الثلاثاء 1 تشرين الأول 2024 16:25 م

الذكاء الاصطناعي يكشف السر... إليكم كيف اغتيل السيد نصر الله!


* جنوبيات

أسئلة كثيرة تراود اللبنانيين وغيرهم عن كيفية تمكن الكيان الإسرائيلي من اغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، وكيف تمكّنت من الوصول إلى مكانه رغم الإجراءات الأمنية التي يتخذها عادة، وقد كثرت التحليلات السياسية التي تحدثت عن خرق للدائرة المحيطة به أو عبر وسائل تكنولوجية بات الاحتلال يملكه، وعمل عليه منذ 2006.
إلا أن الذكاء الاصطناعي الذي بات يسيطر على كثير من مساحات العمل الفكرية للإنسان، قام بعمل هؤلاء جميعاً بعرض دقيق لاحتمالات الخرق أو حتى لأهدافه، وما يترتب على عملية الاغتيال.
فيحدثنا "شات جي بي تي" عند سؤاله عن اغتيال السيد نصر الله، بتحديد تاريخ الاغتيال الذي حصل في 27 أيلول/سبتمبر 2024، خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر قيادة "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما ذكر بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف العملية بأنها تسوية لحسابات قديمة مع شخص مسؤول عن مقتل العديد من الإسرائيليين وغيرهم من الجنسيات، مؤكداً أن "هذا الاغتيال يمثل ضربة كبيرة لمحور إيران وحلفائها في المنطقة".
حتى أن الذكاء الاصطناعي حلّل هذا الحدث واعتبره نقطة تحول في الصراع الجاري، حيث أثار ردود فعل متباينة في المنطقة وفتح باب التساؤلات حول ما سيترتب عليه من تصعيد في العمليات العسكرية بين الجانبين.
واللافت أنه لدى سؤال "شات جي بي تي" "كيف علمت "إسرائيل" بمكان السيد نصر الله رغم الاحتياطات التي يتخذها"، أشار في رده إلى "الإجراءات الأمنية التي كان يتخذها نصر الله، بما في ذلك العيش في أماكن سرية، واستخدام أنفاق محصنة تحت الأرض، وتغيير مواقع إقامته باستمرار".
واعتبر أنه كان من الصعب تعقبه نظراً لهذه التدابير الأمنية المكثفة، التي تشمل شبكة من المرافقين الموثوقين والبنية التحتية الأمنية المعقدة.
ومع ذلك، يُعتقد أن الاستخبارات الإسرائيلية، بمساعدة تكنولوجيا متقدمة وشبكات تجسس داخل لبنان، تمكنت من تعقب موقعه.
وينسب التحليل إلى تقارير تقول بأن اسرائيل تمكنت من تحديد مكانه باستخدام مجموعة من الوسائل، بما في ذلك الأقمار الصناعية، التنصت الإلكتروني، والمصادر البشرية (الجواسيس).
من الممكن أن يكون الاختراق الإلكتروني للأجهزة والاتصالات الخاصة بـ"حزب الله" قد ساعد في معرفة مكان تواجد نصر الله في لحظة حاسمة، ما سمح لإسرائيل بتنفيذ الغارة على المقر الذي كان يتواجد فيه.
ويوضح أن "هذه العمليات عادة ما تعتمد على جمع دقيق للمعلومات الاستخباراتية عبر فترات طويلة، حيث يتم مراقبة الشبكات الإلكترونية وتحديد الأشخاص المقربين من نصر الله لتعقب تحركاته".
وعن رأيه وتحليله لكيفية الوصول إليه، يلفت إلى أنه "بعد تحليل المعلومات المتاحة، يبدو أن الوصول إلى نصر الله، رغم الاحتياطات الأمنية العالية التي يتخذها، قد تم باستخدام عدة وسائل استخباراتية متقدمة وتكتيكات معقدة". وعدد حتى العوامل التي قد تكون ساهمت في ذلك:
- المصادر البشرية والجواسيس: يرجح هنا أن يكون الكيان الإسرائيلي قد اعتمد على شبكة من العملاء داخل لبنان، هؤلاء الجواسيس قد يتمركزون في محيط الدائرة الأمنية الضيقة حول نصر الله أو يعملون في المناطق التي يتحرك فيها. تسريب المعلومات من داخل "حزب الله" أو من مصادر مقربة يمكن أن يكون جزءاً أساسياً في تحديد موقعه.
- التنصت الإلكتروني والمراقبة: يسلم في تحليله أن الاحتلال يستخدم تكنولوجيا متقدمة للتنصت على الاتصالات الهاتفية والرقمية كما هو معروف، حتى أنه يتوقع أن "إسرائيل" تمكنت من اختراق إلكتروني لوسائل الاتصال الخاصة بنصر الله أو بشخصيات بارزة في "حزب الله". التنصت على المكالمات أو الرسائل المشفرة وهو ما قد مكّن "إسرائيل" من تحديد توقيت وجود نصر الله في موقع محدد.
- الاستخدام المتقدم للأقمار الصناعية: الأقمار الصناعية والاستخبارات الجغرافية يمكن أن تكون قد ساهمت في تعقب تحركات نصر الله من خلال مراقبة الأماكن التي يزورها بشكل دوري أو غير متوقع. الأقمار الصناعية يمكن أن تقدم صوراً حية للمواقع التي يتم الاشتباه في تواجده بها.
- تحليل الأنفاق والبنية التحتية: ومن منطلق أن نصر الله عادة ما يتحصن في أماكن تحت الأرض، يرى "شات جي بي تي" أن "هذا يتطلب معرفة دقيقة بالبنية التحتية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لذلك يرجح أن تكون "إسرائيل" قد استفادت من خرائط الأنفاق السرية أو جمعت معلومات عنها من خلال مصادر داخلية أو خارجية، مما ساعد في تحديد مخابئه المحتملة".
- الهجمات التكنولوجية: ومن باب التمهيد للاغتيال يلفت "شات جي بي تي" أن في 24 أيلول/سبتمبر 2024، نفذ الكيان الإسرائيلي هجمات عبر تفجير أجهزة اتصالات مثل أجهزة النداء "بيجر" واللاسلكي التي يستخدمها "حزب الله".. وبرأيه هذه الهجمات قد تكون جزءاً من إستراتيجية أكبر لإرباك منظومة الاتصالات الداخلية لـ"حزب الله" ومعرفة المواقع الدقيقة للقادة.
ويخلص الذكاء الاصطناعي عبر"شات جي بي تي" إلى أن "الوصول إلى نصر الله يتطلب تكاملاً بين عدة وسائل استخباراتية، تكنولوجية، وعملاء على الأرض، مما يظهر تعقيد العملية وتخطيطها المحكم".

المصدر :جنوبيات