الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 23:21 م

مقدمات نشرات الاخبار مساء الاربعاء 02-10-2024


* جنوبيات

في السياسة لقاء هام جمع في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والزعيم وليد جنبلاط صدر عنه موقف لبناني جامع شدد على جملة نقاط ابرزها:التأكيد على أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة العدوان وتضامنهم الوطني لا سيما في قيامهم باحتضان العائلات النازحة الدعوة إلى وقف فوري لاطلاق النار والشروع في الخطوات التي اعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق القرار 1701 وارسال الجيش اللبناني الى منطقة جنوب الليطاني التزام لبنان بالنداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت ابان انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة بالاضافة الى البناء على الدينامية الايجابية التي اطلقتها الاتصالات المتعددة التي قام ويقوم بها الرئيس بري مع مختلف الكتل النيابية لاجل انجاز الاستحقاق الرئاسي ودعوة الشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والاطلاع بالمسؤولية المشتركة عبر انتخاب رئيس للجمهورية.

في الميدان يا لسذاجة العدو وجيشه وقادته…. يا لسذاجته عندما اختار ان يحاول الدخول الى الجنوب من بلدة العديسة وهي التي رفضت يوما المس الإسرائيلي بشجرة في أرضهاوقدمت الشهداء في سبيل ترجمة هذا الرفض.

في الجنوب من العديسة الى مارون الراس لقنت المقاومة جيش العدو درسا قاسيا لن ينساهوليس المطلوب ان ينساه وقتلت 8 جنوده وعلى رأسهم ضابط من وحدة النخبة”ايغوز” بالاضافة الى عشرات الاصاباتبعد محاولات تسلل حاول الإسرائيليون القيام بها.

ومن مارون الى يارون وبينما كانت قوة للعدو الإسرائيلي تحاول الإلتفاف على البلدة من جهة الحرج باغتتها المقاومة بتفجير عبوة خاصة وأوقعت جميع أفراد القوة بين قتيل وجريح هذا عدا عن مجزرة بالدبابات التي تحاول التقدم في مارون الراس ومنع طائرات الهيليكوبتر من التحليق في الاجواء الجنوبية بعد استخدام المقاومين صاروخ ارض-جو تجاه احداها.

وفي خلاصة الميدان الجنوبيفإن جيش بنيامين نتنياهو الذي تغنى يوما بأذرع إسرائيل الطويلة لم يلمس إصبع منه أرض الجنوب حتى الساعة… بل على العكس…فإن جميع تجمعات الجيش الإسرائيلي من إصبع الجليل حتى الجليل الغربي و على طول الحدود مع فلسطين المحتلة تم استهدافها من قبل المقاومة منذ الصباح الباكر.

هذا على الأرضأما في السماءفقد حل فصل الشتاء باكرابعد ان امطرت الجمهورية الإسلامية في إيران كيان الإحتلال بعشرات الصورايخ التي أصابت مواقع امنية وعسكرية بإعتراف إسرائيلي الأمر الذي يساعد في اعادة رجلي نتنياهو الى الأرض بعد النشوة التي أصابته جراء الجرائم المرتكبة في غزة ولبنان وايران.

ومقابل كثرة ضجيج التهديدات الإسرائيلية بالرد على عملية الوعد الصادق 2حذرت إيران من أن أي رد فعل ستقابله برد أكثر شدة.

في الجنوب، المعركة البرية بدأت، لكن لا احد يعرف ماهيتها ومداها. فهل ستبقى موضعية ومحدودة، كما يقول الجيش الاسرائيلي، ام ستتحول حربا واسعة ومحاولة اجتياح لمناطق جنوبية معينة؟

حتى الآن لا جواب عن السؤال الطروح، اذ ان التصريحات متناقضة، كذلك المعلومات. لكن الثابت ان التطورات الميدانية ستحدد  طبيعة المرحلة المقبلة، وهي تطورات ستتظهر معالمها يوما بعد يوم.

في الاطار،  يبدو بوضوح ان المعارك المذكورة لن تكون نزهة بالنسبة الى الجيش الاسرائيلي، الذي اعترف اليوم بمقتل ثمانية جنود وضباط في صفوفه، بالاضافة الى اصابة سبعة آخرين بجروح خطرة .

