الخميس 3 تشرين الأول 2024 21:53 م |
اللبنانييون محاصرون.. أسعار تذاكر السفر خيالية وفرص الهروب ضيقة! |
* جنوبيات
باتت خيارات الهروب من الحرب في لبنان ضيقة جداً بوجه جميع اللبنانيين بمن فيهم الباحثين عن وجهات آمنة خارج البلد، فالسفر إلى حيث يتواجد احد أفراد العائلة أو الأقارب ليس سهلاً ولا متاحاً للجميع في الوقت الراهن. وكيف لعائلة مؤلفة من 4 أفراد أن تؤمّن تذاكر سفر إلى أحد دول الجوار على سبيل المثال بآلاف الدولارات؟ مع تصاعد وتيرة الحرب والقصف الإسرائيلي في لبنان باتت توجهات السفر إلى دول الجوار ودول الإغتراب إحدى الخيارات المطروحة لدى الكثير من العائلات اللبنانية لاسيما الذين لديهم أولاد أو أقارب في بلاد الإغتراب. لكن مسألة توفّر رحلات من لبنان إلى كافة دول العالم باتت شبه مستحيلة في المدى المنظور، ومرتفعة الأسعار بشكل هائل في المدى المتوسط والبعيد.
أسعار خيالية امتلأت حجوزات الطيران بشكل متسارع جداً ونفدت تذاكر السفر بسبب الضغط على الطلب والهروب من الحرب ولكن الآلاف من العائلات لم تتمكّن من الخروج من لبنان إما لعدم توفّر الحجوزات على المدى المنظور أو لارتفاع أسعار تذاكر السفر بشكل هائل. وقد بلغ سعر تذكرة السفر من لبنان إلى الإمارات 42000 درهم إماراتي أي نحو 12 ألف دولار، وبلغت إلى الأردن أكثر من 1000 دولار مرتفعة من 370 دولاراً، وإلى العراق تراوحت تذكرة السفر بين 1800 و2000 دولار مرتفعة من 250 دولار أما إلى تركيا فتراوح سعر تذكرة السفر بين 900 و1300 دولار مرتفعة من نحو 200 دولار وإلى قبرص كذلك الأمر وإلى بعض دول أوروبا تجاوز سعر البطاقة 2000 دولار. وليست الأسعار الخيالية لتذاكر السفر بالعائق الوحيد للهروب من الحرب إنما أيضاً نفاد التذاكر على مدار الأشهر القليلة المقبلة.
المغادرون في المقابل تراجع عدد رحلات الطيران المغادرة من لبنان من 96 رحلة مطلع شهر أيلول (1-9-2024) الى 48 رحلة في نهاية أيلول (30-9-2024). ومرد ذلك إلى تعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها من وإلى لبنان واقتصار الرحلات على الميدل إيست التي زادت عدد رحلاتها اليومية إلى مختلف العواصم.
التأمين على الطيران
والأمر اللافت أن إعلان قرار تغطية التأمين الذي اتخذته الحكومة لم يُرفق بتطمينات بشأن أسعار تذاكر السفر، أنما تم تبريره بالحرص على سير عمل الشركة الوطنية واستمرارها، ما يعزّز سلطة الأخيرة على احتكار إخراج اللبنانيين من تحت القصف بأسعار تفوق قدرات الغالبية الساحقة منهم. المصدر :المدن |