أطلقت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية ، بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، مشروع تحسين مخيم الأمعري في حفل أقيم في قاعة مركز شباب الأمعري، بحضور رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي، وسفير الشؤون الفلسطينية وممثل اليابان لدى فلسطين السيد ناكاشيما يونيتشي ، وعطوفة محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ومدير منطقة القدس واريحا في الاونروا، وممثلين عن الفصائل ومؤسسات المخيم والبلدية والحكم المحلي والمكاتب التنفيذي واللجان الشعبية في مخيمات محافظة رام الله، وحضور لكافة قطاعات المخيم من شباب وذوي إعاقة ونساء وأطفال وكبار سن.
وفي بداية اللقاء رحب رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الأمعري، السيد طه البس، بالحضور وقال أن المشروع الذي تنفذه دائرة شؤون اللاجئين بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، "يأتي في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه حكومة اليابان للمجتمع الفلسطيني، ويسعى للمساهمة في التخفيف من معاناة اللاجئين وتعزيز صمودهم في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمرون بها، معربًا عن أمله في أن تواصل الحكومة اليابانية دعمها لتمويل مشاريع إضافية لتحسين المخيمات، ومنح مخيمات الدفعة الثالثة من المرحلة الثانية( بلاطة، الامعرى، الدهيشة) الأولوية التي تستحقها.
ومن جهتها أكدت محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، على الدور الذي تلعبه دائرة شؤون اللاجئين، ورئيس الدائرة في أوساط اللاجئين والمخيمات، وأضافت بان الشعب الفلسطيني سيواصل صموده على أرضه، وخاصة في المخيمات التي تمثل أصل الحكاية، رغم إرهاب الاحتلال المتواصل، وأوضحت أن الجهود ستتواصل جنبًا إلى جنب مع دائرة شؤون اللاجئين وكافة المؤسسات المعنية لتعزيز صمود اللاجئين، وتحسين ظروفهم الحياتية، وإيصال صوتهم إلى العالم، في مواجهة محاولات الاحتلال لتهجيرهم، وأكدت على أهمية ان تستمر اليابان في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني حتى تحقيق الحرية والاستقلال، وخصوصا الدعم السياسي للوصول الى وقف حقيقي لحرب الإبادة ووقف شلال الدم في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
وفي كلمته امام الحضور نقل رئيس دائرة شؤون اللاجئين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد أبو هولي، تحيات السيد الرئيس محمود عباس" أبو مازن" والقيادة الفلسطينية، مؤكدا أن سيادته يولي اهتماما كبيرا بقضية اللاجئين الفلسطينيين والمخيمات، ومتابعة الحثيثة التي يجريها حول كافة التطورات وخصوصا استهداف المخيمات واستهداف الاونروا، كما ونقل تحيات دولة رئيس الوزراء د. محمد مصطفى الذي قام منذ توليه منصبه بعدد مهم من الجولات الميدانية للمخيمات.
وأشار د. أبو هولي إلى أن هذه المرحلة من المشروع والتي تشمل مخيمات بلاطة، الأمعري والدهيشة، تمثل خطوة هامة في تطور المشروع بعد النجاحات الكبيرة في مخيمات الدفعات السابقة (عسكر القديم والجديد ونور شمس وعقبة جبر والفوار وعايدة وعين السلطان ودير عمار والجلزون) والتي تساهم في تعزيز صمود اللاجئين عبر تحسين أوضاعهم الحياتية، وأشاد د. أبو هولي كذلك بنموذج التخطيط التشاركي الشمولي، الذي اعتمدته الدائرة في عملية تنفيذها مشروع تحسين المخيمات، معتبرا ان المقاربة التشاركية تتيح لكل فئات المجتمع والمؤسسات ذات الصلة الانخراط الفعلي في تحديد أولوياتهم ، مما يضمن التخطيط بالتعاون مع المجتمع وليس نيابة عنه.
ومن جهة أخرى أكد د. أبو هولي على أن الأونروا، رغم ما تواجهه من حملة إسرائيلية منظمة لتشويه سمعتها وربطها بالإرهاب، ستظل الجهة الأممية صاحبة التفويض الرسمي لتقديم الخدمات للاجئين وفق القرار 302، وأنها شريك أساسي في هذا المشروع. ودعا في كلمته إلى تضافر جهود كافة المؤسسات الوطنية، وعلى رأسها المحافظة ووزارات الأشغال العامة والحكم المحلي والتنمية الاجتماعية، لضمان توفير الموارد اللازمة لتنفيذ الخطط الاستراتيجية المستقبلية التي تهدف إلى تحسين أوضاع المخيمات.
وفي سياق متصل قال مدير منطقة القدس واريحا في الاونروا، السيد ثائر جالود بأن "هذا المشروع يأتي كخطوة هامة نحو تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين". وأكد على التزام الوكالة بدعم هذه المبادرات، مشددًا على أن المشاريع التنموية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز قدرة المجتمع المحلي على مواجهة التحديات الراهنة. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه المشاريع في توفير بيئة أفضل تدعم استقرار اللاجئين وحقهم في حياة كريمة.