سياسيا، رئيس مجلس النواب نبيه بري يحاول  اطلاق دينامية ديبلوماسية وسياسية  ترتكز على مبدأين: تأمين حاضنة سياسية لبنانية لوقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701، و الدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

تطبيق المبدأ الاول يستلزم موافقة جدية وحقيقية من حزب الله، فهل الحزب في هذا الوارد فعلا لا قولا؟ وهل اصبح مستعدا لتطبيق القرار1701 بكل مندرجاته؟

اما لجهة انتخاب رئيس جديد للجمهورية فان اسئلة كثيرة تطرح عن موقف بري. فهو، ومنذ  ثلاثة عشر شهرا ونصف الشهر يقفل  ابواب مجلس النواب.  كما انه منذ سنة واحد عشر شهرا يمنع  مع حلفائه ، انتخاب رئيس جديد للجمهورية لانهم مصرون على مرشحهم.

فلماذا الحماسة المستجدة، اذا،  لانتخاب رئيس اليوم؟ وفق  اجواء المعارضة فان القصد هو احتواء النتائج السياسية  للتطورات العسكرية بين حزب الله واسرائيل، و بالتالي تأمين انتخاب رئيس يؤمن استمرار التوازنات السياسية القائمة قبل ان تتثبت مكانها توازنات سياسية جديدة. فهل ينجح بري في محاولته؟ الامر صعب، وخصوصا ان الجو العربي والدولي لا يبدو مؤاتيا للمناورة السياسية التي يقوم بها.

بعد الليل الايراني الذي أضاء سماء إسرائيل بالصواريخ البالستية، وحرق نواح متعددة من فلسطين المحتلة بالنيران، ولاسيما قواعد عسكرية واستخبارية اساسية، سدد  لبنان اليوم ضربة قاسية إلى طلائع القوات الاسرائيلية المحتلة في أكثر من نقطة، حيث استهدفت المقاومة تجمعات لجنوده، ما أدى إلى مقتل ثمانية منهم على الاقل، وفق ما اعترف جيش العدو، بينهم ضباط، وقد سارعت سلطات الاحتلال الى نشر صورهم عبر حساباتها الرسمية، في وقت ترأس بنيامين نتنياهو أكثر من اجتماع، وأطلق رئيس اركانه أكثر من تهديد، ولاسيما لإيران، علما أن أصابع العدوان امتدت مرة جديدة نحو العاصمة السورية، حيث سقط قتلى وجرحى في أحد مباني شارع المزة بنيران اسرائيل.

وفي انتظار التطورات الميدانية سواء على الخط الايراني-الاسرائيلي، او على الجبهة الجنوبية، او حتى في غزة، حيث ألقت التطورات الدامية التي شهدها الكيان العبري أمس في يافا، وأدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى، بظلها المعبر على المشهد، يبقى لبنان أسير أزمته السياسية.

غير ان حراكا مستجدا يسجل في هذا السياق، حيث نقل اليوم عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لم يعد متمسكا بالحوار شرطا لاختيار الرئيس الجديد، على رغم اصراره على التوافق. وفيما سجلت زيارة قام بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للسراي الحكومي قبل الظهر.

في سياق جولته التي قادته أمس الى عين التينة، والاحد الى الديمان، في موازاة اتصالين مع كل من وليد جنبلاط وسليمان فرنجية، لفت اللقاء الثلاثي الذي استضافته عين التينة مساء اليوم، والذي جمع الى الرئيس نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط.

هل تشتعل منطقة الشرق الاوسط؟

هذا هو السؤال الان:

فما يجري,على خطورته,يبقى بالنسبة لاسرائيل وتحديدا لبنيامين نتنياهو اقل خطورة من حيازة ايران السلاح النووي.

ونتنياهو خلال الاشهر الاربعة الفاصلة بين اليوم وبين تسلم الرئيس الاميركي الجديد مهامه, سيستغل الفوضى الاميركية والدولية للقيام بأي عمل  يرى انه يحمي اسرائيل, ومن ضمنه ضرب ايران.

على هذا الاساس,يترقب العالم رد تل ابيب على الضربة الصاروخية الكبيرة التي وجهتها لها طهران امس, والرد هذا لا يرتبط بإسرلئيل وحسب ,انما ايضا بواشنطن والحلفاء الاخرين, وتقييمهم نوعية الضربة وقدرات ايران.

وعليه,فان اسرائيل التي اعترفت أن الصواريخ الايرانية اصابت قواعدها العسكرية,تجد نفسها امام سيناريوهات عدة للرد ,اخطرها :استهداف المنشآت النووية الايرانية…

اي استهداف من هذا النوع سيشعل المنطقة,ولذلك تتكثف الاتصالات، من اجتماع مجلس الامن الذي دعت اليه فرنسا,الى المحادثات بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان,الى القمة القطرية الايرانية, الى الكواليس غير المعلنة.

