بتوجيهات من سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، قام وفد من دائرة شؤون اللاجئين يضم دوائر وأقسام الدائرة، بزيارة ميدانية للمخيمات المتضررة في شمال الضفة الغربية. 
هذه المخيمات تتعرض لاقتحامات وتدمير متواصل ومستمر من قبل جيش الاحتلال. وتأتي هذه الزيارة الميدانية ضمن سلسلة من الزيارات التي تهدف فيها الدائرة للوقوف عن كثب على حالة المخيمات والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وتقديم التدخلات والدعم اللازم، في إطار خطتها لتعزيز صمود المخيمات وإيجاد حلول عملية للمشاكل التي تواجهها، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة التحديات أمام سكان المخيمات، والاقتحامات المستمرة، وكذلك بحث سبل مواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها وكالة الأونروا.
ورحب رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية في مخيمات جنين والفارعة ونور شمس، إلى جانب مؤسسات وفصائل وفعاليات المخيمات، بوفد دائرة شؤون اللاجئين، مؤكدين على أهمية هذه الزيارة ودورها في دعم المخيمات وتعزيز العلاقة بين اللجان الشعبية ومؤسسات المخيمات مع دائرة شؤون اللاجئين. وأشار المجتمعون إلى أن المخيمات دفعت ضريبة كبيرة وثمناً غالياً جداً في سبيل الدفاع عن حقوق اللاجئين والصمود في وجه الاحتلال.
وأكد رؤساء اللجان الشعبية أن المخيمات تواجه العديد من المشاكل التي تتطلب حلولاً عاجلة على أرض الواقع، لا سيما في ظل الاستهداف المستمر والاقتحامات المتواصلة من قبل جيش الاحتلال، وما ينتج عنها من سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، وتدمير البنى التحتية، وتخريب البيوت والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. شدد الحضور على أهمية وضع الخطط اللازمة لمواجهة هذه التحديات، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، وأعربوا عن أملهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة خلال الفترة القادمة لحل هذه الأزمات.
وأشار الحضور أيضًا إلى أن مؤسسات المخيم تعاني من قلة الإمكانيات، مما أثر سلبًا على قدرتها على تقديم الخدمات الضرورية، خاصة وأن المخيمات تعاني من مشاكل عديدة واحتياجات كبيرة. كما ينتشر داخلها عدد كبير وغير مسبوق من العاطلين عن العمل، ومع انزلاق نسبة كبيرة من الأسر إلى ما تحت خط الفقر الشديد، إضافة إلى تضرر المشاريع الصغيرة داخل المخيمات، بما في ذلك أصحاب المحلات التجارية الذين تعرضت محالهم للتدمير خلال الهجمات الأخيرة من قبل جيش الاحتلال.
من جهته، نقل مدير عام الإدارة العامة للمخيمات، السيد محمد عليان، تحيات رئيس دائرة شؤون اللاجئين، الدكتور أحمد أبو هولي، الذي يؤكد دائمًا على أهمية دور المخيمات باعتبارها "رأس الحربة" في الدفاع عن المشروع الوطني وعن حقوق اللاجئين الفلسطينيين. وأوضح عليان أن الاهتمام بالمخيمات ومتابعة أحوالها بشكل مستمر هو جزء من استراتيجية الدائرة للوقوف على الأحداث والاحتياجات والتطورات الميدانية والسياسية.
وأضاف عليان: أن "الدائرة تقود توجهات استراتيجية للحفاظ على حقوق اللاجئين والدفاع عن وجود "الأونروا" ومصالح اللاجئين. وشدد على أن هذه الزيارات الميدانية تأتي ضمن تعزيز العلاقات والنهوض بواقع المخيمات، وتعزيز صمودها، وتقوية عمل اللجان والمؤسسات العاملة فيها وتمكينها من مواجهة التحديات".
وأشار عليان إلى أن هناك تحركًا دبلوماسيًا مستمرًا للحفاظ على وكالة "الأونروا" ودورها الهام في تقديم الخدمات للاجئين، لافتًا إلى أن الاحتلال يحاول تشويه صورة الأونروا من خلال ربطها بالإرهاب لإنهاء دورها في خدمة مجتمع اللاجئين في الوطن والشتات. وشدد عليان على رفض أي محاولة لاستبدال عمل الأونروا بوكالات أخرى، وضرورة الحفاظ على تفويضها وفقًا للقرار 302.
وختم عليان بالقول: "بالتعاون والتكافل والتنسيق بين جميع الأطراف، نقوي ونجسد المساعي لتعزيز صمود مخيماتنا وحماية مصالح اللاجئين الفلسطينيين. نحن في دائرة شؤون اللاجئين كنا وما زلنا مستعدين دائمًا لتقديم كل ما يلزم لخدمة المخيمات". وقدّم السيد محمد عليان خلال الزيارة مسودة الوثيقة التوجيهية الخاصة بإعداد استراتيجية دائرة شؤون اللاجئين إلى رؤساء اللجان الحاضرين، من أجل الاطلاع عليها والمساهمة في تطويرها.
كما تم خلال الزيارة توزيع منحة السيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، المقدمة من خلال دائرة شؤون اللاجئين واللجنة الشعبية في مخيم جنين لعشرة من الطلاب الأوائل، كمساعدة لهم في ظل الوضع الاقتصادي الصعب. وتوزع المنحة للمرة الثانية بعد أن قُدمت أبان الاجتياح الأول لمخيم جنين في شهر تموز من العام الماضي 2023.
وشارك في وفد دائرة شؤون اللاجئين كل من مدير عام الإدارة العامة للمخيمات محمد عليان، ومدير عام الدائرة المالية علي صوافطة، ومدير عام دائرة المشاريع محمد السيد، ومدير عام الدراسات أحمد خلة، ومديرة مكتب الدائرة في الشمال نسرين ذوقان، ومدير ملف وكالة الغوث كنعان الجمل، ومدير دائرة الرقابة حسام مصلح، والمسؤول الإعلامي حسني صعابنة، بالإضافة إلى أزهار الخليلي من دائرة المشاريع.