أعلن رئيس الحكومة تمام سلام إنه يشعر في كثير من الأحيان بأنه وحيد "لا بل عاجز عن القيام بالكثير من المستلزمات لصمود البلد".
وعبر سلام، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" عن هموم حكومته باللاجئين السوريين متى ستصل الأموال الموعودة، ما هي المشاريع المطلوبة.
وكشف انه عندما أخذ تدفق اللاجئين حجماً لم يعد لدينا القدرة على التعامل معه، كان قرار الحكومة واضحاً انه باستثناء حالات إنسانية خاصة يجب العمل على الحد من المزيد من التدفق، فضلاً عن أن المناطق السورية المتاخمة للبنان كانت قد هُجرت بأكملها، فلم يعد هناك إلا من يريد الإتيان من مناطق بعيدة
.ونفى سلام أن يكون هناك برود أميركي تجاه لبنان، على العكس تم إبلاغه "أن حصة لبنان من المساعدات الأميركية تفوق حصة الأردن وحصة تركيا إنهم مهتمون كثيراً بلبنان".
وقال سلام "نرحب بأي دولة تريد أن تساعد لبنان وتساهم في مناعته وتعزيزه اقتصادياً وإنتاجياً".
واكد رئيس الحكومة ان علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية علاقة عريقة وتاريخية وعميقة، ليس فقط، إنها ليست مهددة، بل هي دائمًا على أفضل وجه وعلى أحسن حال، ومن جهتي لا أوفر مناسبة ألا وأعمل فيها على تعزيز هذه العلاقة، وطبعا لا أوفر مناسبة إلا وأذكر ما للمملكة على لبنان من أفضال كثيرة، وفي مناسبات ومحطات كثيرة، وفي كل مناسبة نعجز عن شكر المملكة على ذلك. ونتمنى أن تستمر العلاقة وتستمر الصداقة.
وأضاف: علاقتنا مع دول الخليج قائمة على قدم وساق، والخميس التقيت مع أمير الكويت، والكويت دولة صديقة للبنان وأفضالها على لبنان وعلى كل العرب كبيرة جداً.
واستبعد سلام زيارة إيران، ونفى أن يكون تجنب لقاء محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر لندن، ويقول إنه عندما يكون الوقت مناسباً سيقوم رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو بزيارة لبنان.
واعتبر سلام أن الاتهامات الدائرة بين وزارة المالية وبعض المسيحيين عابرة "نحن متمسكون بالمناصفة ما بين المسيحيين والمسلمين".
واعترف بأنه لم يتمكن من حل مشكلة مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا "لكن لن نتوقف عن السعي".
سلام اكد أن الجيش اللبناني قادر رغم كل شيء على مواجهة الجهات الإرهابية والقوى المتطرفة "المصممة على إقلاق وضعنا". وقال: "جيشنا والقوى الأمنية في مواجهة مع الإرهاب ومع أعداء لبنان وفي مقدمها إسرائيل، وأي مساعدة تأتي لجيشنا ولقوانا الأمنية، أيضاً غير مشروطة ومن دون مقابل، نرحب بها إن كانت من إيران أو من غيرها".
ورأى انه ليس خائفاً من حصول انفكاك في الجيش، فقيادة الجيش تقوم بواجباتها في جمع الكلمة وتوحيد الصفوف، ولم نلمس كما لم يحدث أي أمر، يدل على أنه، لا سمح الله، ستكون هناك انتكاسة أو ضعف داخل صفوف الجيش، بل على العكس كل ما يظهر هو المزيد من الصمود والمناعة والقوة داخل الجيش.
رئيس الحكومة اكد ان لا شيء يمنع الجيش من دخول عرسال، ولكن هناك أبناء عرسال. إن دخول عرسال سيكلف أثماناً باهظة. أما مواجهة داعش والنصرة فوق التلال المحيطة بعرسال، فرغم التداخل الذي يفرضه وجود 120 ألف لاجئ سوري مقابل 35 ألف لبناني هم أهل عرسال، فإنه رغم كل شيء يقوم الجيش بما عليه القيام منه، ويواجه يوميًا وسوف يستمر طالما أن الجهات الإرهابية والقوى المتطرفة مصممة على إقلاق وضعنا على تلك الحدود.
وشكك سلام في أن تكون كل الأطراف حريصة على بقاء النظام اللبناني الديمقراطي، وإلا "لاجتمعوا لإنقاذ هذا النظام". ويضيف: "علينا أن نسعى إلى انتخاب رئيس للجمهورية إذا أردنا الحفاظ على النظام". ويقول إن الصراع السياسي يضعف الدولة ويمهد لدويلات. واستبعد سلام دخول لبنان في أزمة مالية كتلك التي عصفت باليونان.
ودافع عن القطاع المصرفي فيقول: "نعول عليه، بل تعول عليه دول العالم، وسأدافع عنه، رغم أن مشكلة عدم انتخاب رئيس للجمهورية تقض مضجعه".