إن أردت أن تسأل الله بعض الأسئلة، فاسأله بدايةً هدوء النّفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصّدر.
ثمّ سلْه التّوفيق في خطاك، وحياةً مليئة بكلّ ما يرضيه. وبقلب خاشع، وعين دامعة اسأله أن ييسّر دربك، ويغفر ذنبك، ويفرّج عنك كربك، ويهوّن عليك كلّ صعب، وأن يرزقك رزقًا حلالًا طيّبًا، وأن يبارك لك في هذا الرزق. فهو العظيم، وهو الحليم، وهو الحكيم، وهو أكرم الأكرمين وأرحم الرّاحمين.
ليس بالعين نرى أحبابنا، بل هو القلب لا ريب فيه. فالعيون تراك بأشكال مختلفة. هناك من يراك بعين الجمال، وهناك من يراك بعين الأخلاق، وهناك من يراك بعين التّقدير والاحترام.
لكن، ثمّة عين تراك بجمال كلّ ذلك وربّما أكثر. هي "عين القلب".
هكذا نرى الأحبّة، من خلال قلوبنا التي تتوق شوقًا لرؤياهم بشغف الحنين، وأنس السّنين. فالمودّة والمحبّة بقرب القلوب والأرواح، لا بالأجساد. فما أجمل أن تكون مصدر ثقة وارتياح عند أشخاص
عرفوك من خلال كلماتك فحسب.
ومن منطلق الحرص على التمسّك بمناهل الأحباب، وعين الصّواب، ومفاتيح الأبواب، أبواب الخير الممزوج بالمحبّة وطيب المسك والعنبر، نتوجّه إلى ربّ الأرباب بالقول:
"اللهمّ إنّا نسألك نفسًا بك مطمئنّة تُؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنعُ بعطائك".
القاضي م جمال الحلو