![]() |
الأحد 6 تشرين الأول 2024 13:20 م |
عدوٌّ تخطّى الخطوط الحمراء |
* جنوبيات
الحرب تُعدّ من أبشع التجارب الإنسانية، فهي تكشف عن أقسى جوانب الطبيعة البشرية. إنها ليست مجرّد صراع عسكريّ، بل هي دمار شامل يمتدّ بآثاره القاسية على المجتمعات، ويمحو الأحلام والطموحات. في هذا السياق المأساوي، لا يمكن تجاهل ضعف القرارات الدولية. رغم وجود قوانين تنظّم الصراعات المسلحة وتحمي المدنيين، إلا أن تلك القوانين تبدو عاجزة أمام عنف الواقع. تتكرر الدعوات لوقف إطلاق النار، لكن بلا جدوى، إذ يستمر العدو في انتهاكاته، مما يثير الشكوك حول قدرة المجتمع الدولي على حماية الحقوق الإنسانية. في ظل هذه الحرب وهذا الواقع الأليم، تبدو الدولة اللبنانية عاجزة ومنهارة، غير قادرة على مساندة شعبها النازح بسبب تفشّي الفساد والنهب. هذه الممارسات أضعفت الدولة وأهدرت مواردها، حيث استُخدمت لأغراض شخصية بعيدًا عن مصلحة الشعب. المواطنون فقدوا الأمل في التغيير أو التقدّم، وباتوا يشعرون بأنهم يخوضون معركة غير متكافئة. كيف يمكن لوطن أن يصمد أمام هذه الحرب في ظل تلك الظروف القاسية؟ غياب العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات بشكل عادل يزيد من شعور المواطنين بالظلم والمعاناة. فالتاريخ يؤكد أن الشعوب التي تُحرم من حقوقها الأساسية لا يمكن أن تقف صامدة أمام عواصف الحروب. ومع ذلك، ورغم كل هذا الدمار والاعتداءات الصهيونية على لبنان، نجد مقاومة صلبة وجبارة، تمتلك العزيمة والإصرار والإيمان بالدفاع عن أرضها وحقوق شعبها، وتواجه العدو العنصري المتغطرس بثبات وجسارة. الحرب قاسية ومدمّرة، والعدو لا يعرف الرحمة، مما جعل الوطن يغرق في حالة من انعدام الأمن والاستقرار، مهددًا بذلك مستقبل الأجيال القادمة. في ظل هذه الأوضاع الخطيرة، يجب على جميع الأطراف المعنية أن تقف وقفة حازمة. من الضروري إيجاد آليات فعّالة لوقف هذه الاعتداءات وحماية المدنيين الذين يعانون من ويلات الحرب. إن تعزيز التضامن العربي والدولي بات أمرًا لا غنى عنه لرفع الظلم، وإحياء الأمل في بناء وطن يسوده الأمان. كما يجب أن يبقى صوت الضمير الإنساني قويًا، مع تضافر الجهود لحماية الإنسان وكرامته. المصدر :جنوبيات |