اذا كان هدف اسرائيل الكبير ايران,وهي بدأته من القضاء على حركة حماس في قطاع غزة, واستكملته بما اعتبرته انتصارا و فكفكة لقدرات حزب الله, يكون الحزب قد اربكها اليوم:

فبعد الضربات القاسية التي تلقاها, واهمها استشهاد الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله,ضرب الحزب بشدة, فأسقط اكثر من تسعة جنود اسرائيليين قتلى, ومنع الباقين من التوغل في الجنوب.

خطورة الميدان اللبناني ,الذي يترقب تطوراته العالم كله, دفعت بالداخل للتحرك في الملف الرئاسي, والرسالة المشتركة التي ارسلها اليوم الثلاثي بري, ميقاتي , جنبلاط : انتخاب رئيس توافقي يطمئن الجميع.

البداية من الميدان ومن ارتفاع عدد قتلى الجنود الاسرائيليين في كمين العديسة، الى تسعة على الاقل.

بطولات اسرائيل في الليل يمحوها رجال النهار فالأنياب الجوية البارزة حتى طلوع الفجر فوق ضاحية بيروت والشويفات وصولا الى أطراف الحدث والشياح تكسرت في مواجهة الارض إرهاب اسرائيل كان يتنقل بين البيوت ويخرج السكان من ديارها بعيد منتصف الليل ولا يمنح بعضهم فرصة الاستيقاظ من النوم.. ويتلو عليهم “الناعق” باسم جيش الإحتلال افخاي ادرعي الإنذارات والخرائط للمغادرة الفورية.

لكن هذه البطولات الجوية والاستقواء من الأعالي انخسفت في المعركة البرية والتوغل الاسرائيلي انقلب الى “توحل” وانسحابات تحت الضربات الروايات المنقولة وغير المنقولة من صوب رجال الله في الميدان كانت تتحدث عن مارون رفعت الراس مجددا.

وعن العديسة التي تقاوم بالاشجار، وعن كفركلا.. راية لبنان وفلسطين، وعن شريط اصبح شائكا على اجساد المحتلين المتوغلين الى ارض لا يعرفون رسالتها وتضاريسها ويتكتم العدو على حجم الخسائر الفعلية لكنه وصف الحدث بالكارثة  فيما اشتكت القناة الثانية عشرة من اطلاق المقاومين الرصاص على الجنود الاسرائيليين اثناء انسحابهم والمشاهد من هناك..

أثلجت القلوب وبدا أن المقاومين يقاتلون بشعار دماء سيدهم وبالصلاة على روحه والميدان البري سيعجل من الحراك الدبلوماسي الممتد من نيويورك الى قطر التي وصلها الرئيس الايراني اليوم قبيل ما يتردد عن رد اسرائيلي على ايران الليلة.

وعلى قرقعة الميدان تم تفعيل الجرس السياسي في لبنان، واجتمعت قمة ثلاثية بمكونات اسلامية تضم الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وترتفع مناقشاتها الى مستوى الخطر الذي يلف البلاد ولم يجد اللقاء الثلاثي عاقلا مسيحيا واحدا للانضمام الى نقاش يرتب الحلول الداخلية بدءا من رئاسة الجمهورية.

وبدا أن صاحب الكتلة الاكبر مسيحيا قائد القوات اللبنانية سمير جعجع يترقب احداثيات الميدان ليبني على القرار مقتضاه وحلول جعجع تبدأ من حيث تنتهي طريق الحرب.. اذ تعود الرغبات الدفينة نحو بعبدا على قاعدة “ما بيصح الا الصحيح”.

وعلمت الجديد أن الثلاثية ستوفد رسولا الى جعجع غدا للتداول في مرحلة ” لم البلد” والالتحاق بالدعوات الى انتخاب رئيس لاسيما بعد بيان تخفيض التوتر السياسي الصادر من عين التينة والذي تمت صياغته بلمسات اشتراكية

وفي مندرجات ما بعد البيان ان الرئيس نبيه بري مستعد لعدم الربط بين الجبهات والرئاسات وان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد يكون اعقل مجنون بين المكونات المسيحية وان الاجواء بات الان ملائمة للانتخاب.. فهل ينزل سيمر جعجع عن تلة معراب ..ام يقفز بالبلد الى مزيد من الخراب.

المصدر :وكالات