الثلاثاء 15 تشرين الأول 2024 23:58 م

مقدمات نشرات الأخبار مساء الثلاثاء 15-10-2024


* جنوبيات

 

جهود دبلوماسية نشطة لكن ثمة برودة على مستوى الحصاد المتوخى منها توازيها سخونة متنامية في وقائع العدوان الإسرائيلي على لبنان.

في الشق الأول إتصالات ومشاورات … إجتماعات وهواتف لا تهدأ في عواصم معنية ومؤثرة لكن من دون تبلور نتيجة عملية تلجم العدوان حتى الآن.

ذلك أن صناع القرار وأهل الحل والربط الرئيسيين يقولون ولا يفعلون ما يشجع العدو الإسرائيلي على المضي في مغامراته العدوانية.

على المستوى الدبلوماسي العربي موقف قطري واضح على لسان أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: لقد كان المخرج الاسهل لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان هو وقف حرب الإبادة على غزة لكن إسرائيل اختارت تنفيذ مخططات معدة سلفا في مواقع أخرى مثل الضفة الغربية ولبنان.

هذه المقاربة اسست لدعوة أطلقها الشيخ تميم من أجل وقف العدوان على لبنان وتنفيذ القرار 1701.

هذا القرار يريد لبنان أن يطبقه كما يريد وقفا لإطلاق النار على ما أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي شدد على أن لا داعي للحديث عن القرار 1559 لأنه سيكون مصدر خلاف بين اللبنانيين.

ميقاتي كشف أن لبنان حصل على ضمانات أميركية لخفض التصعيد الإسرائيلي في بيروت وضاحيتها الجنوبية.

وأبعد من لبنان وقطر تدور في أروقة مقر الأمم المتحدة في نيويورك مشاورات حول مشروع قرار أميركي – فرنسي لوقف الأعمال العدائية على أساس خريطة الطريق الدولية – العربية المقترحة من واشنطن وباريس.

وفي موازاة تأكيده احترام الخط الأزرق ودعمه سلامة أراضي لبنان وسيادته يتضمن المشروع بعض الإلتباسات التي تتصل على سبيل المثال بإقامة منطقة خالية من المقاومة وسلاحها جنوب الليطاني وبإدراج ال1559 بين القرارات الدولية المراد تطبيقها وبتسهيل العودة المتدرجة للنازحين اللبنانيين.

وربطا بهذه الجزئية ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي يطالب بمنع عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم في الجنوب في أي إتفاق يمكن التوصل إليه.

هو مطلب باطل أطلق على إيقاع تهديدات نطق بها بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت بمواصلة ضرب مناطق لبنان بما فيها بيروت بقوة ولا سيما بعد استهداف المقاومة قاعدة عسكرية في بنيامينا.

وفي ترجمة لهذه التهديدات كثف العدو غاراته على الجنوب والبقاع مرتكبا المزيد من المجازر إحداها في جرجوع حيث استشهدت عائلة بكامل أفرادها الأربعة وهم أب وأم وطفلاهما.

هذا الإجتياح الجوي التدميري لم ينجح في تكبيل يد المقاومة التي أمسكت مجددا بزمام المبادرة واستعادت عافيتها ومضت في الإرتقاء بعملياتها عمقا وأسلحة ونتائج.

ومن علائم هذا البأس خوض المقاومين معارك ضارية مع قوات الإحتلال التي تحاول تحقيق إختراقات برية كان آخرها على محاور العديسة ومركبا ورب ثلاثين وعيتا الشعب.

هي ملاحم بطولية يخوضها المقاومون لم تستطع كل الفيديوهات والمشاهد المفبركة والممنتجة التي ينشرها جيش الإحتلال والإعلام العبري أن يطمس حقيقة ما يسطرونه ذودا عن تراب جنوبهم ولبنان.

ومن علائم بأس المقاومة أيضا نجاحها في إسقاط مسيرة إسرائيلية من طراز هيرمس 450 المتطورة.

