أكد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر على أن "الاحتلال الإسرائيلي يُواصل عدوانه الجوي والبري، والجديد فرض الحصار البحري من منطقة الناقورة حتى نهر الأولى، مُحذراً من استهداف الصياديين والمُواطنين في هذه المنطقة، كما أن الحراك السياسي ولكن الطروحات التي تُعرض على لبنان لوقف الحرب، من دون أن يتزامن ذلك مع وقف العدوان وحرب الإبادة ضد أبناء شَعبِنا في قطاع غزة، تهدف لفصل المسار عن إسناد غزة".
وقال زعيتر خلال لقاء مع "صوت فلسطين"، يوم الاربعاء في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024: "الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستمرار عدوانه على أكثر من جبهة في الجنوب اللبناني بعد قطاع غزة، والعدوان على الضفة الغربية، فضلاً عما يجري من قصف من العراق أو إيران واليمن".
وأشار إلى أن "ما يجري على الساحة اللبنانية، هو استمرار العدوان مُنذ الاجتياح الجوي قبل أكثر من أسبوعين، حيث يُكثف الاحتلال غاراته بشكل كبير، خاصة على الضاحية الجنوبية لبيروت، مُتحدثاً عن استهداف عددٍ كبيرٍ من القيادات الرئيسية لـ"حزب الله" والقادة الميدانيين، وقد تمكن من تحقيق العديد من الأهداف التي وضعها، أيضاً الدمار الكبير الذي لحق بالضاحية الجنوبية، هو أمر غير مسبوق، يفوق ما جرى في عدوان تموز/يوليو 2006، والغارات التي تستمر بشكل مُكثف، وفي المكان ذاته لمنع وصول فرق الإنقاذ والإسعاف لإنقاذ المُصابين أو إطفاء الحرائق التي تشتعل".
وأكد على أن "العدوان الإسرائيلي لا يتوقف على المنطقة، بل يُركز أيضاً على العمق اللبناني، وتحديداً منطقة البقاع، التي تُعتبر منطقة استراتيجية داعمة للمُقاومة في لبنان، هذا إضافة إلى العدوان المُتواصل على مناطق الجنوب اللبناني كافة، عبر الغارات من الطيران الحربي الإسرائيلي، من المسيرات، والقصف المدفعي من المناطق القريبة من الحدود الفلسطينية، هذا يُشير إلى أن خطوة الاحتلال الإسرائيلي بالعدوان الجوي مُتواصلة، مع محاولات التقدم والتوغل البري للقوات الإسرائيلية".
وأوضح أن "هذه المُحاولات يتم إفشالها حتى الآن، وكانت صباحاً في منطقة اللبونة - الناقورة، عند القطاع الغربي من جنوبي لبنان، حيث يسعى الاحتلال لتحقيق أكثر من هدف، فالتقدم البري في تلك المنطقة مع محور كفرفلا ومارون ويارون، فضلاً عن مرجعيون، والقطاع الشرقي كفرشوبا وشبعا، وأيضاً الحديث عن احتمالات التوغل البري، قد تكون باتجاه منطقة البقاع، وذلك بهدف فصل الجنوب عن البقاع وسوريا".
واعتبر أن "زنار النار الإسرائيلي يتكثف بشكل رهيب، لكن المُقاومة ما زالت تُفشل مُحاولات التقدم البري الإسرائيلي، والذي سيكون مُكلفاً، ولو عدنا بالذاكرة إلى العام 2006 لوجدنا أن دبابات الميركافا، تم تدميرها في وادي الحجير وسهل الخيام، هذا في وقت يُواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي التضييق على المجال البحري، وهو حذر صيادي الأسماك من استخدام الزوارق أو حتى الإبحار، أو حتى المُواطنين من الاقتراب من الشاطئ في المنطقة بين الناقورة ونهر الأولى، مُحذراً من أنهم سيكونون هدفاً عسكرياً".