وفي كلمته امام الحضور أكد سفير الشؤون الفلسطينية وممثل اليابان لدى فلسطين السيد ناكاشيما يونيتشي عن سعادته بمشاركة أبناء مخيم الأمعري في هذا الحدث الهام، مقدماً شكره لجميع الحاضرين على حسن الاستضافة. وأثنى على جهود دائرة شؤون اللاجئين واللجنة الشعبية للمخيم، مؤكدًا أهمية المشروع في تعزيز الشراكة والمشاركة.
وأعرب عن حزنه إتجاه الأوضاع المأساوية في غزة والضفة ولبنان، وما خلفته من معاناة وتشريد، خاصة بين الأطفال والنساء. ودعا إلى ضرورة العمل من أجل تحقيق السلام والأمان في المنطقة، معربًا عن أسفه لما يعانيه الفلسطينيون في الضفة الغربية من اقتحامات وقيود سياسية واقتصادية.
وأشار السفير إلى أن مشروع JICA لتحسين مخيمات اللاجئين، الذي بدأ منذ عام 2016، حقق إنجازات ملحوظة تلبي احتياجات مختلف المخيمات من خلال نهج المشاركة المجتمعية. وأعرب عن أمله أن يكون هذا المشروع مصدر أمل واعتزاز لمساهمة اليابان في تخفيف معاناة اللاجئين.
وأكد على استمرار اليابان في دعم تحسين المخيمات، مشددًا على أن هذا الأمر يظل أولوية، وأن اليابان تسعى لتحقيق أثر إيجابي في حياة المتضررين. واختتم السفير بالتأكيد على دعم اليابان الحاسم لشعب وحكومة فلسطين، والعمل على تعزيز الاقتصاد الوطني وبناء علاقات تعاون وثيقة بين الفلسطينيين واليابانيين.
ومن جهته أكد الممثل العام لمكتب "جايكا" في فلسطين، ميتسوتاكا هوشي، خلال كلمته في إطلاق مشروع تحسين المخيمات في مخيم الأمعري، على أهمية هذا المشروع في تعزيز جودة الحياة للاجئين الفلسطينيين، وعبّر هوشي عن تعازيه للشعب الفلسطيني وحكومته، موجهًا تضامنه مع عائلات الضحايا المتأثرين بالنزاع الذي اندلع في 7 أكتوبر 2023، معربًا عن أمل "جايكا" في أن يتحقق السلام في فلسطين قريبًا، وأشار السيد هوشي إلى أن "جايكا" تولي اهتمامًا خاصًا بتحسين ظروف المجموعات الهشة والمهمشة، بما في ذلك اللاجئين، كجزء من سياستها التنموية الرسمية في فلسطين. أوضح أن مشروع "بالسيب2" يهدف إلى تعزيز المهارات والقدرات لدى دائرة شؤون اللاجئين لتسهيل تحسين المخيمات من خلال منهج تشاركي شامل، حيث يعمل الخبراء المحليين واليابانيون بشكل وثيق مع طاقم الدائرة لتطوير وتنفيذ خطط تحسين المخيمات، وأكد السيد هوشي أن مشروع "بالسيب2" في مخيم الأمعري سيوفر منصة لسكان المخيم لرفع أصواتهم وتحديد احتياجاتهم والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى تحسين أوضاع المخيم. وشدد على أن المشروع لا يحل محل خدمات الأونروا، بل يعززها، مع احترام كامل لحق العودة. وأعرب عن ثقته بأن التزام سكان المخيم وتفانيهم، بدعم من دائرة شؤون اللاجئين، سيساهمان في إحداث تغييرات إيجابية في ظروف المعيشة وعقلية سكان مخيم الأمعري، معبرًا عن تطلعه لسماع المزيد حول المشروع من زملائه في دائرة شؤون اللاجئين.
ويعتبر مشروع تحسين المخيمات الذي تنفذه دائرة شؤون اللاجئين وبدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) من المشاريع الرائدة داخل المخيمات، ويسعى لتحسين اوضاع اللاجئين وتعزيز صمودهم وتوفير المنعة الاجتماعية لهم، ومن الجدير ذكره ان المشروع مر بمرحلتين داخل المخيمات في الضفة الغربية، المرحلة الاولى تم تنفيذها خلال اعوام 2017 - 2019 في كلٍ من مخيم عقبة جبر والجلزون وعسكر القديم، في حين ان المرحلة الثانية من المشروع والتي تعرف ب (PALCIP II) وتستمر لخمس سنوات 2020-2025 وتشمل مخيمات الفوار وعين السلطان ومخيم نور شمس وعسكر الجديد ودير عمار وعايدة. (الدفعة الاولى والثانية)، واستمرارا للمرحلة الثانية يجري استكمال نطاق أنشطة مشروع تحسين المخيمات في مخيمات بلاطه والامعري والدهيشة.