وفي إطلالة على الكثير من وقائع المشهد بميدانيه العسكري والسياسي إعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن المقاومة انتقلت إلى مرحلة إيلام العدو وصواريخها تصل إلى حيفا وما بعدها كما أراد السيد نصرالله لافتا إلى أن لبنان أمام وحش هائج ولكنه بشر إلى أن المقاومة ستمسك برسنه وتعيده إلى الحظيرة.

الشيخ قاسم قال: بما أن العدو استهدف كل لبنان فلنا الحق ومن موقع دفاعي أن نستهدف أي نقطة في الكيان العبري.

للمرة الثالثة في ثلاثة أسابيع أطل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على الرأي العام. من حيث الشكل إطلالة اليوم أفضل من الإطلالتين السابقتين. فقاسم بدا أكثر تأقلما مع دوره الجديد وأكثر إقناعا. كما أن المسؤولين عن الإطلالة درسوا التفاصيل أكثر.

إذ إن قاسم جلس بين علم لبنان وعلم الحزب من جهة وبين صورة السيد حسن نصرالله من جهة أخرى. فهل يعني ظهور العلم اللبناني للمرة الأولى أن الحزب أضحى مقتنعا اكثر بالعودة إلى لبنان وإلى مشروع الدولة؟

في المضمون لا شيء يدل على ذلك. فالإطلالة غير المباشرة لقاسم لم تقدم جديدا يذكر على الصعيد السياسي، وفيها كرس المعادلة الآتية: إما وقف لإطلاق النار بلا شروط مسبقة وإما مقاومة حتى النهاية.

بالتالي قاسم أعاد تهميش مبادرة عين التينة، فلم يشر إلى القرار 1701 لا من قريب ولا من بعيد، كما لم يتحدث عن رئاسة الجمهورية ولا عن أي أمر إجرائي آخر يمكن أن يساعد اللبنانيين في الخروج من الأزمة.

قاسم الذي رأى أن حزب الله انتقل من مرحلة إسناد غزة إلى مرحلة إيلام إسرائيل إعتبر أن فريق الممانعة لا يخدم مشروع إيران في المنطقة بل مشروع فلسطين. لكنه لم يقل عن أي فلسطين يتكلم. هل عن فلسطين الضفة الغربية التي لم تتحرك ولم تساند غزة رغم ما حصل بها؟ أم عن فلسطين غزة التي اصبحت خرابا ودمارا وموتا ولو اعتبر قاسم أنها لم تهزم؟

في اختصار: قاسم أكد من جديد التصاقه بإيران والتزامه سياستها، ما يعني أن الحرب المدمرة مستمرة حتى إشعار آخر، وخصوصا أن نتانياهو لاقاه في منتصف الطريق مؤكدا أن الحرب ستطول وأن اسرائيل عازمة على تحقيق النصر.

تحت وطأة الإعلان الصريح عن وقف المفاوضات الأميركية-الإيرانية، ووسط حركة إقليمية ناشطة، توجها في الساعات الاخيرة وصول ولي العهد السعودي إلى القاهرة، تتواصل الحرب على لبنان، ويدفع اللبنانيون في كل لحظة ثمنها من حياتهم وأرزاقهم، حتى تجاوز عدد الشهداء وفق آخر ارقام وزارة الصحة 2350 شهيدا وأكثر من عشرة آلاف جريح.

وفي إطلالته الثالثة منذ استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كرر الشيخ نعيم قاسم اليوم عدم جواز فصل لبنان عن فلسطين، لكنه جزم في المقابل أن الحل بوقف اطلاق النار، قائلا: بعد وقف اطلاق النار، وبحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون الى الشمال وترسم الخطوات الاخرى.

غير ان الرد على نائب الامين العام لحزب الله لم يتأخر، حيث أعلن بنيامين نتنياهو ان الحرب طويلة وهي مستمرة حتى النصر، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي ان الكيان العبري قطع ذراعي إيران، أي حماس وحزب الله، وأن إسرائيل ملتزمة تحقيق أهداف الحرب على الجبهة اللبنانية، بإبعاد الحزب عن الحدود.

