يرتكب الاحتلال المجازر، ويدمر بلدات بأكملها، فضلاً عن استهداف المُستشفيات ومراكز الدفاع المدني والإسعاف، وتوجيه رسائل التهديد للأهالي، فيما يُواصل "حزب الله" إطلاق الصواريخ المُتطورة مُستهدفاً عمق الأراضي الفلسطينية المُحتلة".
وختم زعيتر: "لقد دخل لبنان المرحلة الرابعة من الحرب بمُواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتحول من جبهة الإسناد إلى المُواجهة، والحرب الإلكترونية وتفجير "البيجر" والاغتيالات، واليوم دخل مرحلة الاجتياح الجوي الإسرائيلي، وارتكاب المجازر، في مُحاولة لإجبار الأهالي على النزوح، إلى خلف نهر الليطاني جنوباً، ومن العديد من المناطق اللبنانية، وذلك مُقابل استمرار جلاء المُستوطنين من شمال فلسطين المُحتلة، فضلاً عن استهداف القياديين في "حزب الله" وأمينه العام، وهذا تطور خطير بالانتقال إلى مرحلة جديدة، الأمر الذي سيكون له تداعيات على المنطقة، واليوم على "حزب الله" إثبات أنه بإمكانه الرد، لعدم السماح بتغيير المُعادلة، التي يسعى لها نتنياهو، الذي أقدم مع وزير حربه يوآف غالانت على ارتكاب المجازر، لتأليب الرأي العام اللبناني، واستهداف السيد حسن نصرالله بتوقيت خطير، حيث باتت المرحلة دقيقة جداً".

المصدر :جنوبيات