وشدد على أنه في "المجال السياسي، هناك اتصالات تجري على أكثر من صعيد، يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، من أجل العمل على وقف الحرب، وهنا التساؤل حول الطروحات التي تعرض على لبنان، وهي وقف الحرب في لبنان، دون أن يتزامن ذلك مع وقف العدوان وحرب الإبادة ضد أبناء شَعبِنا في قطاع غزة، فهل تقبل المُقاومة بذلك، وهي التي دفعت قادة وأمينها العام السيد حسن نصر الله شهيداً، في عدم الفصل بين الساحتين بين لبنان وقطاع غزة، أم أن المشهد قد تغيير، خاصة مع المُبادرات الفرنسية - الأميركية، والحديث عن رزمة مشاريع ومواضيع، منها وقف الحرب والإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية على بعد أيام من إتمام الفراغ الرئاسي عامه الثاني".
وألمح إلى أنه عند "الحديث عن الولايات المُتحدة الأميركية، نتحدث عن إدارة الرئيس جو بايدن، وقبل أقل من شهر على موعد انتهاء ولايته، كيف يُمكن أن يترجم أي إنجاز في المساعي التي تقوم بها في صناديق الاقتراع، لدعم المرشحة كامالا هاريس، لأن أي تطور ميداني وعسكري في المنطقة ينعكس سلباً، إذا ما اتسعت دائرة الحرب ودخلت إيران في مُواجهة مُباشرة مع الكيان الإسرائيلي، فإن ذلك سيكون له انعكاسات على الإدارة الأميركية، وصندوق الاقتراع لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب، وليس لصالح هاريس".
وشدد على أن "هناك مصلحة إيرانية واضحة وصريحة، بأن يبقى "الحزب الديمُقراطي"، وليس عودة ترامب إلى الرئاسة، لذلك نرى بعض الضغوطات من إيران للتهدئة وعدم توسعة الحرب، فيما رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يكترث لأي من الضغوطات، ولا أي من التمنيات أو الظروف، هو يسعى لإثبات أنه أهم ملوك بني "إسرائيل"، وأنه حقق ما لم يُحققه مُؤسس الكيان الإسرائيلي ديفيد بن غورين".
ورأى أن "نتنياهو يسعى للاستمرار في عدوانه، مادام هناك دعم أميركي مُطلق، وحاجة أميركية لأصوات "اللوبي اليهودي" في هذا الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، وهو يُنفذ بنك أهدافه، ويقول للأميركيين بأن الأهداف التي كنتم تتحدثون عنها، والأشخاص الذين كنتم تُلاحقونهم مُنذ العام 1983، عندما فجروا مقرات "المارينز" في بيروت، لم تتمكنوا من الوصول إليهم، أنا استطعت القضاء عليهم، خلال فترة أيام قليلة، وبالتالي استمرار هذا الدعم الأميركي غير المسبوق للكيان الإسرائيلي، سياسياً ودبلوماسياً في مجلس الأمن الدولي، وعسكرياً ومالياً بالدعم بالأسلحة المُتطورة، التي تُحقق أهدافها بدقة، خلافاً لما جرى في الحروب السابقة".
وشدد على أن "كل ذلك يُؤكد أن الإدارة الأميركية، لا يُمكن أن تُزعج نتنياهو و"اللوبي اليهودي" كثيراً، لأنها بحاجة لأصواتها، وهي كانت دائماً مُنحازة لصالح الكيان الإسرائيلي، حتى الرئيس الأميركي بايدن، عندما وقعت أحداث "طوفان الأقصى" حضر إلى الكيان الإسرائيلي، وأعلن أنه هو صهيوني، أي أنه في صلب المشروع".
وختم زعيتر بالقول: "نتنياهو يسعى لترسيخ مفهوم "إسرائيل الكبرى" في شرق أوسط جديد، هو يُريده، وهو في إطار تنفيذ ما كان أعلنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضمن "صفقة القرن"، وهو ما رفضه الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، قبل أن يُعلن عنه ترامب، لأنه يستهدف القضية الفلسطينية، بشكل رئيسي، وفي الطليعة منها قضية اللاجئين، سواء من يتواجدون في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وأيضاً في الشتات، لذلك نُلاحظ التركيز على استهداف اللاجئين الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وليس قرارات "الكنيست" الإسرائيلي الأخيرة بمُحاولة إلغاء وشطب وكالة "الأونروا"، ومنع عملها على الأراضي الفلسطينية، إلا في هذا السياق".