الجمعة 18 تشرين الأول 2024 08:02 ص |
ما هي الأسلحة المستخدمة في قصف الضاحية؟ |
* جنوبيات بالكذب والخداع، يستثمر العدو الإسرائيلي صور انفجار الصواريخ التي يرمي بها مباني الضاحية الجنوبية. فهو يزعم أن هذه المباني تضم مخازن أسلحة، ويستدلّ على ذلك بالإشارة إلى كرات النار والشرر الذي يتطاير بعد كل استهداف. لكن هذا الدليل يسقط عندما يتبيّن أن مقذوفات العدو تنتج هذه الكرات من النار، وهذا ما سنعرضه بالدليل العلمي للمقذوفات المصممة لتكون قنابل حرارية «Thermobaric bombs».
يومياً، يلجأ الناطق الرسمي باللغة العربية لدى جيش العدو، إلى مجموعة من الأكاذيب بهدف التأثير في الوعي الجماعي. إذ يزعم أن قوات العدو ستقصف أبنية تستخدمها المقاومة في لبنان كمخازن أسلحة. وبقصد أو عن جهل، تنجرّ الشاشات إلى هذه المقاربة وتنقل صور الانفجارات وشهب النار التي تليها، بالاستناد إلى رواية العدو وسرديته عن وجود مخازن أسلحة داخل الأبنية المدنية. كذلك يتسابق مدّعو الخبرة والتحليل على شاشات التلفزيون لتقديم السردية نفسها. بشكل تفصيلي، ينفجر هذا المقذوف على مرحلتين؛ في الأولى، بعد ارتطام القذيفة بالهدف، تخرج غمامة كبيرة من الغازات، أو السوائل، أو حتى المواد الصلبة الفائقة الصغر. وهذه الغمامة قادرة على تغليف المبنى بأكمله، وفقاً لحجم القنبلة ووزنها. بعد انتشار الغمامة، تلتهب تركيبتها الكيميائية في خلال أجزاء من مليون الثانية، وتتحول إلى «كتلة بلازما» من الشرر والنار، وتحترق من دون الاعتماد على الأوكسجين الموجود في الجو. فيحصل الانفجار الأول الذي يدفع الغازات المحيطة بالمكان المستهدف بعيداً عنه، على شكل كرة عملاقة من الضغط. تصل حرارتها لحوالي 3 آلاف درجة مئوية، وتنتج ضغطاً هائلاً على النقطة المستهدفة تقدر قوّته بنحو 73 كيلوغراماً على كل سنتمتر مربع من المكان. قوّة هذا الضغط، أعلى بـ73 مرة من الضغط الجوي العادي، أي ما يشبه وضع كتلة وزنها يناهز 7 أطنان على كل متر مربع من أساسات المبنى، وأسقفه ما يؤدي إلى تفتته وانهياره. ونتيجة لهذا الانفجار الأول، يقع المكان المستهدف في الفراغ حرفياً، أي يخرج منه الهواء، وينخفض الضغط الجوي. وفي أجزاء من الثانية، يتعرض المبنى المستهدف لضربة ثانية ناتجة من عودة الهواء المحيط بالمبنى إلى مكانه مع ما يحمله من أوكسجين، وبالسرعة نفسها التي غادرها، ما يخلق موجة ضغط ثانية تزيد من القدرة التدميرية.
في المرحلة الثانية من انفجار المقذوف، وعند عودة الهواء المشبع بالأوكسجين، تبدأ عملية احتراق ثانية، إنما بطيئة هذه المرة، فتظهر على شكل كرة من النار. وبسبب الحرارة العالية، تستمر الحرائق في الأبنية المنهارة في الضاحية لعدة أيام بعد قصفها. تاريخياً، الأسلحة الحرارية ليست جديدة، بل هي سلاح نازي أدخلته ألمانيا إلى الخدمة في أربعينيات القرن الماضي. وفي وقت لاحق، طورته الولايات المتحدة خلال حربها العدوانية على فييتنام، ثمّ بدأ الاتحاد السوفياتي باستخدام هذا النوع من الأسلحة في حروبه على أفغانستان، وفي الشيشان. وحلّ التطور الكبير على هذه الأسلحة في تسعينيات القرن الماضي، حينها وجد الأميركيون «الخلطة الكيميائية الأفضل»، وبدأوا بانتاج القنابل الحرارية ذات الوزن الثقيل. فكلما ارتفع وزنها، زادت كمية الوقود فيها، ومعها حظوظها في الانفجار. فهذه القنابل، بزنة ألفي رطل أو 910 كيلوغرامات، التي ترمى على الضاحية اليوم، وتحيل المباني رماداً، استخدمها الأميركي لأول مرة عام 2002 في قصف كهوف تنظيم القاعدة في أفغانستان، ثمّ في حربه على العراق.
الأسلحة الحرارية محرّمة دولياً؟ يحدث أحياناً أن لا تنفجر القنابل الحرارية. ولكن، بعد ارتطامها بالهدف، تنشر الخليط المكوّن من الوقود والمواد المنفجرة في الجو. حينها، سيتحول الهواء المحيط في المنطقة إلى مادة شديدة السميّة، خاصة أنّ أحد مكونات الوقود، «أكسيد الإثيلين»، يستخدم طبياً في عمليات التخدير، وهو سام جداً. في حال استنشاقه يؤدي أولاً لسعال حاد، وحالات حساسية في الجهاز التنفسي. أما في حال التعرض لكميات كبيرة من هذا الغاز، ولوقت ممتد، فيمكن أن يؤدي لظهور سرطانات، إذ يعدّ عاملاً مسرطناً. https://chat.whatsapp.com/BViSio6IVqdJGYujJLzAMa المصدر :الاخبار - فؤاد بزي |