أما على المستوى السياسي الداخلي، فتكرار للمواقف وتذكير بالمساعي، سواء على لسان رئيس حكومة تصريف الاعمال او سائر المعنيين، من دون ان يبدو الكلام قابلا للترجمة، أقله في المدى المنظور، في ضوء ازدواجية المعايير الدولية، حيث أعلن البنتاغون اليوم، في مؤشر جديد الى الدعم المطلق لإسرائيل على رغم مساعي وقف النار، أن أجزاء من منظومة ثاد المضادة للصواريخ بدأت في الوصول إلى إسرائيل أمس وستكون جاهزة للعمل بشكل كامل في المستقبل القريب.

واليوم، عقد المجلس السياسي للتيار الوطني الحر إجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، مؤكدا ثوابت التيار بحماية لبنان والوحدة الوطنية فيه، وداعيا الى وقف إطلاق النار عملا بالقرار 1701 الذي بات من الضروري تطبيقه كاملا من جهة لبنان ومن جانب العدو الاسرائيلي، الذي لم يتوقف عن إنتهاك قرارات مجلس الأمن، وهو يعمل اليوم على إبعاد قوات الطوارئ عن الجنوب لإبعاد الشاهد الدولي عن ممارساته، وتحضيرا لمرحلة وواقع جديد في المناطق الحدودية يبغي العدو الاسرائيلي فرضه.

وأكد التيار مواصلة التحرك لتأمين إنتخاب رئيس للجمهورية يكون على مستوى المرحلة المقبلة بما يعيد لم الشمل اللبناني حول مشروع إنقاذي وإصلاحي. ورأى أن إنتخاب الرئيس مسؤولية مشتركة بين جميع الكتل النيابية وأن كل عرقلة لهذا الإستحقاق تعني مزيدا من التفكك والإنهيار في الدولة.

وفي سياق متصل، أعرب التيار عن قلقه من مخاطر إزدياد التهجير الممنهج الذي يقوم به العدو الإسرائيلي لسكان الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، معتبرا أن هذا التهجير يحمل أبعادا خطيرة لجهة إفراغ الأرض من أصحابها والتسبب بضغط معيشي وباحتكاكات بين الضيوف الوافدين وسكان المناطق التي تستضيفهم. ودعا أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية الى تحمل مسؤولياتها في منع أي إحتكاك.

خارطة طريق ، سقف المواجهة ، معنويات … بهذه العناوين يمكن اختصار كلمة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

على قاعدة “العين بالعين” ، يقول قاسم: “بما أن العدو استهدف كل لبنان فلنا الحق ومن موقع دفاعي أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو” ، أي أن قاسم أسقط كل قواعد الاشتباك وكل الخطوط الحمر.

والجديد في كلمة اليوم أن “المساندة” اصبحت وراءنا، وقد وضع قاسم عنوانا جديدا للمعركة وهي: “نحن في مرحلة جيدية اسمها مواجهة العدوان والحرب الإسرائيلية على لبنان ولم نعد في مرحلة المساندة”.

ومن باب المعنويات، يقول قاسم: “نحن أمام وحش هائج لا يتحمل أن تمنعه المقاومة من تحقيق أهدافه، وأبشركم نحن من سيمسك رسنه ونعيده إلى الحظرة”.

خلاصة الكلام: حزب الله لن يتراجع، فماذا عن إسرائيل؟ وزراء انتقدوا وقف القصف الجوي على بيروت وتراجعه في الضاحية الجنوبية،تجاوبا مع مطلب الرئيس الأميركي جو بايدن، ودعوا الى تكثيف القصف الجوي على بيروت والضاحية الجنوبية من دون خطوط حمر، كما طالبوا بتعميق العملية البرية وتوسيعها.

المصدر :وكالات