الخميس 3 تشرين الأول 2024 21:02 م |
لهذه الأسباب تأخّر "الحزب" في تشييع السيد نصرالله وإعلان خليفته |
* جنوبيات
ما برح "حزب الله" منذ اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، يعتصم بمبدأ الاستغراق في الغموض، ولا يفصح عن مستقبل وضعه الداخلي من جهة، ولا يميط اللثام عن توجهاته المستقبلية من جهة أخرى، حتى إن ثمة من يتهمه بأنه ترك قاعدته المصدومة في حال إرباك. وبات معلوما أن ليس عند قاعدة الحزب إلا الأنباء التي توالت عن اغتياله، وقد حسمها النعي الذي أصدرته قيادته في اليوم التالي. ومن يومها غابت عن تلك القاعدة أي معلومات تتصل بأمرين يكتسبان صفة الإلحاح:
- مصير جثمان السيد نصرالله، وخصوصا بعدما سرت معلومات تفيد أنه ما زال سليما لأن الوفاة نجمت عن اختناق.
حيال الأمرين، قيل ابتداء إن ثمة رأيين يعتملان داخل القيادة، أولهما ينادي بنقل الجثمان إلى مقبرة السلام في النجف ليوارى إلى جوار الإمام علي، أو إلى كربلاء ليدفن قرب ضريح الإمام الحسين.
وفي كل الأحوال، عند الحزب مسوّغات فقهية تبيح له أن يوفر للميت تشييعا نهائيا عاجلا أو يؤمن دفنا موقتا على هيئة وديعة يمكن استعادتها لنقلها إلى المقام الأخير. المعلوم أن بعض المتابعين اعتبروا فور نعي نصرالله أن المسالة محسومة، مشيرين إلى أن خليفته الشرعي هو ابن خالته السيد #هاشم صفي الدين الذي يشغل منذ أكثر من ثلاثة عقود المنصب الثاني في الحزب، أي رئيس المجلس التنفيذي. فضلا عن ذلك، كان للرجل المعروف بشدته وسلوكه الصارم حضور منبريّ لافت. بناء عليه، كان الجميع منتظرا المناداة العاجلة بمبايعة السيد صفي الدين بالولاية على قيادة الحزب قبيل دفن نصرالله، ولكن ما حصل أن كلا الأمرين المنتظرين تأجل تحقيقهما. وما زاد في عتمة المشهد وغموضه أن قيادة الحزب لم تقدم تفسيرا مقنعا يبدد الغموض ويقطع دابر التكهنات، لهذين التأجيلين. وواقع الحال هذا دفع المتابعين إلى استنتاجين:
- ان الحزب قرر العودة مجددا إلى شرنقة الغموض، أي إلى طور النشأة والتكوين، والذي استغرق عشرة أعوام بعيدا من الأضواء، إلى أن أزيح أمينه العام الأول الشيخ صبحي الطفيلي وانتُخب السيد عباس الموسوي خلفا له. المصدر :النهار |