الأحد 6 تشرين الأول 2024 15:33 م |
الشّرق الاوسط يشتعل.. هل اقتربت الحرب الشاملة؟ |
* جنوبيات
مع اشتداد المعارك في لبنان، وارتفاع منسوب التهديدات بين إسرائيل وإيران، عاد الحديث من جديد حول خطر نشوب حرب شاملة. وأضاف الخبراء أن إسرائيل لن تتراجع على الأرجح عن شن هجوم جوي على إيران الأيام القليلة المقبلة ردا على إطلاق طهران نحو 180 صاروخا باليستيا على إسرائيل الثلاثاء الماضي.
أهداف محتملة وأضاف أن الأهداف المحتملة تشمل المواقع التي لها أهمية عسكرية لدى إيران مثل البنية التحتية للصواريخ ومراكز الاتصالات ومحطات الطاقة. وقال أكثر من 6 مسؤولين سابقين من الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط ممن عملوا في المجال العسكري والاستخباراتي والدبلوماسي -خلال مقابلات أجرتها رويترز- إن إسرائيل لن تستهدف على الأرجح المنشآت النفطية التي تدعم اقتصاد إيران أو المواقع النووية. وتوقع الخبراء أن يؤدي قصف هذه الأهداف شديدة الحساسية إلى رد فعل إيراني قوى، بما في ذلك احتمال شن طهران هجمات على مواقع إنتاج النفط لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ومنها دول الخليج العربية. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه لن يكشف عن سير المفاوضات التي يجريها على الملأ عندما سُئِل عما إذا كان حث إسرائيل على عدم مهاجمة منشآت النفط الإيرانية. وجاءت تصريحات بايدن بعد ساعات من تصريحه بأن واشنطن تناقش مثل هذه الضربات الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط. وفاجأت إسرائيل معظم دول العالم بهجومها العنيف والموسع على حزب الله الشهر الماضي، والذي بدأ بتفجير آلاف من أجهزة الاتصال المعروفة باسم "البيجر" وأجهزة اللاسلكي "ووكي توكي" التي يستخدمها أعضاء الحزب، واستمر الهجوم باغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في غارة جوية على بيروت، ووصل الأمر إلى حد التوغل البري في جنوب لبنان. وقال نورمان رول، المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، الذي كان مسؤولا عن الملف الإيراني من عام 2008 إلى 2017 "ليس من الحكمة أن يحاول مراقبون من الخارج التكهن بخطة الهجوم الإسرائيلية". وأضاف "لكن إذا قررت إسرائيل توجيه ضربة متناسبة وجوهرية في الوقت ذاته، فقد تختار أن تقتصر هجماتها على الصواريخ الإيرانية وبنية فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي دعم الهجمات التي شنتها طهران ووكلاؤها على إسرائيل". وقال رول إن إسرائيل يمكن أن تقصف المنشآت الإيرانية العاملة في تكرير البنزين والديزل للاستهلاك المحلي مع تجنب المنشآت التي تُستخدم في تصدير النفط، وهو ما سيحرم طهران من أي مبرر قد تلجأ إليه لقصف منشآت النفط في دول الخليج ويحد من ارتفاع أسعار النفط الخام.
إيران "خصم حذر"
فعلى مدى العام المنصرم، لم تقع أي مواجهات عسكرية بين دول ذات سيادة إلا بين إيران وإسرائيل اللتين تفصل بينهما دولتان أخريان ومساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية. وتتوعد إيران منذ فترة طويلة إسرائيل بأنها ستدمرها، إلا أن طهران اتخذت موقفا حذرا في هذه الأزمة إذ درست بعنابة هجومين جويين أطلقتهما على إسرائيل، أولهما في نيسان بعد أن قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في سوريا، مما أسفر عن مقتل عديد من القادة، والثاني هذا الأسبوع بعد مقتل نصر الله. ولم يسفر الهجومان الإيرانيان إلا عن مقتل إسرائيليين، حسب السلطات الإسرائيلية. ويُعتقد على نطاق واسع أن مصر، التي خاضت حروبا مع إسرائيل في أعوام 1948 و1956 و1967 و1973 ووقعت معاهدة سلام معها في 1979، ليس لديها اهتمام يذكر بالدخول في هذا الصراع. أما سوريا، حليفة إيران والتي خاضت أيضا معارك مع إسرائيل في الماضي، فهي غارقة في انهيار اقتصادي بعد عقد من الصراع الداخلي في أعقاب الثورة السورية عام 2011.
وتريد دول الخليجن التي ترتبط بشراكات قوية مع الولايات المتحدة على الصعيد الأمني، أن تنأى بنفسها عن هذا الصراع.
هل من المحتمل ضرب مواقع نووية؟ كما أجبرت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل آلاف الأسر في شمال إسرائيل وجنوب لبنان على مغادرة منازلهم. وقال المصدر المطلع في واشنطن إن الولايات المتحدة لا تضغط على إسرائيل للامتناع عن الرد العسكري على الهجوم الإيراني الأحدث، مثلما فعلت في نيسان، لكنها تدعو لدراسة متأنية للعواقب المحتملة لأي رد. ومع ذلك، فقد ثبت أن نفوذ واشنطن على إسرائيل محدود، ولا يزال نتنياهو مصرا على استهداف من يصفهم بـ"أعداء إسرائيل". وقال ريتشارد هوكر، ضابط متقاعد بالجيش الأميركي خدم في مجلس الأمن القومي في عهود رؤساء جمهوريين وديمقراطيين، إن "الإسرائيليين تجاوزوا بالفعل كل الخطوط الحمراء التي حددناها لهم". ويعني اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من تشرين الثاني أيضا أن قدرة بايدن على الإقناع صارت محدودة خلال الأيام الأخيرة التي يمضيها في البيت الأبيض. وقال هوكر إن استهداف مثل هذه المواقع ممكن، ولكنه غير محتمل "لأنه عندما تفعل شيئا كهذا فإنك تضع القيادة الإيرانية في وضع يمكّنها من القيام بأمر مأساوي جدا ردا على ذلك". وتعتبر إسرائيل البرنامج النووي لطهران تهديدا وجوديا لها. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط رغم أنها لم تؤكد أو تنف امتلاكها مثل هذه الأسلحة. المصدر :وكالات |